صدى الصوت

إشراقات معرض الكتاب

عمرو الديب
عمرو الديب

يا لها من أيامٍ عذبة وليالٍ حسان حفرت بصماتها فى لفائف الذاكرة، وعلى صفحات الوجدان، وتشبث عطرها بأعماق المهج، ولم يخفت أثرها، وبريق حضورها على مدى الأعوام.. وتلكم هى أيام معرض القاهرة الدولى للكتاب وذكرياته على مر دوراته فى الضمائر والأذهان، ولانبالغ إذا قلنا: إن ذلك الحدث الكبير -الذى تنطلق فعاليات أحدث نسخه بعد ثمانى وأربعين ساعة- أصبح -بتجلياته وآثاره وذكرياته- جزءاً من وجدان جل المثقفين العرب، وليس المصريين فقط، ومعظمهم تربطه بمعرض قاهرتنا قصة انجذاب، وحكايات حنين، وذكريات لا تنمحى، ومواقف عديدة، ونادرات أثيرة ، فمن هذه الشرفة الممتدة الهائلة أطلت العيون على مجد الكلمة المُلهمة، ونبض الحرف الساحر، ومثلت الأذهان عبر ذلك الحدث الرائد الكبير فى حضرة المعرفة المهيبة..

تقتبس من أنوارها الساطعة، وتلوذ بدفئها، وقد عُرف معرضنا بأنه السباق، والنموذج الذى حاكاه الأشقاء، ونسجوا على منواله ، فتعددت المنارات، وانتشرت المصابيح بفضل ما ألهمه النموذج المصرى الرائد الذى أصبح علامة فى الضمير الثقافى العربى، وأضحى علماً مرفرفاً فى أفق الإنسانية المعرفى باعتباره أضخم نافذة فى محيطها، ومنطقتها توفر قدراً هائلاً من أوعية العلم، ومسارح الإبداع، ومستودعات العلوم على صعيدٍ واحد، وفى مكانٍ محدد، وذلك قبل أن تعرف البشرية منجز الشبكة الدولية، وما استطاعت أن تحدثه فى الساحات، وظل حتى بعد ظهور بدائل العالم الافتراضى ملاذ عشاق المعرفة، والمشتاقين إلى التلاقى معها، والمثول فى حضرتها، ومرفأ الباحثين عن الحقائق فى بطون الأسفار الورقية فى شكلها «الرومانسى» إذا صح التعبير، وكم من ذكرياتٍ، وحكاياتٍ لى مع هذه الأيام الدافئة فى المشاعر رغم الصقيع الذى يصاحب أوقاتها دائماً، إذ ينعقد معرضنا الرائد غالباً فى يناير من كل عام إلا استثناء ربما وحيد عُقد خلاله صيفاً وليس شتاء، وقد يضيق المقام عن إيراد بعض هذه الحكايات العذبة، والمواقف الطريفة داخل أروقة معرض الكتاب، ولكن علينا الآن أن نأمل فى أن تحقق هذه الدورة التى تتضافر جهود الهيئة المصرية العامة للكتاب والشركة المتحدة،  ومركز مصر الدولى للمعارض والمؤتمرات فى تنظيمها بصورة تليق بمكانة مصرنا، وريادة معرضها.