كشف حساب

الإبادة الجماعية فى غزة !

عاطف زيدان
عاطف زيدان

لم يجد فريق الدفاع عن إسرائيل أية وسيلة لدحض الاتهام بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية فى غزة سوى تسطير الأكاذيب أمام محكمة العدل الدولية. لكن هيهات. فقد اعدت جنوب أفريقيا، مقدمة الدعوى، قائمة أدلة من ٨٤ صفحة، تؤكد الاتهامات بحق حيش الاحتلال ووزرائه. فالإبادة الجماعية وفقا لاتفاقية ١٩٤٨ مكتملة الأركان بحق بنى صهيون، ولا يختلف عليها اثنان على كوكب الأرض.

ومن بين أكاذيب فريق الدفاع الإسرائيلى، الزعم كذبا أمام المحكمة، بكل بجاحة، أن مصر هى المسئولة عن منع دخول المساعدات الإنسانية من الجانب المصرى لمعبر رفح، رغم علم القاصى والدانى أن مصر لم تغلق المعبر قَط، وأن المساعدات الإنسانية المصرية تفوق ٣ أضعاف ما قدمته دول العالم مجتمعة. وحسنا فعل ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، عندما أصدر بيانا نفى فيه بصورة قاطعة «مزاعم وأكاذيب» فريق الدفاع الإسرائيلى أمام المحكمة. وفند رشوان ما وصفه بـ»كذب الادعاءات الإسرائيلية». حيث أكد ان كل المسئولين الإسرائيليين أكدوا عشرات المرات فى تصريحات علنية منذ بدء العدوان على غزة أنهم لن يسمحوا بدخول المساعدات لقطاع غزة وخاصة الوقود.


وقال رشوان إن مصر أعلنت عشرات المرات فى تصريحات رسمية أن معبر رفح من الجانب المصرى مفتوح بلا انقطاع، مطالبين الجانب الإسرائيلى بعدم منع تدفق المساعدات الإنسانية للقطاع والتوقف عن تعمد تعطيل أو تأخير دخول المساعدات بحجة تفتيشها. كما زار العديد من كبار مسئولى العالم وفى مقدمتهم الأمين العام للأمم المتحدة معبر رفح من الجانب المصري، ولم يتمكن واحد منهم من عبوره لقطاع غزة، نظرا لمنع الجيش الإسرائيلى لهم.
لقد اعتادت إسرائيل الكذب منهاجا فى سياستها منذ نشأتها. لكن اكاذيبها لم تعد تنطلى على أحد. فقد أصبحت شعوب العالم على دراية بالظلم والقهر الذى يتجرعه الفلسطينيون منذ عقود، وخرجت المظاهرات المناهضة لإسرائيل، والمطالبة بتحرير فلسطين، فى قارات الدنيا. وينتظر الكل بشغف بالغ قرارا عاجلا من محكمة العدل الدولية بوقف العدوان على قطاع غزة، يتبعه حكم بإدانة إسرائيل بالإبادة الجماعية.