فى الصميم

حكام إسرائيل.. مطلوبون للعدالة!!

جلال عارف
جلال عارف

ذهب رئيس الكيان الصهيونى "هيرتسوج" إلى مؤتمر دافوس الاقتصادى العالمى فى محاولة لتحسين صورة إسرائيل أمام الرأى العام العالمى.. فكانت النتيجة أن وجد نفسه مطاردًا من القضاء السويسرى، ووجد الصورة الحقيقية لإسرائيل كدولة خارجة على القانون واحتلال هو الأكثر إجراما هى الصورة التى لم يعد لإسرائيل منها مهرب!!


ذهب "هيرتسوج" رغم أنه ليس رجل اقتصاد، ورغم أن منصبه لا يمنحه أى سلطات حقيقية.. لكنه أصبح- فى ظل حكومة زعماء العصابات الإرهابية- هو الوجه الأقل بشاعة للسياسة الإسرائيلية. ولأن نتنياهو المشغول بقتل أطفال فلسطين وتفجير المنطقة يعرف أنه لو ذهب فستكون مظاهرات الاحتجاج فى انتظاره، ولأن وزير مالية إسرائيل هو "تسيموتريتش"، الذى لا يعرف إلا لغة الإرهاب وتخيير الفلسطينيين جميعا بين القتل أو التهجير!!


ذهب "هيرتسوج" إلى سويسرا، ليجد نفسه مطلوبا للعدالة بعد أن قدمت ضده عدة دعاوى تطلب التحقيق معه كمتهم مسئول عن جرائم حرب ضد المدنيين الفلسطينيين. ووجد النيابة العامة السويسرية تطلب من وزارة الخارجية توضيح الموقف من رفع حصانته، وانتهى الأمر بمغادرة سويسرا على وجه السرعة بعد مشاركة قصيرة فى المؤتمر، وبتأكيد حقيقة أن الوجه الحقيقى لإسرائيل كدولة احتلال تمارس العنصرية والهمجية لم يعد ممكنا إخفاؤه، وأن كل المسئولين الإسرائيليين قد أصبحوا هدفا مشروعا للعدالة الدولية.


إنه نفس الموقف الذى واجهه النظام العنصرى فى جنوب إفريقيا قبل سقوطه يواجهه الآن الكيان الصهيونى النازى أمام عالم يعرف جيدا أن كل احتلال إلى زوال، وكل نظام عنصرى نازى إلى سقوط. عالم ينتظر قرار محكمة العدل الدولية العاجلة التى بدأت محاكمة إسرائيل عن "حرب الإبادة"، التى تخوضها ضد شعب فلسطين. وينتظر قرارات المحكمة الجنائية الدولية فى الدعاوى المقامة أمامها بشأن جرائم الحرب التى تواصل إسرائيل ارتكابها. ورغم تواطؤ المدعى العام للجنائية الدولية فإن الجريمة أكبر منه، والدعاوى تتوالى ضد مجرمى الحرب الإسرائيليين وآخرها كان منذ يومين من المكسيك وشيلي.


أمريكا لن تتوقف عن محاولة حماية إسرائيل من المحاسبة على جرائمها، ودول مثل بريطانيا وألمانيا ستواصل السير فى هذا التواطؤ.. لكن العالم يتغير، ودعم إسرائيل سيكون ثمنه مضاعفا، والعدالة الدولية التى تطارد الآن إسرائيل وحكامها لن تتوقف، وجرائم الحرب التى ارتكبت لن تمر بلا عقاب لكل من شارك أو تواطأ أو قدم الدعم، الحساب فى النهاية سيشمل الجميع.