شتان الفارق تاريخيًا وتسويقيًا!

غدا.. «شجعان» ناميبيا أمام كبرياء «الأولاد»

ناميبيا صنع التاريخ بفوزه على تونس فى الجولة الأولى
ناميبيا صنع التاريخ بفوزه على تونس فى الجولة الأولى

«عفوًا للتاريخ..».. «المحاربون الشجعان» وهو لقب منتخب ناميبيا الذى حصلوا عليه وستعرفون لماذا فى النهاية ولكن هم الآن فى مهمة كروية جديدة ضد أولاد «البافانا بافانا» لقب منتخب جنوب أفريقيا غدا الساعة العاشرة من مساء  بتوقيت القاهرة ضمن منافسات الجولة الثانية للمجموعة النارية الخامسة فى بطولة كأس أمم أفريقيا المقامة حاليًا فى كوت ديفوار.


يبحث ناميبيا بقيادة كولين بنيامين المدير الفنى فى تعزيز نقاطه والوصول إلى النقطة السادسة وشق الطريق إلى التأهل للدور التالى وذلك بعد أن حصد ثلاث نقاط غالية تاريخيًا فى الجولة الأولى بالفوز على منتخب تونس العربى بهدف دون رد فى وقت قاتل من المباراة تحديدًا بالدقيقة ٨٧ وزاد الحمل على «نسور قرطاج» الذين لم ينجحوا فى تخطى عقبة البدايات تاريخيًا فى أمم أفريقيا تحديدًا فى آخر ٥ مباريات افتتاحية حيث هزم فى ثلاثة وتعادل فى اثنين بالإضافة إلى هزيمة ناميبيا.


وأكد بنيامين أنه أغلق ملف الفوز على تونس وهو ما واجب حدوثه ولا تهاون فى ذلك من أجل التركيز فى الصفحة التالية خاصة أن التأهل لم يُحسم حتى الآن بالإضافة إلى أن منتخب جنوب أفريقيا سيلعب المباراة بكامل قوته من أجل تعويض خسارته فى الجولة الافتتاحية من منتخب مالي بنتيجة هدفين دون رد، ويضيف مدرب ناميبيا أن لاعيبه فى أتم الاستعداد لخوض مباراة قوية أمام البافانا بافانا والوصول إلى أبعد مدى فى البطولة مؤكدًا على احترامه لكل المنافسين فى القارة السمراء.


وحصل كل لاعب فى ناميبيا على مكافأة قدرها ٧ آلاف دولار بعد فوزهم على تونس، وهي مكافأة مقدمة من روبرت شيموشيلي، رئيس اتحاد ناميبيا لكرة القدم، ورجل الأعمال ستيف هامونييلا، وقال شيموشيلي عن هذه المكافأة: هذه المساهمة ليست مجرد دعمًا ماليًا، بل هي إقرار بعزيمة لاعبينا، لقد جلب المحاربون العزة والفخر للوطن.


وعلى الجانب الآخر جلس هوجو بروس مدرب جنوب أفريقيا جلسة خاصة مع بيرسى تاو لاعب المنتخب والنادى الأهلى وتأهيله نفسيًا خاصة بعد أن أهدر ركلة جزاء بطريقة غريبة وقوية ضد مالى فى بداية المباراة والذى أكد عليه مدرب مالى أنها كانت سببا من أسباب انتصار منتخبه وتحول نتيجة المباراة واستغلال سوء حظ جنوب أفريقيا فى تحويل النتيجة ضده ومن ثم تسجيل الهدف الأول ثم الثانى، ولذلك جلس هوجو مع تاو وتوضيح له أنها ليست الكرة الأخيرة الذى يهدرها لكن عليه التركيز فيما هو قادم حتى لا يهدر الفرص تباعًا وخاصة أن المنتخب فى أمس الحاجة إلى الانتصار وتسجيل الأهداف فى مرمى ناميبيا، واستكمل المنتخب تدريباته وخططه الفنية وحدد المدرب نقاط قوة وضعف المنافس مؤكدًا على اللاعبين عدم إتاحة ثغرات لناميبيا مع استغلال كل الفرص أمام المرمى.
وتاريخيًا لعب ناميبيا ضد جنوب أفريقيا فى ٦ مباريات فاز كل منها فى ثلاثة بينما كان منتخب «البافانا بافانا» صاحب السجل التهديفي الأكبر برصيد ٨ مباريات واستقبل ٣ أهداف فقط من «المحاربون الشجعان» ومن بين الـ٦ مباريات اثنتان فقط رسمية فى أمم أفريقيا وفاز فيهما جنوب أفريقيا وكانت الأولى فبراير عام ١٩٩٨ وانتهت بالفوز بنتيجة ١/٤ والمباراة الرسمية الثانية فى أفريقيا لعام ٢٠١٩ وانتهت بهدف دون رد.
عزيزى القارئ لا تتفاجأ عندما اذكر لك أن القيمة التسويقية لمنتخب ناميبيا لا تتعدى الـ٦٫٣٥ مليون يورو فيما تعد القيمة التسويقية لمنتخب جنوب أفريقيا الذى يتميز أن أغلب اللاعبين محليون فى دورى جنوب أفريقيا فتعد قيمتهم ٢٣ مليون يورو لكن كل هذه الأرقام على أرض الواقع ليس لها معنى، وبرغم تجانس اللاعبين فى «البافانا» فهو سلاح ذو حدين فالشغف والروح والعزيمة هم «دينامو» تحرك مجريات المباراة فالمحاربون أمام مباراة تاريخية ضد جنوب أفريقيا والأخير فى محاولة إنقاذ ما يُمكن إنقاذه.. فلا قيمة للإمكانات والإمكانيات فى أمم أفريقيا.. يذكر أن ناميبيا ناضلت من أجل حصولها على الاستقلال بعدما سيطر عليها الاحتلال الألماني ثم الجنوب إفريقي لسنوات طويلة إلى أن حصلت على استقلالها في 1990، ليطلق عليها «أرض المحاربين الشجعان».. وها هو إجابة ما ذكرته فى البداية وقلت لكم ستعرفون إجابته لاحقًا.. والمنتخب بعد 3 مشاركات سابقة في أفريقيا، مازال يبحث عن التأهل للمرة الأولى للأدوار الإقصائية من البطولة القارية وبدأ منتخب ناميبيا رحلته في كأس أمم أفريقيا خلال نسخة 1998 وانتظر المنتخب 10 أعوام قبل العودة إلى كأس أمم أفريقيا من خلال نسخة 2008 في غانا، واستمر غياب ناميبيا عن البطولة القارية 11 عاما قبل أن تتأهل لنسخة 2019 في مصر، أما عن جنوب أفريقيا فهو وصل إلى كوت ديفوار باحثًا عن إنجاز ما حققه سابقًا مرة واحدة وهو تحقيق اللقب عام ١٩٩٦.