باسم سمرة| «هلال» أرهقنى و«بطن الحوت» رؤية عصرية لتيمة «قابيل وهابيل»

مشهد دخول القبر الأصعب والتصوير بالأماكن الحقيقية للمصداقية

باسم سمرة
باسم سمرة

صاحب فلسفة خاصة، وهى امتاع الذات أولا ليستطيع امتاع الجمهور، مجرد أن تجد اسمه مدونا على تتر عمل فنى، تصبح على يقين برؤية أداء إبداعى مختلف يعطيه بريقا وتوهجا على الشاشة سواء بالسينما أو التليفزيون، عندما يتردد اسم باسم سمرة، أنت على موعد مع المتعة والإثارة الفنية، خاصة إذا كان هناك مباراة فنية بينه وفنان آخر مثل التى قدمها مؤخرا فى مسلسل «بطن الحوت» مع محمد فراج، التقينا بـ باسم سمرة للحديث عن تقديمه شخصية «هلال» فى العمل، كما يتحدث عن تجربته فى مسلسل «العتاولة» مع أحمد السقا، الذى من المقرر عرضه فى رمضان المقبل، ومشاركته فى فيلم «الملكة».،

كيف وجدت رودود الأفعال على مسلسل (بطن الحوت)؟

سعيد برودود الأفعال الإيجابية التى تلقيتها عن دورى فى مسلسل «بطن الحوت»، وهو عمل صعب ومرهق للغاية، حيث صورنا معظم مشاهده فى أماكن حقيقية وليست ديكورا، والذى أصر على تنفيذه المخرج أحمد فوزى صالح، ليضيف للعمل قدر كبير من المصداقية والواقعية، وهذا الأمر ساهم بقوة فى نجاح العمل، ومنحه طابعا وشكلا خاصا، فضلا عن أن المخرج قدم بلغة بصرية جمالية كشفت عن كثير من الأماكن داخل مصر لم تكن معلومة أو معروفة للبعض، والتى اكتشفتها أيضا مع تصوير العمل.

ألم تقلق من تقديم شخصية «هلال»؟

لم أقلق من تقديم شخصية «هلال»، لأننى وجدت هذه الشخصية مليئة بكثير من التفاصيل المختلفة بين الشر والخير، فهى شخصية من لحم ودم بها كل التناقضات التى تحملها النفس البشرية، وبالتالى كانت بالنسبة لى فرصة، وتحمست لتقديمها على الشاشة بكل طباعها المختلفة، وهذا العمل تحمست له منذ اللحظة الأولى الذى عرض على فيها، وكان مجرد فكرة من المخرج منذ 4 سنوات، حيث تقابلنا فى مهرجان الجونة، وحكى لى أحمد فوزى صالح قصة المسلسل، وأبديت موافقتى عليه، وكان يبحث وقتها على التمويل ويقوم أيضا بكتابة السيناريو، وبعد أن وجد ممولا حدثنى مجددا، واتفقنا على كافة التفاصيل.

هل ترى فى شخصية «هلال» تناقضا فهو قوى وشرير مع الجميع ولكنه ضعيف أمام والدته ؟

رغم كل الشر والجبروت الذى يمتلك شخصية «هلال»، إلا أن أمام والدته (التى جسدتها الفنانة سماح أنور) تنقلب 180 درجة، لأنه يحبها، وهذا من وجهة نظرى ليس نوعا من الضعف بقدر أنه نوع من الحب والاحترام لوالدته، حيث يحاول أن يسعدها ويفرحها كونها عانت كثيرا فى حياتها بسبب الفقر، وهو مثله مثل كل الأبناء الكبار الذين يحاولون إسعاد والديه بأى طريقة، ولم يكن ذلك ضعفا منه.. وعندما تحدثت مع أحمد فوزى صالح عن شخصية «هلال»، كان هناك رؤية واضحة وهى أنها شخصية صعيدية لكنها قاهرية، أى أنها تتمسك بعادات وتقاليد الصعيد، لكنها تتحدث بلهجة القاهريين، وقرار قتله لابنته بمساعدة «حافظ» ذراعه اليمنى- والذى قدم دوره الممثل السودانى محمود السراج – نابع مع عادات وتقاليد الصعيد، والذين يتعاملون فى مثل هذه المواقف بهذا الشكل، وهو نفس الأمر بالنسبة لموقف طلاق زوجته وإجبار شقيقه على الزواج منها، هذه المواقف القوية توضح مدى قوة وجبروت شخصية «هلال»، ومدى توتر علاقته بشقيقه وبناته، وهو الأمر الذى خلق حالة من الصراع بين الشقيقين أيضا.        

تيمة المسلسل وهى قصة «هابيل وقابيل» قدمت من قبل فى عدد من الأعمال ألم تخش التكرار أو المقارنات ؟

أرى أن لكل عمل مذاقه الخاص ورؤية مؤلفه ومخرجه المختلفة، وهناك كثير من الأعمال التى قدمت نفس التيمة ولكن معالجتها بعيدة عن أى عمل آخر، وما يهمنى كيف حقق ذلك المؤلف والمخرج، وأتصور أن أحمد فوزى صالح استطاع أن يقدم رؤية مختلفة وعصرية بعيدا عن الأعمال التى تناولت نفس التيمة، ولم أجد أى أزمة فى تناول هذه التيمة فى أعمال أخرى خاصة أن الدراما بها 36 تيمة، وهذا يعنى أن التكرار أمر وارد، ولكن المهم المعالجة والرؤية للعمل الفنى.

كيف ترى المباراة الفنية التى جمعتك بـمحمد فراج؟

هناك عدد من المشاهد التى جمعتنا سويا، وكانت بمثابة «ماستر سين»، هناك مشهد دفن والدتهما، وهناك اللقاء الأول الذى جمع بينهما بعد خروج «هلال» من السجن، ومحمد فراج ممثل رائع يمتلك قدرات فنية هائلة، وسعدت كثيرا بالتعاون معه خاصة أن هذه التجربة لم تكن الأولى التى تجمع بيننا، حيث قدمنا سويا بعض الأعمال، وهما فيلما «تيتة رهيبة» و»الماء والخضرة والوجه الحسن»، كما سعدت أيضا بالتعاون مع سماح أنور التى تمتلك قدرات فنية هائلة أيضا، وجمعتنى بها عدد من المشاهد التى تظهر مدى قرب وحب «هلال» لوالدته، ومدى حب الأم لابنها «هلال»، وربما هذا الأمر الذى خلق حالة من الغيرة لدى «ضياء»، والذى كان سببا فى الصراع بين الشقيقين، فضلا عن أن ضياء حمل كراهية لشقيقه هلال نتيجة معاملته معه منذ صغره وإجباره على التعاون معه فى تجارة المخدرات، فضلا عن رغبته فى الانتقام منه بسبب قتل هلال لابنته.

هل احتاجت المشاهد التى جمعتك بـ «محمد فراج» جلسات تحضيرية قبل تصويرها أم لا ؟

كنا حرصين أنا وفراج وأحمد فوزى صالح على عقد جلسات تحضيرية قبل هذه المشاهد سواء كانت بشكل فردى أو جماعى حتى يخرج المشهد بالشكل المطلوب، وكان المخرج حريصا على الجلوس معنا قبل تصوير المشاهد من أجل الاتفاق على الرؤية الفنية الخاصة بكل مشهد.  

ماذا عن أصعب المشاهد التى قدمتها فى المسلسل؟

أرى أن كل مشاهد العمل صعبة ومرهقة للغاية، وهذا بسبب تصوير العمل فى أماكن حقيقية، ولكن يعد مشهد دفن والدتهما «أفراح» أو سماح أنور، الأصعب بالنسبة لى، وذلك لعدة أسباب أولها أن أحمد فوزى صالح كان مصرا على تصوير العمل داخل مدفن حقيقى، وهو أمر كان صعبا بالنسبة لى، ودخلنا مدفنا حقيقيا وكان معى محمد فراج، وكانت الأجواء صعبة بداخله بسبب شدة الحرارة، ثانيا المشهد حمل كثيرا من المشاعر الصعبة لدى «هلال»، والذى يبكى بحرقة على فراق والدته، وفى نفس الوقت الغضب يمتلكه تجاه شقيقه «ضياء» نتيجة ما فعله معه بعد أن استولى على المخدرات التى كان يملكها هلال قبل دخوله السجن، ولذلك قال هلال لشقيقه «اللى كانت حيشانى عنك ماتت»، فى إشارة منه أن يقضى عليه من أجل الحصول على حقه.

هل هناك أى تشابه بينك وشخصية «هلال»؟

ليس هناك أى تشابه بينى و»هلال»، فهى شخصية بعيدة كل البعد عنى، ودائما أسعى فى اختياراتى أن أقدم شخصيات متنوعة وليست قريبة من شخصيتى، حيث أشعر بأن هذا يستفز ملكاتى الفنية، ويخرج طاقتى الإبداعية، خاصة فى الشخصية المركبة مثل شخصية «هلال» و»حسن» فى منعطف خطر.

ماذا عن مشاركتك فى «العتاولة» مع السقا ؟

هذا العمل يعد مفاجأة، ولا استطيع الحديث كثيرا عن العمل، وأتمنى أن ينال اعجاب الجمهور، لان العمل به مجهود كبير حيث يتم تصويره بأكمله فى الإسكندرية، ويشارك فى العمل بجانب أحمد السقا مجموعة من النجوم منهم طارق لطفى وصلاح عبد الله وهو من تأليف هشام هلال وإخراج أحمد خالد موسى، وأقدم فيه شخصية عيسى الوزان، وهى شخصية مختلفة وأول مرة أقدمها على الشاشة.

وكيف ترى لقاءك بـ «هالة صدقى» فى فيلم «الملكة»؟

فيلم «الملكة» تدور أحداثه فى إطار كوميدى، وسعيد بالتعاون لأول مرة أمام هالة صدقى، وقدم شخصية كوميدية بعيدا تماما عن الأعمال التى قدمتها من قبل فى الكوميديا مثل «تيتة رهيبة» و»عنترة ابن  شداد»، وأتمنى أن ينال اعجاب الجمهور.