مستشار شيخ الأزهر الأسبق: ما تشهده فلسطين اليوم من مجازر وحشية ليس صدفة

الدكتور محمد مهنا
الدكتور محمد مهنا

ما يحدث الآن من مجازر وحشية على أرض فلسطين من قبل الكيان الصهيوني المحتل في حق المدنيين العزل والذي تسبب في قتل عشرات الآلاف من الأبرياء والأطفال والنساء، ليس محل صدفة ولكن وراءه نية خبيثة مبيته من قبل الاحتلال الصهيونى ترجع لمئات السنين، تعتمد هذه الخطة على قسمين، الأول يدعى التقسيم الزماني، والآخر تقسم مكانى للمسجد الأقصى، وهى فكرة طرحها اليمين الإسرائيلى بقيادة حزب الليكود تمهيدا لتهويد المسجد، من خلال تكريس سياسة اقتحامه والاعتداء على المرابطين داخله.

تقسيم ساحات الأقصى من قبل الكيان المحتل دليل على النوايا الخبيثة

يقول الدكتور محمد مهنا، أستاذ القانون الدولي بجامعة الأزهر، إن المخطط اليهودي يشمل فرض تقسيم ساحات الأقصى زمانيا بين الفلسطينيين والمحتلين الإسرائيليين فى غير أوقات الصلاة فى إطار مرحلة أولية يتبعها تقسيم مكاني، ثم السيطرة الكاملة عليه لاحقا، وتغيير هويته ببناء ما يسميه الاحتلال الإسرائيلى "الهيكل الثالث" مكان قبة الصخرة.

التقسيم الزمانى

ويشير إلى أن المشروع الذي يهدف إلى تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين وإسرائيل يحمل شقين هما: التقسيم الزماني والتقسيم المكاني، وكانت إسرائيل قد بدأتهما بشكل عملي بالفعل.

اقرأ أيضاً| وكيل أوقاف القاهرة: المجتمع شهد موجات من التشدد ونجحنا في التصدي لهذه الأفكار الخبيثة

أما التقسيم الزماني فيعنى تخصيص أوقات معينة لدخول المسلمين المسجد الأقصى وأخرى لدخول اليهود، ويستهدف اقتسام ساعات اليوم وأيام الأسبوع والسنة بين اليهود والمسلمين.

ويرى الجانب الإسرائيلي أنه يتوجب على المسلمين مغادرة الأقصى من الساعة 07:30 حتى 11:00 صباحا، وفي فترة الظهيرة من الساعة 1:30 حتى 2:30، وفترة ثالثة بعد العصر، لتخصيص هذه الأوقات لليهود بحجة أنه لا صلاة للمسلمين فى هذه الأوقات ليتم السماح لليهود بأداء 3 صلوات فى اليوم داخله.

كما يتم تخصيص المسجد الأقصى لليهود خلال أعيادهم، التي يقارب مجموع عدد أيامها نحو 100 يوم فى السنة، إضافة إلى أيام السبت التى تخصص لليهود أي نحو 50 يوما، مما يجعل مجموع الأيام المخصصة لليهود هو 150 يوما في السنة، كما يحظر رفع الأذان خلال الأعياد اليهودية.

التقسيم المكاني

ويضيف أن التقسيم المكاني يعنى تخصيص أماكن بعينها في المسجد الأقصى بكامل مساحته البالغة 144 دونما، لكلٍ من الطرفين، إذ يهدف إلى تخصيص أجزاء ومساحات من المسجد الأقصى يقتطعها الكيان الإسرائيلى ليحولوها لكنائس يهودية لأداء صلواتهم فيها، حيث قام الاحتلال خلال الفترات السابقة بتحديد طرق ومسارات خاصة باليهود للتمهيد للتقسيم المكاني، الذى يشمل كذلك بسط السيطرة بالقوة على جميع الساحات الخارجية للمسجد الأقصى، لافتا إلى أن الأماكن المسقوفة مثل مصلى قبة الصخرة والمصلى المروانى مخصصة للمسلمين، ويشمل هذا التقسيم مخططات لبناء الكنيس اليهودى والهيكل.

وثيقة وخارطة

ويستطرد مهنا أنه فى 22 أكتوبر/تشرين الأول عام 2013، كشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث عبر وثيقة وخارطة "لقوننة" تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا بكامل تفاصيلها، أعدها ناشطون من حزب الليكود يطلقون على أنفسهم اسم "منهيجوت يهوديت" (أو قيادة يهودية)، يتزعمهم موشيه فيجلين نائب رئيس الكنيست آنذاك.

ويحمل المقترح المرفق بخارطة اسم "مشروع قانون ونظم للمحافظة على جبل الهيكل مكانا مقدسا"، ويحدد بأن الجامع القبلى المسقوف هو فقط المسجد الأقصى (وفيه فقط تؤدى الصلوات الإسلامية)، ويقتطع منه الجزء الموجود فى أقصى الجهة الجنوبية خلف المحراب الجنوبى "منطقة الزاوية الخنثنية".

كما يحدد المقترح بأن كامل مساحة صحن قبة الصخرة والجهة الشرقية منه مقدس يهودى خالص، ويجعل خُمس مساحة المسجد مساحة للصلوات اليهودية بالأدوات المقدسة أحيانا فردية وأخرى جماعية.

ويشمل المقترح ذاته تحديد أوقات الصلوات اليهودية الصامتة فيها، مع إمكانية زيادة الأوقات والمساحات التى تمكن اليهود من أداء صلواتهم، خاصة أيام الجمعة والسبت والأعياد والمواسم اليهودية، وإمكانية اقتحام ودخول اليهود للمسجد الأقصى من جميع الأبواب وفى جميع الأوقات.

كما يجعل المقترح من صلاحية المفوض أن يحدد أوقات ومساحات فى المسجد الأقصى لدخول اليهود فقط، كما يتضمن جملة من المحظورات والممنوعات من أعمال الترميم والصيانة للمسجد الأقصى إلا بإذن من المفوض، ويمنع الاعتكاف فى المسجد الأقصى.

ويوضح أستاذ القانون الدولى أنه حسب مؤسسة الأقصى، فإن المقترح الصهيونى يفصل توزيع الأوقات، والكيفية التى ستخصص للصلوات اليهودية على النحو التالي:

الصلوات الفردية: يقوم بها فرد واحد فقط بصوت منخفض يسمع نفسه بشفتيه من دون أن يحمل الكتب والأدوات المقدسة.

تقام كل صباح بعد فتح أبواب المسجد لليهود لأداء صلاة الافتتاح الصباحية (شحاريت)، ولمدة ساعة كاملة يوميا فى ساعات بعد الظهر قبل إغلاق الجبل لأداء صلاة الإغلاق (منحه).

الصلوات الجماعية: صلوات لعشرة أفراد أو أكثر.

يُسمح خلالها باستعمال التوراة والكتب والأدوات المقدسة أيام الاثنين والخميس والسبت من كل أسبوع، واليوم الأول من كل شهر عبري، وفى الأعياد والمواسم اليهودية.

تُقام الصلوات الجماعية يوميا لمدة ساعة بعد الافتتاح (شحاريت)، ونصف ساعة قبل الإغلاق (منحه) فى أيام السبت والمواسم، وتخصص ساعتان ونصف الساعة للصلاة الصباحية الجماعية، أما فى رأس السنة العبرية ويوم الغفران فتخصص 4 ساعات للصلاة الصباحية الجماعية، وتخصص ساعتان ونصف الساعة يوم الغفران لصلاة (منحه) فى المساحة المخصصة.

كما يسمح بنصب مؤقت لصفائح وخيم وكراس وطاولات لقراءة التوراة والخزانة المقدسة الملفوفة.

خلال أوقات الصلاة أو بمحاذاتها لا يسمح بأى نشاط معارض يهدد سلامة الموجودين فى الموقع.

المواسم الإسرائيلية: الأيام التى توافق فيها الأعياد ومواسم الصيام لدى اليهود.

يقوم وزير الأديان بتخصيص مسئول عن تنفيذ البنود المذكورة مع إمكانية إضافة موظفين حسب الحاجة، بالتنسيق مع الجهات المختصّة.