حلت أمس ذكرى رحيل الفنانة فاتن حمامة، والتي توافق السابع عشر من يناير من عام 2015، بعد رحلة من العطاء الفني امتدت 60 عاما، وهو التاريخ الفني الأكبر بالنسبة لأي نجمة على مدى تاريخ الفن المصري، فقد قدمت أول أعمالها الفنية عام 1940 وهو فيلم “يوم سعيد”، الذي شاركت فيه وهي لازالت طفلة مع الموسيقار محمد عبد الوهاب، وآخر عمل قدمته كان مسلسل “وجه القمر” الذي عرض عام 2000، وعلى مدى تاريخها الفني الذي حصلت من خلاله علي لقب “سيدة الشاشة العربية” قدمت حوالي 100 فيلم سينمائي ومسلسلين، وعدة مسلسلات إذاعية، وتم اختيارها كأفضل ممثلة في القرن العشرين، وتم اختيار 9 أفلام من أعمالها ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وهو العدد الأكبر من الأفلام لأي نجمة في هذه القائمة، وتعد فاتن نجمة متفردة في تاريخ الفن المصري، ليس فقط بسبب لقبها “سيدة الشاشة العربية”، أو لأنها فنانة القرن العشرين، أو بسبب عدد الأفلام التي قدمته وتصدرها البطولة المطلقة في أغلبها ليكون عدد هذه البطولات هو الأكبر في تاريخ السينما المصرية بالنسبة لأي نجمة، لكن الأهم من كل ذلك هو أن فاتن هي صاحبة العدد الأكبر من الأفلام التي تعد من أهم كلاسيكيات السينما المصرية، والراسخة في أذهان الجمهور، وهي النجمة التي تعاونت مع كل كبار الأدباء والكتاب والمخرجين في السينما المصرية، ومنهم نجيب محفوظ ككاتب سيناريو وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعي وطه حسين ويوسف إدريس، وغيرهم ومن المخرجين يوسف شاهين وصلاح أبو سيف وبركات وكمال الشيخ وعز الدين ذو الفقار وفطين عبد الوهاب وحسن الإمام وحسين كمال وسعيد مرزوق، كما تعد النجمة الوحيدة التي تعاونت مع أجيال عديدة من النجوم، بداية من يوسف وهبي وعماد حمدي ويحيى شاهين وكمال الشناوي وشكري سرحان وفريد الأطرش ثم عمر الشريف وعبد الحليم حافظ وأحمد رمزي ورشدي أباظة وأحمد مظهر، مرورا بمحمود مرسي وحسن يوسف ثم محمود ياسين وعزت العلايلي، ووصولا إلى جيل يحيى الفخراني وهشام سليم ومحمد منير، وتعاونت أيضا مع بعض النجوم الحاليين وهم في بدايتهم، وتحديدا أحمد الفيشاوي ونيللي كريم وغادة عادل الذين شاركوا معها في آخر أعمالها الفنية، مسلسل “وجه القمر”، كما تعد فاتن النجمة الوحيدة من جيل الأربعينيات والخمسينيات التي تعاونت مع جيل مخرجي الثمانينات في السينما المصرية، حيث قدمت فيلم “يوم حلو ويوم مر” مع المخرج خيري بشارة، وفيلم “أرض الأحلام” مع المخرج داود عبد السيد، وهو آخر أفلامها السينمائية، وإذا كان دائما ما يقال أن أفلام النجم عادل إمام تقدم صورة صادقة عن الواقع المصري منذ فترة السبعينيات، وحتى بدايات الألفية الجديدة، فإن أفلام فاتن حمامة تقدم كل ما يتعلق بشكل الحياة المصرية وتطورها، وأهم قضاياها المتنوعة منذ الأربعينيات وحتي تسعينيات القرن الماضي، كما أنها النجمة صاحبة الرصيد الأكبر من الأفلام الرومانسية في تاريخ السينما المصرية.