رحلة الفرح الأخيرة .. «يوسف» لقى مصرعه غرقًا في الأسكندرية بعد حضوره حفل الزفاف

الضحية
الضحية

الإسكندرية:‭ ‬محمد‭ ‬مجلي

نفسي اشوفك عريس ..عقبال ما أزفك على عروستك» تلك كانت كلمات أطلقتها ام لنجلها قبل خروجه لحضور حفل زفاف أحد أصدقائه،إذ استعد وارتدى أفضل ثيابه ووضع أحب العطور الذي يفضلها واستعد مع زملائه لحضور العُرس وعقب الانتهاء من الفرح رافق 3 من أصدقائه واتجهوا إلى طريق الكورنيش قبل أن تطرأ على أذهانهم فكرة الاقتراب من البحر والتقاط الصور فسقط فى مياه البحر وابتلعته الأمواج وتحطمت أحلامه على صخور البحر التي انحشر بينها فكانت تلك هى ملخص حدوث أول حالة غرق فى عام 2024 فى مصر بوجه عام والإسكندرية بصفة خاصة، فإلى تفاصيل القصة التي هزت أرجاء عروس البحر الأبيض المتوسط.

ابتلعت مياه البحر بشاطئ لوران، بشرق الإسكندرية،جثة الطالب يوسف على محمد عبد القوي، صاحب الـ 18 عامًا من عمره، طالب ثانوية تجارية، إذ أشار أصدقاؤه الذين رافقوه إلى أنهم خرجوا للتنزه على البحر بعد الانتهاء من عرس فالتقطوا الصور بمنتصف الليل لكن رهان على نزول البحر دفعت بحياته للنهاية، بينما أصيب الأصدقاء الثلاثة بإصابات متفرقة.

وكشف شهود عيان الواقعة، أن يوسف ظل يصارع الأمواج وحاول أصدقاؤه إنقاذه بعد أن ظل يرفع يده مستنجدًا بمن ينقذه ورغم محاولات أصدقائه الوصول إليه الا أنه سريعا ما توارى عن الأنظار واختفى فتم استدعاء فريق الإنقاذ النهري وغواصي الخير الذين حاولوا البحث السريع عن الجثمان لكن دون جدوى بسبب ارتفاع الأمواج وظلام الليل اذ غرق يوسف بعد منتصف الليل.

مشاهد على الشاطئ

كانت أصعب اللحظات هى كيفية إبلاغ والد ووالدة يوسف بغرقه فى البحر، إذ سقطت والدته مغشيًا عليها وما أن جرى إفاقتها حتى سارعت رفقة زوجها الذي لم تتوقف عيناه عن البكاء والحزن، وباقي أفراد العائلة والأسرة إلى موقع الحادث منذ فجر يوم وقوع الحادث غير عابئين ببرودة الطقس الشديدة، أملا أن يكون خبر غرق نجلهم شائعة أو وصلة هزار ابتدعها نجلهم عن طريق أحد أصدقائه، حتى يعلم معزته  وغلاوته لدى أسرته، لكن فور وصولهم للشاطئ شاهدوا جميع أصدقاء يوسف فى حالة بكاء مرددين نداءات متتالية «اطلع يا يوسف».

ومنذ غرق الطالب يوسف ظل والداه وأفراد من عائلته ملازمين للشاطئ لفترة تزيد عن 4 أيام كانت هى تلك فترة البحث عن الجثمان دون العثور عليه.

اقتربنا من الأب الذي جلس على صخرة - من الصخور التي وضعتها المحافظة ضمن مشروعات حماية الشواطئ من الغرق – ورفع يديه للسماء تضرعًا من أجل الدعاء بالعثور على جثة ابنه الذي واسرته فقدوا الأمل فى العثور على نجلهم وهو على قيد الحياة، بعد سطوع شمس اليوم التالي.

قال والد يوسف؛ أن ابنه يبلغ من العمر 18 عامًا وأنه كان فى الصف الثالث الثانوي التجاري، حلم بالتخرج من أجل استكمال دراسته للحصول على مؤهل فوق المتوسط أو إجراء معادلة للالتحاق بكلية التجارة والحصول على شهادة جامعية.

واضاف الأب: «يوسف لم يكن ابني فحسب، بل كان ابني واخويا وحبيبي»، مضيفًا: دا أول ما العين شافت، مشيرًا إلى أن يوسف شاب طيب وجميل ومحبوب بين أسرته وجيرانه وأصدقائه بسبب حلاوة لسانه وحبه للجميع وحبه للخير، قائلًا: مش قادر أصدق أنه خلاص راح منى ومش راجع، وآخر كلمات اوصاني بها: «خلى بالك على نفسك وتقل هدومك لأن البرد اشتد» فمازحته: أبوك جامد والبرد لا يؤثر، قبل أن يدخل فى نوبة بكاء شديدة ويردد احتسبه عند الله شهيداً.

والدة الطالب يوسف المكلومة، جلست على جانب من الشاطئ تنظر للبحر مرددة كلمات: «اطلع يا يوسف.. اطلع يا حبيبى»،اطلع يا يوسف عملتلك الأكل اللى بتحبه»، اطلع يا بنى نفسي اشوفك.. نفسي أحضنك.. «مشيت بدري ليه يا ضنايا.. ما سبتنيش افرح بيك ليه».

ودخلت والدة يوسف فى بكاء شديدة، قائلة: «دا كان عشقه للبحر كبير جدا وعلى طول موجود على البحر لكن  هذه المرة زار البحر ولم يعد مرة أخرى».

فريق الغواصين

محمد صقار، من أصدقاء يوسف، أكد أن يوسف كان طيب القلب وبشوش ويحب كل كبير وصغير، مشيرًا أنه اخر لقاء جمعنا كان للسؤال عن صحته وحياته ومساعدته فى نقل اثاث أحد الجيران، اذ أنه كان محب لجيرانه وأصدقائه وربنا يصبرنا جميعا.

تجمع عشرات الشباب من أصدقاء الراحل الطالب يوسف، فقال زميله محمد مرعي: آخر لقاء جمعني بيوسف كان فى الفرح وكان مبسوط لكنه سقط فى البحر وابتلعته الامواج القوية.

فى الوقت الذي بدأ فيه رجال قوات الإنقاذ النهري رحلة البحث عن الجثمان، شارك فريق من غواصي الخير بالإسكندرية، فى البحث عن الجثمان، اذ وجه الكابتن إيهاب المالحي، قائد غواصي الخير بالإسكندرية الدعوة لجميع غواصي الخير، بالتوجه إلى الشواطئ للمساعدة فى العثور في عملية البحث عن يوسف.

قال الكابتن إيهاب المالحي، قائد غواصيى الخير: أنه من الصعب نزول أي شخص للبحر فى هذه الفترة، موضحًا أن عددا كبيرا من الغطاسين توجهوا إلى البحر للنزول والبحث لكن تأخرت عملية العثور عليه بسبب ارتفاع الأمواج الشديدة والرياح الشديدة.

وأضاف المالحي، خلال تصريحات لـ أخبار الحوادث: أن جثمان الغريق ربما يظل فترة طويلة عالقا فى القاع أو بين الصخور وأن العثور على جثة يوسف، تتطلب بعض الوقت وهدوء الأمواج حتى يمكن انتشاله.

بلاغ

تعود أحداث الواقعة إلى تلقي اللواء خالد البروي، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الإسكندرية، إخطارًا من قسم شرطة المنتزه أول، يفيد بورود بلاغ من شرطة النجدة، بوقوع حالة غرق بشاطئ لوران.

على الفور انتقلت الأجهزة الأمنية وضباط قسم شرطة الرمل وقسم شرطة الرمل، رفقة سيارة إسعاف ورجال الحماية المدنية، وكذلك فرق الإنقاذ النهري إلى موقع الحادث.

أفادت التحريات التي أجريت بمعرفة الجهات المعنية، أن يوسف كان يحضر حفل عرس لأحد أصدقائه، وعقب الانتهاء من العرس توجه رفقة أصدقائه إلى البحر لالتقاط بعض الصور الشخصية كنوع من الذكريات لكن يوسف نزل البحر وابتعلته الأمواج.

جرى تحرير محضر بالواقعة واخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق اللازم فى الواقعة لمعرفة اذا ما كان هناك شبهة جنائية وراء الحادث من عدمه.

إقرأ أيضاً : غرق 4 صيادين في ترعة الإبراهيمية بالمنيا

;