فى الصميم

أطفال فلسطين.. وقنابل أمريكا!!

جلال عارف
جلال عارف

"حرب الإبادة" التى يواجهها شعب فلسطين تسقط الأقنعة وتكشف عن حجم النفاق السياسى والسقوط الأخلاقى لدى قوى دولية كانت تصدع الرءوس بالحديث عن حقوق الإنسان وحرية الشعوب فى تقرير مصيرها.. ثم إذا بها تلقى كل ذلك وراء ظهرها وهى تقدم كل الدعم للنازيين الصهاينة وهم يواصلون ذبح الأطفال وقتل المدنيين وتدمير الحياة على أرض فلسطين.

السيناتور الديمقراطى البارز، "بيرنى ساندرز"، لم يفعل إلا أن طلب من مجلس الشيوخ الأمريكى أن يطبق القانون وأن يمارس حقه فيطلب من وزارة الخارجية الأمريكية إعداد تقرير خلال ثلاثين يوما للتحقق مما إذا كانت إسرائيل قد ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان فى حربها ضد غزة. إجراء قانونى وضرورة سياسية وأخلاقية فى ضوء ما طرحه "ساندرز"، عن عواقب استخدام السلاح الأمريكى فى قتل آلاف المدنيين الفلسطينيين، ومع ذلك أثار اقتراح "ساندرز"، ضجة سياسية كبيرة، وواجهته حالة استنفار هائلة لمجرد أن تسليح إسرائيل وسلوكها أصبحا محل تساؤل فى مجلس الشيوخ!!

الحزب الجمهورى حشد أعضاءه ضد الاقتراح، والحزب الديمقراطى بذل جهده لتقليص عدد النواب الذين وقفوا مع "ساندرز"، والبيت الأبيض أعلن رفضه للاقتراح، والسفير الإسرائيلى وأعضاء اللوب الصهيونى تفرغوا لممارسة أقصى الضغوط على "شيوخ أمريكا" خوفا من فتح الباب لمحاسبة إسرائيل، ولإلزام الإدارة الأمريكية باحترام القانون الأمريكى الذى يمنع استخدام السلاح الأمريكى فى ممارسات تنتهك حقوق الإنسان!!

وبالفعل تم رفض الاقتراح بأغلبية 72 صوتا ضد 11، ولم يقل أحد لماذا كل هذا الخوف من تقرير عن انتهاكات  إسرائيل لحقوق الإنسان تعده وزارة الخارجية الأمريكية وهى نفسها التى لا ترى أى شبهة فى إبادة جماعية تمارسها إسرائيل!!

إنه السقوط السياسى والأخلاقى الذى أصبح الصفة الأساسية لكل الداعمين لحرب الإبادة الإسرائيلية.. وها نحن بعد كل هذه المذابح نجد دولا مثل بريطانيا وألمانيا تواصلان إمداد مجرمى الحرب الإسرائيلية بأسلحة القتل وبكل أنواع الدعم ونجد السباق بين دول الغرب للحاق بأمريكا وهى تردد شعارات الدفاع عن حقوق الإنسان، ثم تشارك إسرائيل فى حرب الإبادة لشعب فلسطين، وترفض السماع لأى صوت عاقل "مثل ساندرز"، يشير إلى الحقيقة التى تحاول أمريكا الهروب منها والتى تؤكد شيئا واحدا هو أن أطفال فلسطين يقتلون بقنابل أمريكا وحلفائها!!