بقلم مصرى

دراما الدحدوح

صلاح سعد
صلاح سعد

وسط الركام والدمار وأشلاء الضحايا والشهداء فى غزة هناك دائما فى آخر النفق ضوء يسطع، وقوده قصص وبطولات ستظل بمثابة مشاعل على طريق الكفاح والنضال لشعبٍ أبىٍّ صابر محتسب صامد يرفض الانكسار رغم الأهوال والمذابح الدامية وسيظل كذلك الى أن يستعيد أرضة المسلوبة.. وخيرا فعلت نقابة الصحفيين المصرية عندما منحت جائزتها لحرية الصحافة لمراسل الجزيرة وائل الدحدوح لصموده فى أداء واجبه المهنى رغم استشهاد عائلته وكان آخرهم ابنه الصحفى حمزة الدحدوح..

لقد ضرب وائل الدحدوح أروع الأمثلة فى الفداء والبطولة حتى صار بحق أيقونة ورمزا للصحافة ومن قبله كانت شيرين أبو عقلة وهناك آخرون يستحقون وعن جدارة ان تخلد ذكراهم فى اعمال درامية كبيرة تسجل بطولاتهم للتاريخ والأجيال القادمة وتكون بمثابة دليل ادانة على مدى وحشية العدو الصهيونى الذى استباح سفك الدماء ولم يستثن حتى الأطفال وما زال حاضرا فى الاذهان مشهد استشهاد الطفل محمد الدرة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلى.. هذا الطفل الذى لم يتعد عمره 11 عاما وهو يحتضنه والده بقوة ليحميه من طلقات الغدر ليسقط شهيدا امام كاميرات الصحفيين التى رصدت عملية اطلاق النار عليه دون أى مبررات..

ولكن  لكل غاصب وظالم نهاية وقد بدأت علاماتها تظهر فى الأفق من خلال ما يشهده الكيان الصهيونى من تصدع وخلافات وصرخات داخل اجتماعات مجلس الحرب لدرجة دعت الارهابى نتن ياهو أن يشك فى مدى مصداقية أعضاء وزارته ويطلب اخضاعهم لاختبار كشف الكذب اسوة بما يحدث مع العملاء والجواسيس !! لقد فقدوا الثقة بأنفسهم وسقطت عنهم ورقة التوت ولكن هذه الحقيقة ما زالت غائبة عن أمريكا وأعوانها فهم صم بكم لا يبصرون !!