قصـة اغنية

«ساكن فى حى السيدة»

عبد الصبور بدر
عبد الصبور بدر

ذهب محمد عبد المطلب ليغنى فى دار الأوبر، كانت المرة الأولى التى يقف فيها أمام باشاوات وبهوات وأعيان، وكتّاب ومفكرين مصر، ويشاهد أناقة سيدات وبنات المجتمع الراقي، ويرى تلك الحشود الضخمة من الأفندية والسمّيعة فى الصالة وهم  يجلسون بكامل زينتهم بأدب ووقار، وقف طلب مرتبكا، وبحث عن صوته فلم يجده، ظل يفتش عنه فى رقبته يبتلع ريقه وهو يمد عينيه إلى من حوله، لكن الصوت اختفى تماما فى مكان لا يعلمه، وحين ظن أنه سوف يخرج، خرج متحشرجا، ولم يستطع الغناء، وسط دهشة مدير الأوبرا الذى أعطى أوامره بغلق الستارة، طرق طلب أبواب الأطباء للعلاج، فلم يجد لدى الأطباء إلا الحيرة والعجز، فأدرك أن شفاءه بيد الله، وكان طلب من سكان حى السيدة زينب، وداوم على التردد على حى الحسين مرتين فى اليوم، الأولى فى صلاة الفجر، والثانية فى صلاة العشاء، وفى كل مرة لا يكف عن الدعاء إلى الله، بأن يعيد إليه النعمة التى فقدها. 

استجاب الله لطلب، ورجع صوته إلى حنجرته، فطلب من الشاعر زين العابدين عبد الله أن يكتب له أغنية يستوحى كلماتها من تلك الحادثة، فكانت: «ساكن فى حى السيدة وحبيبى ساكن ف الحسين.. وعشان أنول كل الرضا.. يوماتى أروحله مرتين.. من السيدة لسيدنا الحسين».