«أنا مش طبيعية.. قالوا لى مرشوشلك سحر قدام البيت»

في قضية ملاك الأقصر.. ضحية زوجة خاله| ننشر نص اعترافات «أميرة» بعد الحكم بإعدامها

الطفل الضحية
الطفل الضحية

بعد ١٦ شهرا من ارتكاب أبشع جريمة ممكن أن تكون قرأتها، أسدلت محكمة جنايات الأقصر الستار على القضية التي عرفت إعلامياً بـ «طفل برميل المش»، طفل لم يتعد عمره ٥ سنوات، ملاك صغير، فرحة أسرته، مات بطريقة بشعة ومريبة وعلى يد أقرب الناس إليه زوجة خاله التي لم تصن العيش والملح، ولم تحفظ جميل والدة الطفل التي ساعدتها ووقفت بجوارها في أزمتها المادية، وكان جزاء المعروف الغدر وحرمانها من طفلها.

لكن حكم القضاء كان ناجزًا؛ حين قضت المحكمة برئاسة المستشار محمود عيسى سراج الدين رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين تامر ثروت شاهين، وطارق عبد الفتاح عمر، وماجد محمود حميدة، وأحمد محمد الداوودي، وأمانة سر كل من حسن عبد الراضي، وأحمد الطاهر، بإعدام المتهمة.. والآن بعدما شفى الحكم غليل والديّ الطفل وارتاح قلب الصغير في قبره ننشر اعترافات المتهمة وهي تقترب من حبل عشماوي.

تفاصيل القضية بدأت داخل بيت ريفي بالأقصر، حيث يعيش الطفل إبراهيم سيد، ذلك الملاك الذي يبلغ من العمر ٥ سنوات، طفل برئ لا يعرف للغدر معنى، تلمسه البراءة في كل حركاته وتملأ نظراته الفرحة، في يوم من الأيام خرج للعب مع ابن خاله الذي في نفس سنه، فجأة اختفى إبراهيم عن الأنظار ولم يعد لبيته، عاد ابن خاله ولم يعد هو، وعندما سألت والدته عليه أخبرتها زوجة خاله التي تدعى أميرة، أن ابنها خرج لشراء حلوى ولا تعرف أين هو، ظلت الأسرة تبحث عن الصغير في كل مكان ولكن بلا فائدة، المتهمة التي تظاهرت بتعاطفها معهم ظلت تبحث عنه في كل مكان دون أن تشعر بتأنيب الضمير، مرت الأيام وقلب أم الطفل يعتصر حزنا إلى أن فاحت الرائحة الكريهة، وكانت المفاجأة التي أصابت الجميع بالذهول، الطفل إبراهيم وجدوه مقتولا داخل "برميل مش"، والقاتلة هي زوجة خاله ولكن أي ذنب اقترفه هذا الطفل لكي يقتل؟، وما هو الدافع وراء تلك الجريمة البشعة؟! 

◄ اقرأ أيضًا | ننشر نص اعترافات «ريا وسكينة» الأقصر

ألقت الأجهزة الأمنية القبض على المتهمة، ووقفت أمام غرفة التحقيق شاردة الذهن، غير مستوعبة ما يحدث حولها، كأنها في عالم آخر أو كأنها في كابوس ستفيق منه، لكن الحقيقة أنها تحولت من سيدة طبيعية لقاتلة ومجرمة، كانت تتذكر تفاصيل جريمتها، تحاول استرجاع ما حدث في تلك الليلة التي قتلت فيها الطفل البريء الذي لا ذنب له الا أنه وقع ضحية لامرأة حاقدة؛ أفلتت من عينيها بعض قطرات من دموع التماسيح، لم تلق لزوجها بالا؛ الذي طلقها بمجرد ما عرف أنها القاتلة.. فاقت من شرودها على صوت يناديها للدخول أمام رئيس النيابة واستجوابها.. دخلت وهي تسير ببطء والخوف يتملك قلبها، وقفت أمام رئيس النيابة تسرد تفاصيل جريمتها البشعة.

• اسمك وسنك وعنوانك؟
أميرة أحمد، ٣١ سنة، مقيمة بنجع الطويل. 

• ما هي تفصيلات اعترافك؟ 
من حوالي ٣ سنين عملت جمعية كبيرة، كل واحد فيها هيقبض ٣٥ ألف جنيه، مشي أول شهرين كويس، الجمعية تعثرت بدأت الناس اللي أنا مدخلاهم الجمعية يطالبوني بالفلوس، طلع عليا حوالى ٤٠ ألف، أنا اشتكيت لجوزي بعد ما الناس بدأت تهددني، بيعنا الأرض وسددنا الفلوس وقفلنا الموضوع خالص، وبعدها كلمتني آمنة صاحبة الجمعية وقالتلي أنتي لسه عليكي فلوس لواحد اسمه فنجري وموصي الورثة أنهم يخدوها منك، لكن جوزي وحمايا قالولها متجيش هنا تاني، لحد ما بعتتلي واحد غريب مش عرفاه قالي؛ "أمنه بتقولك لو مجبتيش الفلوس هتقتل عيالك وتولع في البيت وهتجننك وتخلي جوزي يطلقني"!، وبعد كده بقيت أشوف حاجات غربية بتحصل في البيت. 

• ما هى تلك الأشياء الغريبة؟ 
بدأت أشوف نور أحمر حوالين البيت وبقيت أشوف حاجات بتتحرك من مكانها! 

• ما علاقة ذلك بما حدث للطفل إبراهيم سيد حساني؟ 
أنا من فترة كبيرة تصرفاتي مابقتش طبيعية وروحت للشيخ وقالي أنتي مرشوشلك سحر وأنا من ساعتها مش طبيعية! 

• ما الذي حدث للمدعو إبراهيم سيد حساني؟
يوم الأربعاء الموافق 3\8\2022م، إبراهيم وعبدالله ابني دخلوا بيت جدتهم وبعد كده جم يتفرجوا على الكرتون عندي في البيت واديتهم فلوس يشتروا شيبسي وكانوا بياكلوه أمام التليفزيون.

• وأين كانت والدته وقتها؟
كانت في فرح واحدة قريبتها وكانت سيباه عندي وعند جدته.

• ما هي طبيعة العلاقة بين كل من إبراهيم سيد حساني وعبدالله محمد إبراهيم؟
هم من سن بعض وبيلعبوا مع بعض وبيتفرجوا على الكرتون عندي وبعدين أنا لقيت نفسي بأعمل أفعال غير طبيعية.

• وما هى تلك الأفعال؟
أنا بعت عبدالله ابني يشتري حاجة حلوة من البقال من على الشارع وإبراهيم ساعتها مطلعش معاه وفضل قاعد في البيت.

• ما سبب بقاؤه في المنزل وقتها؟
هو كان أكل شيبسي ومكانش عايز تاني.

• وماذا كان يفعل تحديدا؟
كان قاعد في الصالة عندي قدام التليفزيون وحاطط راسه على رجلي وكنت بطبطب عليه وهو بيتفرج على الكرتون ومندمج وساعتها جاتلي حالة غريبة.

• ما هي الحالة التي انتابتك حينها؟
حسيت إني شخص تاني خالص. 

• وما أثر ذلك عليكي؟
لاقيت نفسي باخد إبراهيم من ايده وبقوله تعالى هفرجك على حاجة حلوة جوه، وأخدته للأوضة اللي بعمل فيها المش وببيعه للناس.. وروحت مسكاه من ايده وشيلته.

• هل قاومك المجني عليه إبراهيم سيد حساني؟
لا

• وبما تبرري ذلك؟
هو كان مديني الأمان وكان متعود إني بشيله وبأكله ومكانش مدي خوانه.

• وعقب حملك له ما الذي قمتي به؟
روحت حطاه جوه برميل المش.

• ما هي الوضعية التي قمتي بإسقاطه بها؟
أنا حطيته زرع بصل راسه تحت ورجله فوق.

• حال وضعك للطفل إبراهيم هل من ثمة أفعال مادية قام بها حينها؟
لا هو نزل علطول تحت في المش ولقيت نفسي بحط عليه أربع برطمانات مش مليانين وروحت قافلة عليه وطلعت من الأوضة وقفلتها وهو كان ساكت خالص مكانش بيعمل حاجة حتى لما حطيته في البرميل.

• ما قصدك من ارتكاب تلك الواقعة؟
أنا قصدي اقتله

• وبما تبرري ذلك؟
أنا ماكنتش في وعيي ومحستش بحاجة وكنت واحد تاني!
ووجهت النيابة تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد للمتهمة، وأحيلت القضية للجنايات. 

◄ حكم رادع
تولى جمال محمود، المحامي الدفاع عن حق المجني عليه، نقل للمحكمة عظم الجريمة، وحملت مرافعته خلال جلسات المحاكمة العديد من القيم الإنسانية والاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، حتى أصدرت المحكمة حكمها الرادع بإعدام المتهمة.

تواصلنا مع المحامي جمال محمود، فقال: "الجريمة بشعة بكل تفاصيلها، المتهمة وضعت الطفل حيًا داخل برميل المش ومات بعد دقيقتين تقريبًا حسب تقرير الطب الشرعي، فحكم المحكمة جاء ليمثل ردعا عاما وخاصا، فالحكم بإعدام القاتلة أميرة، سيساعد في إطفاء نار الحزن والغضب، إلى حد ما في نفوس أهل المجني عليه، ونحن كنا على ثقة في القضاء المصري وأن حق الطفل لن يضيع، فالحمد لله حق الضحية الذي قتل بلا ذنب عاد".

فرحة عارمة سيطرت على أسرة الطفل، استقبلوا الخبر بالزغاريد والدموع في نفس الوقت، مشاعر مختلطة ما بين فرحة إعدام المتهمة وعودة حق الصغير، وبين أنه لم يعد بينهم. 

;