كتاب مبين.. سورة المنافقون

د. محمد رضوان
د. محمد رضوان

يقول د. محمد رضوان الباحث بكلية القرآن الكريم بطنطا سميت هذه السورة فى كتب السنة وكتب التفسير «سورة المنافقين» اعتبارا بذكر أحوالهم وصفاتهم فيها.

ووقع هذا الاسم فى حديث زيد بن أرقم عند الترمذى قوله: «فلما أصبحنا قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة المنافقين».

 وروى الطبرانى فى «الأوسط» عن أبى هريرة قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ فى صلاة الجمعة بسورة الجمعة فيحرض بها المؤمنين، وفى الثانية بسورة المنافقين فيقرع بها المنافقين».

اقرأ أيضاً| ضوابط تغيير خلق الله المنهى عنه

 ووقع فى «صحيح البخاري» وبعض كتب التفسير تسميتها «سورة المنافقون» على حكاية اللفظ الواقع فى أولها وكذلك ثبت فى كثير من المصاحف المغربية والمشرقية. نزولها: وهى مدنية بالاتفاق. عدد آياتها: واتفق العادون على عد آياتها إحدى عشرة آية. ترتيبها : وقد عدت الثانية بعد المائة فى عداد نزول السور عند جابر بن زيد.

نزلت بعد سورة الحج وقبل سورة المجادلة. والصحيح أنها نزلت فى غزوة بنى المصطلق ووقع فى «جامع الترمذي» عن محمد بن كعب القرظى «أنها نزلت فى غزوة تبوك». ووقع فيه أيضا عن سفيان: أن ذلك فى غزوة بنى المصطلق» (وغزوة بنى المصطلق سنة خمس، وغزوة تبوك سنة تسع).سبب نزولها :. وسبب نزولها «ما روى عن زيد بن أرقم أنه قال: كنا فى غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلا جهنيا حليفا للأنصار فقال الجهني: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين: فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما بال دعوى الجاهلية، قالوا: كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال: «دعوها فإنها منتنة» (أى اتركوا دعوة الجاهلية يا آل كذا) فسمع هذا الخبر عبد الله بن أبى فقال: أقد فعلوها أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل».

وقال: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، قال زيد بن أرقم: فسمعت ذلك فأخبرت به عمى فذكره للنبيء صلى الله عليه وسلم فدعانى فحدثته فأرسل رسول الله إلى عبد الله بن أبى وأصحابه فحلفوا ما قالوا، فكذبنى رسول الله وصدقه، فأصابنى هم لم يصبنى مثله فقال عمي: ما أردت إلا أن كذبك رسول الله، وفى رواية: إلى أن كذبك، فلما أصبحنا قرأ رسول الله سورة المنافقين وقال لي: «إن الله قد صدقك». 

وفى رواية للترمذى فى هذا الحديث: «أن المهاجرى أعرابى وأن الأنصارى من أصحاب عبد الله بن أبي، وأن المهاجرى ضرب الأنصارى على رأسه بخشبة فشجه، وأن عبد الله بن أبى قال: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله» يعنى الأعراب.