عيد الميلاد

رسائل ميلاد المسيح تقابل حروب العالم الجديد

جورجيت شرقاوى
جورجيت شرقاوى

أيام وتحل ذكرى ميلاد السيد المسيح ليقدم أسمى رسالة للسلام فى التاريخ ،وما أشبه ظروف الميلاد بالحاضر ، فقد ولد فى ظروف ضحالة؛ وكان ميلاده هو الأمل الذى أصلح مفاهيم اليهود وتصدى للتدين المزيف الذى كان يتصدر المشهد بأكمله بعدما تورطت السلطة الدينية مع المستعمر الروماني، واختلطت المفاهيم الدين بثوب السياسة، و اليوم وسط الكثير من الانقسامات السياسية و نيران الحروب فى العالم الجديد و بعد ما انتشر روح الإحباط أعاد الاتزان بالرسالة السارة الذى أصبحنا ندعو إليها اليوم مجددا بعد أن توقفت الإنسانية لوهلة وولد طفل فى مزود فقير و تعاد تلك اللحظة من تاريخ العالم الحديث ربما تسمو 

شفوق عجز الروح الإنسانية عن تحقيق سلام عادل دائم.

فبمجيء السيد المسيح ،فتح لنا باب الحياة و أعطى مفهوما للموت وأغلق بابه ،فمهما أنبتت الأرض شـوكًا

ودمارًا ،سنعود لننعم بالفردوس ،وغاية ميلاده لن تتحقق إلا بالإيمان بالتغير و وزينة الميلاد لن تنفع إلا بطاقة متجددة للإصرار على البقاء و سمو الروح ، وشجرة الميلاد تصبح بلا فائدة وسط أرض محروقة إلا بالصمود و شجرة الإيمان الحقيقية التى لا تتزعزع و جرس الميلاد لن يفيد إلا بالرغبة فى تنبيه العالم كله أنه لا سبيل للحياة الا بالتعايش السلمى و الدينى و أيضا نور الميلاد لن يصيب أعمياء القلوب و من أصابهم جنون النفس البشرية بل المبصرين بالروح ليهتدوا بنور وليد المذود و وملائكة الميلاد لن يشعر بهم العالم إلا إذا توقف بكاء الأطفال فى الحروب ووضع حدًا لشلالات الدماء ،لنجتمع اليوم عند مسقط رأس السيد المسيح لإحياء ذكرى حياته و تعاليمه و نتذكر جميع المناضلين الذين فقدوا أرواحهم فى الكفاح من أجل الاستمرار فى الوجود فى سلام وتعايش.