«إلى الأبد».. قصة قصيرة للكاتبة الدكتورة إيمان سيد إسماعيل

الدكتورة إيمان سيد إسماعيل
الدكتورة إيمان سيد إسماعيل

على أحد مواقع التواصل الاجتماعي التقينا.. كنت أتابعه بشغف.. اسميته أديب القلب.. يعزف الكلمات على أوتار قلبه فيصنع سمفونية مشاعر لا تنتهي..

جميل هو في كل شيء.. كنت أشعر كأن قلبي هو من يكتب كلماته.. أذكر ذلك اليوم الذي رأيت اسمه ضمن قائمة أصدقائي الجدد..

شعرت يومها ان نورا يسطع من ذلك الاسم.. لا أدري إن كان مصدره هاتفي أم عيني التي عشقت اسمه منذ اللحظة الأولى، أهو إنذار خطر من عقلي.. أم أن قلبي نبض نبضة مختلفة حينما قرأ اسمه.

أصبح قلبي يتابعه بشوق.. انتظر كلماته وكأنما تنقذني من عطشى في صحراء الحياة.. ولكن تملكني خوف من التعلق بالا شيء، خوف من المجهول … رأيت قلبي ينجرف في تيار حب لا نهائي.. فقرر عقلي أن ينتهي كل شيء الآن …الابتعاد إلى الأبد.. سأحرم قلبي من كلماتك حتى ينجو من تيار حبك …

سلام عليك يا أديب قلبي، رغم أنى كثيرا ما كنت أجد اسمي مذكورا بين كلماتك إلا أنني أقنعت نفسي بأنه وهم كبير.. أنا فقط واحدة من معجبيك.. ولذلك استسلمت لقرار. الابتعاد أملا في النجاة.. ولكنى استيقظت يوما على صوت رسالة …وجدتها منك …شعرت بتسارع دقات قلبي …

(عفوا … ولكنى اعتدت ان أراكي كل يوم … لماذا ذهبت؟؟!)

كانت وقع كلماتك علىّ كالماء بعد سنوات من العطش، أحقا شعرت بغيابي.. إذا لست أنا فقط التي لدي هذه المشاعر، أنت أيضا تراقبني في صمت، وجدتني أجيب بكلمه واحدة (لا أعلم)، فكان ردك (رجاء عودي.. فأنا أجلس كل يوم في انتظارك)

شعرت وقتها أن كل إحساسي صحيح، انت ايضا تهتم لأمري، قلبي لم يخطئ يا أديب القلب، إحساس غامر بالسعادة أحاط بقلبي …

عندما بدأنا نتحدث شعرت أن شمس عمري أشرقت، هل تلاقت أرواحنا أم أننا روح واحدة في جسدين.. كل ما تقصه عنك كأنك تصفني.. هل حقا نتقاسم كل شيء..

بقي فقط أن أراك، لكنك لم تذكر لي أننا يمكن أن نتقابل في يوم من الأيام ولكنى كنت أحيا على هذا الأمل.. أن أكون معك …

محادثات ومحادثات جمعتنا ولكن كلها كتابية.. يا الله.. أريد أن أسمع صوتك..  كلمة واحدة أريد سماعها منك حتى يطمئن قلبي …

في إحدى الليالي … كنت أعيد قراءة محادثاتنا سويا قبل أن أنام …سمعت رنين هاتفي …إنه رقمك أنت، أنت حقا، قررت أن تحقق أمنيي التي لم أبح بها، توقف هاتفي عن الرنين.. أين ذهبت … أكان اتصال خاطئ …؟

ولكنك عاودت الاتصال.. التقطت هاتفي سريعا.. لم يقوى صوتي على مقاطعه دقات قلبي، ولكنى سمعت صوتك على الجهة الأخرى تقولها …

اااه يا قلبي … سمعتها ممن تمنيت، أخيرا سمعتها (أحبك)، قلتها وتوقف الزمن، كل الأصوات توقفت، صوتان فقط غلبا على كل شيء

صوتك.. وصوت قلبي، ما أجمل الحب.. ما أجمل حبك.. تحدثت كثيرا … راقني ذلك الدفيء المنبعث من كلماتك، غلبني الصمت حتى تتكلم أنت كثيرا، أريد أن أسمعك، ينسدل علىّ شعور بالأمان مع كل كلمة تتفوه بها، أود أن ألقاك،

وجدتك تسألني: هل يمكن أن نلتقي؟

هل تقرأ أفكاري أم تخترق روحي لا أعلم.

: نعم.. يمكن أن نلتقي.. نلتقي مرات ومرات …فهل ترفض الروح أن تلقى مسكنها، وهل يرفض القلب أن يلقى ساكنه؟

في اليوم التالي جهزت نفسي للقائك.. بعين شاردة وروح ذهبت إليك منذ زمن، كنت أسير لا أدري بأي شيء حولي، كم مر من الوقت في طريقي إليك؟ لا أدري، ولكنى حين وصلت لم أجدك، جلست طويلا ولم تأتِ.. فقررت الرحيل.. أصارع قدماي حتى تسير بي، قلبي يحثني على العودة.. لم أستطع التفكير، فساد الصمت.

وقفت حائرة.. حين سمعت صوتك خلفي: أحبك يا عالمي

توقف كل شيء في صمت دافئ، خيال أنت أم واقع، جسدي توقف عن العمل، لحظات وشعرت كأني أطير في سماء الحب، تغلبت دقات قلبي على كل الأصوات، أسابق قدماي لنلتفت كي أرى عينيك، كانت تقاومني، سارعت أنت فوجدتك أمامي بباقة زهور لم أر أجمل منها، فيكفي أنها جاءت بين يديك، أصابتني الدهشة حين وجدت الزهور التي أعشقها، كيف علمت بعشقي لها، رغم ذلك وجدت النظر إلى عينيك أجمل من تلك الزهور، حملتني عيناك إلى نهر الحب، الدفء في عينيك يحدثني بلغة أبلغ من لغة الزهور.

أحبك.. أحبك إلى الأبد.