«إطلالة نور»

لماذا هنا ؟

محمد هنداوى
محمد هنداوى

مع بداية كل عام جديد بحكم عملى ومتابعتى لمختلف القضايا والأزمات فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، يشرد خاطرى متأملاً ما تمر به دول كثيرة، سواء من دول الجوار لمصر منذ سنوات طويلة، سواء فى ليبيا أو السودان وفلسطين، أو البعيدة عنا خارج دوائر الأمن القومى المصري، لأجد نفسى أردد أسئلة بلا إجابات كل عام، لماذا هنا فى منطقتنا ملايين الضحايا والمصابين والمشردين بسبب صراعات وحروب ودمار وعمليات وأحداث إرهابية وطائفية سنوياً؟، لماذا هنا فى الشرق الأوسط وأفريقيا، الفقر والجوع يقتل أطفالنا والمرض ينهك أجساد شعوبنا ولا يتركهم إلا جثثا هامدة؟، لماذا هنا فى عالمنا العربى تتصدر أخبارنا السلبية نشرات الأخبار ومانشيتات الصحف والقنوات العالمية؟، لماذا هنا فى الشرق الأوسط وأفريقيا آلاف القتلى فى هجرات غير شرعية هرباً من أوضاع معيشية داخلية صعبة، وبحثاً عن حياة أفضل حلموا بها؟، لماذا هنا فى عالمنا العربى والأفريقى الشعوب الأكثر فقراً والأقل دخلاً والأدنى حظاً فى التعليم والصحة الجيدة والوظيفة اللائقة؟، لماذا هنا فى منطقتنا لا خير لشعوب فى ثروات وخيرات بلادهم؟، لماذا كُتب على شعوبنا التهجير والنزوح والعيش فى مخيمات الفقر والجوع، انتظاراً فى طوابير توزيع مساعدات لمنظمات دولية أو طائرات تلقى حقائب طعام وشراب؟، لماذا هنا فى الشرق الأوسط وأفريقيا سنظل ساحة صراع لقوى إقليمية ودولية، وتحكم فى قرارات دولها بما يؤثر على حاضر شعوبها ومستقبل أبنائها؟، لماذا هنا ستظل ملفاتنا وصراعاتنا ثابتة على أجندة اجتماعات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى وغيرها من المنظمات والمؤسسات الدولية؟، لماذا هنا حقوق شعوبنا ضائعة وأراضيها مستباحة ويتخذ قرارها من عواصم إقليمية ودولية؟، لماذا هنا فى المنطقة سيظل حل مشاكل الجوع والعطش وتوفير الكهرباء والمياه للملايين من شعوبها أقصى أحلامهم؟، لماذا هنا سنظل ندفع ضريبة التغيرات المناخية التى تتسبب فيها الدول الصناعية الكبرى رغم ضعف نصيبنا فى أسبابها؟، لماذا هنا تستجدى دول المنطقة الدول الاقتصادية الكبرى فى ضخ استثمارات وتوفير فرص عمل كريمة لشبابها، وتحسين مستوى المعيشة لمواطنيها؟، إلى متى ستظل قضايا دول تلك المنطقة من العالم بلا حلول أو سلام أو استقرار ولا أمل فى مستقبل أفضل؟. أتمنى أن يتغير حال دول الشرق الأوسط وأفريقيا فى العام القادم، وتنتهى الصراعات والحروب والقتل والتدمير.