بدون أقنعة

التطرف الإسرائيلى

مؤمن خليفة
مؤمن خليفة

بعد محاولات إسرائيل تدمير قطاع غزة تأكد لكل دول العالم وخاصة الولايات المتحدة ودول أوروبا التى كانت تؤيد إسرائيل مع بداية الأزمة أن حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة هى السبب الرئيسى والوحيد فيما آلت إليه الأوضاع بالمنطقة.


لقد عانى الفلسطينيون فى الضفة الغربية طوال الشهور الماضية من استفزاز واضح من قبل المستوطنين الذين عاثوا فسادا وتدميرا فى ممتلكات الفلسطينيين فى حراسة الشرطة الإسرائيلية وتحت سمع وبصر رئيس الحكومة بينامين نتياهو الذى ترك بعض الوزراء المتطرفين يفعلون ذلك دون أن يتدخل لوقف هذه الاستفزازات بل كان يباركها.


مصر تسعى بكل الطرق لوقف إطلاق النار فى غزة لإعطاء الفرصة لنجاح أى مفاوضات للإفراج عن الرهائن وتبادل الأسرى وتضع فى اعتبارها نجاحها السابق فى إطلاق سراح عدد من الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين الذين كانوا فى سجون الاحتلال منذ سنوات عديدة.. كذلك نجاحها فى الإفراج عن الجندى جلعاد شاليط بعد 6 سنوات من اختطافه من قبل حركة حماس.. مصر وسيط شريف كل همه الحفاظ على الفلسطينيين وحماس تدرك ذلك وتثق فى مصر وقيادتها.


ما يحدث الآن فى غزة أمر شديد الخطورة والعالم الحر يصم أذنيه وتصفية القضية الفلسطينية محاولة خبيثة من الدولة العبرية لدفع أهل غزة إلى الخروج منها وتهجيرهم للمرة الثالثة إلى مصر والأردن وهو مرفوض مصريًا وعربيًا ونحن على استعداد للتضحية بكل نفيس وغال لإجهاض ذلك المخطط ولا مانع لدينا من اتباع كل السبل لمواجهته ولن نقف مكتوفى الأيدى مهما كانت الظروف. نحن نصطف خلف رئيسنا وقيادتنا الحكيمة والشريفة ونفوضه لاتخاذ أى خطوة يراها فى مصلحة الوطن الغالى.


ملايين المصريين استجابوا بسرعة لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى وخرجوا إلى الشوارع والميادين لتفويضه وإعلانهم رفض كل المخططات الإسرائيلية الخبيثة لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء. المصريون ورئيسهم يعتبرون أن عملية التهجير خط أحمر غير مسموح تجاوزه تحت أى ظروف. حلم إسرائيل الأبدى هو التخلص من الفلسطينيين وإنشاء دولة يهودية وهم يريدون استغلال تلك الفرصة التى سنحت لهم تؤيدهم فى ذلك الولايات المتحدة وعدد من زعماء أوروبا الذين يرون فى المقاومة الفلسطينية عائقا أمام تحقيق الحلم التاريخى.


أوكد أن نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل وحكومته اليمينية المتطرفة هم السبب فيما آلت إليه الأوضاع الحالية، فقد ترك وزيره للأمن القومى إيثمار بن غفير ووزير المالية سموتريش يستفزان الفلسطينيين ويقومان بتسليح المستوطنين والاعتداء على المدنيين الفلسطينيين فى قراهم وبلدتهم والاقتحام شبه اليومى للمسجد الأقصى مما ساهم فى تأجيج نيران الغضب ناهيكم عن حملات اعتقال الشبان الفلسطينيين يوميا فى مدن الضفة الغربية. لم يفطن نتنياهو لخطورة هذه الأفعال وإنما ترك الأمر يفلت بغرض الحفاظ على الائتلاف الهش لحكومته المتطرفة.


هى حرب وجود للطرفين طالما تصر إسرائيل على تدمير البنية الأساسية فى غزة، فإسرائيل تعتزم القضاء على حماس تماما وتعيين سلطة حكم جديدة وإنشاء سور عازل بين القطاع والأراضى الإسرائيلية، بحيث تمنع عمليات التسلل إليها.. والفلسطينيون يعلمون هذا تماما ويتمسكون بأرضهم ولن يسمحوا بتصفية قضيتهم مهما حدث ولو سقط عشرات الاف من الضحايا إذن لابد من تفاهمات جديدة بين الطرفين والدخول فى محادثات للتوصل لحل الدولتين وإذا حدث ذلك فإن الوضع فى المنطقة سوف يتغير إلى الأبد وعلى إسرائيل أن تدرك تماما أن تهجير الفلسطينيين من أرضهم هو أمر محكوم عليه بالفشل الذريع وأن مخططها القديم فى استيعابهم داخل سيناء لن يتحقق لأن المصريين لن يسمحوا به مهما كانت الضغوط التى تمارس علينا.