حديث وشجون

الحياة شمس وضل

إيمان راشد
إيمان راشد

منذ أكثر من ثلاثين عاما وأنا أسكن فى المعادى هذا الحى الهادئ رغم صخب الحياه فسكانها تشعر معهم بالألفة ويغلب عليهم الذوق والنظافة والأخلاق شبابها كلهم شهامة ورجولة... واليوم أحب أن أقدم لكم تجربة ونموذجا حيا تصديقا لحديثى وأتمنى أن يقتدى به شباب الأحياء..

فبعد انتهاء أحداث يناير ٢٠١١ وما حدث من دمار للشوارع والمحلات قامت مجموعات من شباب الجنسين بحملات نظافة وتجميل فى محاولة لإعادة الحياة كما كانت قبل التخريب الذى حدث لها ولكن هذه الحملات كانت عشوائية وغير منظمة بل ظهرت مجموعات وشخصيات من خارج الحى حاولوا استغلال الموقف وطرقوا أبواب الشقق والفيلات لجمع أموال بحجة هذا التطوير وهو شيء لم يكن فى حسبان أو مخطط الشباب. ولوقف هذه المهزلة قرر الكاتب والسيناريست علاء عزام أحد سكان المعادى الشبان فى ٤ أكتوبر من نفس العام إنشاء جروب تحت اسم سكان المعادى مستغلا المشتل الخاص به ... (شمس وضل) مقرا مجانيا له خاصة أن أغلب السكان يرتادونه وإنشاء صفحة خاصة على الفيس بوك وانضم إليه عدد كبير ليتولوا عبء هذه المسئولية وبالتعاون مع إبراهيم صابر رئيس حى المعادى فى هذه الفترة الذى أمدهم بالأدوات فجدد المهندسون والرسامون منهم الكبارى وجملوها وقاموا بحملات نظافة شارك فيها طلبة الجامعات والمدارس وأعادوا كل الميادين والشوارع إلى ما كانت عليه....ورويدا رويدا انضم إليه سكان الحى من كل الفئات والأعمار وتشعبت الخدمات والاهتمامات فهذه مجموعة لتعليم اللغة الفرنسية وهذه مدرسة لتأسيس التلاميذ من الحضانة وهذا معرض للمستلزمات المدرسية وآخر للأسر المنتجة وثالث لبيع اللحوم ورابع لتذوق طعام مطاعم الحى قبل الشراء ولم ينس أعضاء الجروب تنظيم رحلات للأعضاء بالتكلفة الفعلية للترفيه ...ثم بدأ الحرفيون يتقدمون للإعلان عن نفسهم لمن يريد تلك الخدمات من نجارة وسباكة ونقاشة وتفصيل ملابس الخ ويتم تقييمهم من العميل حتى يتم استمرار التعامل معه من عدمه .. فى صفحه الجروب ممكن أن تبيع أو تشترى دون تدخل الأدمن أو الحصول على أى أموال ...ثم أخيرا تقدم الأطباء من كل التخصصات المنضمون للجروب بمبادرة العلاج المجانى أو المخفض للأعضاء الذين وصل عددهم الآن إلى ١٨٢ ألف عضو ومازالت هذه المبادرة مستمرة وأعلنوا ذلك على صفحة الجروب مذيلا بعناوين العيادات وتليفوناتهم الخاصة... حقيقى شىء يفرح يا ريت كل الأحياء يغيروا ويقلدوا سكان المعادى التى أصبحت جمهورية فى حد ذاتها... وأتمنى من رئيس الحى أن يدعم هذا الجروب الذى يمنح ولا يأخذ.