بدون تردد

أمريكا.. ومجلس الأمن

محمد بركات
محمد بركات

مازالت الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بدورها المخزى والمؤثم إنسانياً وقانونياً فى دعم ورعاية الدولة الصهيونية والعنصرية، وتوفر لها الحماية والمساندة بمنع مجلس الأمن الدولى من إصدار قرار يدين جرائمها الإرهابية، ويحملها جريرة وتبعات المذابح والمجازر وحرب الإبادة، التى ترتكبها ضد الشعب الفلسطينى فى غزة.


وفى هذا السياق بذلت الولايات المتحدة الأمريكية أقصى جهدها، لمنع مجلس الأمن الدولى من اعتماد الموافقة على القرار رقم «٢٧٢٠» الذى تقدمت به مصر والإمارات العربية المتحدة بصيغته الأولى، التى كانت تنص فى أولى مواده على ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية لأهالى القطاع دون شروط.


مارست أمريكا كل الضغوط لتعديل القرار وسحب البند الأول فيه، الخاص بالوقف الفورى لإطلاق النار، وهدد أكثر من مرة باستخدام حق النقض «الڤيتو» ضد القرار لمنع إصداره.


وتم تأجيل طرح القرار للتصويت أكثر من مرة خلال الأيام الخمسة الماضية، لمحاولة إثناء الولايات المتحدة الأمريكية عن معارضتها للقرار، والتوصل إلى صيغة وسط متوافق عليها، ولكنها أصرت على إلغاء وحذف النص الخاص بالوقف الفورى لإطلاق النار، مع الإبقاء على النص بزيادة المساعدات الإنسانية وتسهيل دخولها.


وفى ظل الحماية المستمرة والمتواصلة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل، مازال العالم يقف عاجزاً عن التحرك الإيجابى والفاعل لوقف العدوان الإسرائيلى الإجرامى واللا إنسانى على الشعب الفلسطينى.


وفى ظل هذه الحماية وتلك المساندة الأمريكية، تزداد عمليات الإبادة وجرائم القتل والمجازر الجماعية، التى يمارسها جيش الاحتلال الصهيونى بدم بارد ضد المواطنين الفلسطينيين العزل فى غزة، وتتواصل عمليات القصف الجوى والبرى والبحرى وبكل أنواع الأسلحة للقطاع للأسبوع الحادى عشر، بينما أمريكا تصر على الرفض التام للمطالب المنادية بوقف إطلاق النار وتوقف المجازر والإبادة.


وفى هذا السياق نحن لا نتعدى الواقع إذا ما قلنا إن المشهد الجارى طوال الأحد عشر أسبوعًا الماضية، كان ولا يزال مثيراً لموجات عارمة من الغضب والألم لنا جميعاً، إزاء عمليات القتل والدمار والإرهاب التى تمارسها إسرائيل بدعم ومساندة أمريكية، ضد النساء والأطفال والشيوخ والمواطنين عامة فى غزة.
وأحسب أن أحداً منا نحن العرب ومن الفلسطينيين بالذات لن يستطيع أن ينسى أو يغفر ذلك الموقف المخزى للولايات المتحدة، والذى يمثل سقطة جسيمة.. بل جريمة ضد الإنسانية، لأنه فى حقيقته مشاركة فعلية فى الجرائم الإسرائيلية وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطينى.