بعد فشله في الحصول على فدية .. صديق العائلة يشنق «طفلًا» داخل شقته

الضحية
الضحية

آمال‭ ‬فؤاد‭ ‬

    يلجأ بعض أصحاب النفوس الضعيفة لحيل والاعيب شيطانبة لارتكاب ابشع الجرائم في حق أرواح أبرياء لا حول لهم ولا قوة، لا يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم؛ مثلما في قضيتنا هذه حينما تجرد شاب من كل معاني الإنسانية والرحمة، وسوس له شيطانه واقدم علي خطف طفل 12 عاما لطلب فدية من والده الذي احسن اليه وساعده في بداية حياته واثناء زواجه لوجه لله، ولكن المتهم عض اليد التي احسنت اليه وخطف ابنه داخل احدى الشقق وعندما فشل في تنفيذ مخططه لم يتورع عن شنق الطفل لعدم افتضاح امره، ظننا منه انه سينجو من جريمته الا ان يقظة رجال الامن تمكنت من كشف ملابسات الجريمة التي شغلت عقل أهالي المنطقة وابكت عيون وقلوب الأسرة، ما الذي جرى في حي المرج؟، وما الذي كشفه لنا الأب من كواليس الجريمة؟، هذا ما سوف تحكيه السطور التالية.  

الضحية في هذه الواقعة طفل جميل الملامح بريء مثل كل الأطفال في مثل عمره، يدعى سيف  هشام 12 سنة بالصف الخامس الابتدائي وجهه بشوش، يعشق لعب كرة القدم، يعيش في بيت "عيله" مع  اسرته المكونة  من اب ام وثلاثة أولاد اكبرهم عمره 15 سنة، بشارع الخلفاء الراشدين خلف قصر نعمت هانم بمنطقة المرج  الغربية، اعتاد ان يلهو ويلعب مع اقرانه وأبناء عمه امام العقار المملوك لهم، يحبه الجميع الكبار والصغار، وهو مع حب الجميع له دائما ينال رضا والديه اللذين لم بقصرا في توفير كافة احتياجانه هو واشقائه، الأب يعمل  ليل نهار لكي يراهم سعداء ويسعد بتفوقهم الدراسي، لم يخطر بباله يوما ان طفله سوف يخطفه احد الأشخاص الذي عطف عليه وساعده في توفير فرصة عمل له في مجال النقاشه، فضلا عن الكثير من المساعدات التي قدمها اليه اخرها مساعدته في زواجه، لكن  المتهم تناسى كل ذلك وبمنتهى الغدر والخسة لهث وراء المال، خطط لخطف الطفل المجني عليه بحيلة شيطانية ليساوم والده على فدية، وفي نهاية المطاف شنقه دون ذنب لعدم افتضاح امره. 

قبل الواقعة

 قبل خمس سنوات ظهر المتهم الذي يدعى "احمد. س" يبلغ من العمر 30 سنة، يقيم بالقرب من  المنطقة التي تعبش فيها اسرة المجني عليه، بدأ يتودد الي اسرة وافراد عائلة المجني علي ويوما بعد الاخر تحولت المعرفة الى علاقة طيبة وصداقة بينه وبين الأب، وبدأ المتهم يتردد علي منزل  المجني عليه وعرفه الجميع، واشفق عليه والد وجد المجني عليه سيف والحقه الأب في العمل معه في مجال النقاشه، ظل احمد يعمل معه لسنوات حتى توفى جد  المجني عليه وعقب ذلك ذهب يبحث عن عمل في مكان اخر، وقبل ثلاثة شهور ظهر واخبر والد المجني عليه بخبر زفافه، لم يتردد الأب في مساعدته ثم اختفى وظهر قبل الواقعة بثلاثة أيام؛ جاء الي المنزل وبدأ يتحدث مع الجميع ثم طلب من شقيق المجني عليه الأكبر الذهاب معه لشراء بعد الأشياء لكن شقيق المجني عليه رفض وقال له؛ "انا مش هامشي معاك في أي  مكان وكأن شقيق المجني عليه قرأ ما يضمره في نفسه". 

وفي اليوم التالي بدا اليوم طبيعيا داخل منزل سيف، الأسرة يجمعها الود والحب، ولكن في تمام الساعة السادسة والنصف مساءً انقلبت الأحوال؛ كان  الطفل المجني عليه يلهو ويلعب  مع أقرانه وأبناء عمه امام العقار، فجاة يظهر المتهم، ينتهز فرصة لعب سيف وحبه لكرة القدم، استغل براءته وحبه لكرة القدم وقال له؛ "تعالي معايا ياسيف عاملك مفاجأة، جبتلك هديه حلوة حذاء كوتشي وتي شيرت وجوانتي علشان انت بتحب الكورة"، مستغلا العلاقة  التي تربطه بأسرة المجني عليه، واخبر الطفل ايضا امعانا في تحايله عليه، انه اتى اليه بلعبة جديدة على الانترنت وطلب من الطفل ان يذهب معه الى الشقة لمشاهدة اللعبة واخذ هديته، ببراءة صدقه سيف دون ان يدري انه وقع فريسة بين انياب قاتل، اصطحبه الى شقة استأجرها لاجل تنفيذ خطته الإجرامية، ولكن اثناء ذلك شاهده ابن عمه وهو يسير مع المتهم طالبا منه عدم الذهاب معه ولكن سيف لم يتخيل الغدر والخيانة، فقط طلب من ابن عمه ان يخبر والده انه ذهب مع عمو احمد، ورغم تردد المتهم وخوفه لم يتراجع عن مخططه استدرج سيف الى الشقة، لحظات وفوجئ المتهم بمكالمة تليفونية من والد الطفل يسأله عن ابنه، ولكن المتهم انكر وجود الطفل معه واخبر الأب انه في منطقة خارج القاهرة واغلق هاتفه، ومرت ساعات طويلة ولم يأت سيف واستبد الخوف بالجميع وكان لابد من خطوة أخرى على الأب أن يقدم عليها.

بلاغ

تلقت الأجهزة الأمنية بمنطقة المرج بلاغا من الأب بتغيب نجله البالغ من العمر 12 سنة، والشكوك في اختطافه من قبل نقاش يقيم بنفس المنطقة بعدما رآه ابن عمه بصحبة هذا الشخص، على الفور انتقل رجال المباحث الي مكان البلاغ وتبين صحته بعد الاطلاع على كاميرات المراقبة الموجودة في المنطقة، وبوضع الاكمنة المحكمة بعد تتبع خط سير المتهم القى رجال المباحث القبض عليه داخل الشقة وبإحدى الغرف جثة المجني عليه مشنوقا ومعلق في سقف الغرفة، تم التحفظ على الجثة وعمل محضر بالواقعة مصحوبا بأدلة الجريمة واعتراف المتهم، بعدها احيل المتهم الى النيابة معترفا بارتكاب الجريمة وانه كان ينوي طلب فديه من والده وعندما خشي افتضاح امره وملاحقة رجال الشرطة له قرر التخلص من الطفل بشنقه داخل الشقة التي استأجرها لتنفيذ جريمته، وكان ينوي التخلص من جثته في مكان اخر بعيدا عن المنطقة لابعاد أي شبهة عنه، وجهت النيابة تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد للمتهم، وقررت حبسه 4 أيام علي ذمة التحقيق.

في بيت الأسرة

 توصلنا مع والد المجني عليه، الذي بدا عليه الحزن والاسى، قال هشام رجب 40 سنة بعدما غلبته دموعه: اعمل تاجر أراضي وعقارات بعد ما رجعت من شغلي حوالي الساعة 7 مساء يوم الوقعه سألت على سيف، فرد ابني الصغير؛ "سيف اخده عمو احمد علشان يشوف لعبة جديدة على النت، وانا وابن عمي قولت له بلاش تروح معاه بس هو قال انا رايح وقول لبابا"،  طبعا لما سمعت الكلام ده قلبي انقبض، فورا اتصلت بأحمد وسألته عن ابني فأنكر انه شافه من الأساس، وبعد كده اغلق هاتفه، هنا بدأ الشك يتسلل الى قلبي؛ فكيف رآه ابني وابن عمه وهو ينكر وما زاد الشك بداخلي اكثر هو هو اغلاق تليفون المحمول بعدها، طبعا انا على طول وشقيقي كل واحد فينا بدأ يبحث، وعندما تتبعت الكاميرات الموجودة على المحلات شفت المتهم وهو ماشي مع ابني ودخل بيه في شقة بالقرب من الخصوص علي طول ابلغنا الشرطة الذين توصلوا للمتهم بعد دقائق قليلة ولكن للأسف بعد فوات الآوان، انا على يقين من حكم القضاء العادل والقصاص من هذا المجرم الذي احسنت اليه وبدلا من ان يشكر الله على احساني له غدر بي وقتل ابني. 

العقوبة

السؤال الذي كان يشغلنا ما هي العقوبة المنتظرة للمتهم؟، أجابنا الخطيب محمد المحامي قائلا: ان الواقعة الماثلة امامنا تعد جناية مقترنة بجناية أخرى وهي اختطاف طفل بغرض طلب فدية وفقا لنص المادة 290 من قانون العقوبات، علاوة على جريمة القتل العمد التي هي جناية وفقا لنص المادة 234 من قانون العقوبات؛ حيث ان الجريمتين الاختطاف والقتل قد ارتبطا ببعضهما البعض؛ فان العقوبة المقررة للجاني وفقا للقانون هي الإعدام شنقا، فقد نصت المادة 234 من قانون العقوبات على من قتل نفسًا عمدًا من غير سبق إصرار ولا ترصد يعاقب بالسجن المؤبد او المشدد، ومع ذلك يحكم على فاعل هذه الجناية بالاعدام اذا تقدمها او اقترنت بها او تلتها جناية أخرى، واما اذا كان القصد منها التأهب لفعل جنحة او تسهيلها او ارتكابها بالفعل او مساعدة مرتكبيها او شركائهم او الهروب او التخلص من الجثة؛ فيحكم بالاعدام او بالسجن المؤبد وتكون العقوبة الإعدام اذا ارتكبت الجريمة تنفيذا لغرض إرهابي. 

 

إقرأ أيضاً : «كسّرو دماغة».. خلافات تقود عاطلين لقتل شخص بالقليوبية

;