فى الصميم

العالم مع فلسطين.. وأمريكا مع ميكرونيزيا!!

جلال عارف
جلال عارف

بينما كانت المفاوضات تجرى حول مشروع القانون الذى أعدته المجموعة العربية وتقدمت به الإمارات العربية باعتبارها العضو العربى فى مجلس الأمن لهذه الدورة، والذى كان يسعى لوقف المذبحة الإسرائيلية ضد شعب فلسطين وإدخال المساعدات اللازمة لأكثر من مليون فلسطينى يواجهون حرب الإبادة بكل معنى الكلمة.. كانت هناك معركة أخرى بين العالم كله وبين تحالف إسرائيل وأمريكا تجرى فى الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث يغيب «الڤيتو» الأمريكى وتنكشف عزلة أمريكا ومعها إسرائيل عن عالم يبحث عن العدل والسلام.

فى مجلس الأمن كان التصويت على مشروع القرار العربى يتأجل من يوم لآخر فى محاولة مستمرة من أمريكا لتجنب فضيحة استخدام «الڤيتو» مرة أخرى لحماية إسرائيل ولضمان استمرار حرب الإبادة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى.. أما فى الجمعية العامة للأمم المتحدة فكان الموقف أيضاً أكبر من فضيحة أمريكا حيث كانت دول العالم كله تقول: نعم لحق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره بما فى ذلك الحق أن تكون له دولته المستقلة. كما يشدد القرار الأممى على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلى دون تأخير وتحقيق تسوية شاملة تستند لقرارات الأمم المتحدة والمبادرة العربية ومرجعية مدريد، ومع ضرورة الاحترام الكامل لوحدة الأرض الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية.. وكان اللافت هنا هو التأييد الكاسح للقرار من ١٧٢ دولة بينما لم تعارضه إلا إسرائيل وأمريكا ومعها جزيرتان صغيرتان هما «ناورو» و «ميكرونيزيا العظمى»!!

ومع هذه الصفعة الدولية كانت هناك صفعة أخرى مع قرار آخر للأمم المتحدة يؤكد الحقوق الثابتة للشعب الفلسطينى فى موارده الطبيعية والسيادة الدائمة للشعب الفلسطينى على كل أرضه المحتلة منذ ٦٧ بما فيها القدس الشرقية. وصدر القرار أيضاً بأغلبية كاسحة بلغت ١٥٨ دولة مقابل معارضة ٤ دول بالإضافة لأمريكا وإسرائيل.

كان ذلك يحدث وأمريكا تعلن عن استمرار إرسال السلاح لإسرائيل لأن ٢٠ ألف شهيد فلسطينى معظمهم من الأطفال والنساء هى حصيلة لا تليق بمقام السلاح الأمريكى والإرهاب الإسرائيلى(!!) وكان ذلك يحدث وأمريكا تصر على عدم وضع نهاية للمذبحة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى وتهدد بـ «الڤيتو» الذى أصبح فضيحتها الدائمة وسلاحها الوحيد بعد أن أصبحت وحدها فى مواجهة العالم.. إذا استثنينا الكيان الصهيونى القائم على الإرهاب ثم دولة ميكرونيزيا العظمى!!

الرئيس الأمريكى بايدن تحدث قبل أيام عن «مخاطر» تهدد المركز الأخلاقى لبلاده بسبب دعمها لإسرائيل.. الأمر فى حقيقته أكبر من ذلك. إنه السقوط الأخلاقى والعزلة السياسية.. والقادم أسوأ بكثير!!