قلم على ورق

الجونة والرقم الصعب

محمد قناوى
محمد قناوى

العام الذى غاب خلاله مهرجان الجونة السينمائى عن المشهد السينمائى المصرى والدولى ثبت فيما لا يدع مجالا للشك ان المهرجان أصبح رقما صعبا فى خريطة المهرجانات العالمية ، وأن غيابه عن المشهد خلال هذا العام كان له تأثير كبير سواء على مستوى الصناعة ودعمه وتأثيره فيها او على مستوى الجمهور او النقاد والصحفيين والفنانين والذين كانوا ينتظرون المهرجان سنويا لانه يحقق بداخلهم حالة من المتعة الذهنية والبصرية من خلال الأفلام التى يعرضها وهى افلام كبرى فنيا وانتاجيا شاركت فى كبريات المهرجانات الدولية وحصدت اهم الجوائز فى العالم فيصبح الجونة بمثابة مهرجان مهرجانات العالم ، ولم لا وهو يعرض اهم ما انتجته السينما العالمية بالاضافة الى حرصه على الانفراد بعرض عدد كبير من الأفلام فى عروضها العالمية الأولى او الشرق اوسطية.

ناهيك عن نوعية الافلام التى يختارها للمشاركة فى مسابقة سينما من اجل الانسانية وهو الشعار الذى رفعه المهرجان منذ دورته الاولى وخصص جائزة كبيرة للفيلم الفائز تصل إلى 20 ألف دولار ، اما بالنسبة لصناع السينما الذين خسروا بتوقف المهرجان العام الماضى فقد حرم عدد كبير من شباب السينمائيين من الحصول على الدعم الذى يقدمه المهرجان من خلال منصة الجونة والتى تتجاوز قيمة جوائزها ٢٥٠ الف دولار سنويا وهو رقم كبير فى صنادق دعم الافلام .

ها هو الجونة السينمائى يعود من جديد ليبدأ دورته السادسة والتى انطلقت مساء اول امس فى مركز الجونة للمؤتمرات وتستمر حتى الخميس القادم ،وهو محمل ببرنامج فنى متميز سواء على مستوى الافلام الضخمة او اللقاءات والنقاشات والحوارات مع السينمائيين والورش الفنية ومنصة الجونة التى ستدعم أكبر عدد من مشروعات الافلام فى تاريخها. عاد الجونة ليقدم وجبة سينمائية دسمة لعشاق السينما ومتابعيها وصناعها ، ليقضى ضيوف المهرجان ثمانية ايام مع المتعة السينمائية لافلام متميزة لمخرجين كبار ونجوم متميزين وقضايا انسانية واجتماعية.

فالمهرجان سيعرض هذا العام الفيلم الحائز على سعفة كان وهو الفيلم الفرنسى « تشريح السقوط» كما سيشهد عرض الفيلم الوثائقى الأمريكى «ارتفاع عميق» والفيلم الروائى البلجيكى «الجدار» و الفيلم الوثائقى الهندى «همسات النار والماء» والفيلم السودانى «وداعًا جوليا» والفيلم الوثائقى الفرنسى «سبعة أشتية فى طهران» والذى يتناول قصة الإيرانية ريحانة الجباري، التى أعدمت بعد اتهامها بقتل مغتصبها وأصبحت رمزاً للمقاومة وهناك الفيلم الفرنسى «على قارب أَدامان» الذى يقدم نموذجاً للإنسانية داخل دار رعاية لكبار السن تطل على نهر السين فى قلب العاصمة الفرنسية وهو الفيلم الذى حصل على جائزة الدب الذهبى فى مهرجان برلين كما سنرى الفيلم الوثائقى البرازيلى «كرورا» والفيلم الفرنسى «ليلة مظلمة» .