أرى

الحرير والممر الكبير

وردة الحسينى
وردة الحسينى

لم ولن تخلو العلاقات بين الدول، خاصة تلك التى تمسك بخيوطها الدول الكبرى وتلك ذات الأجندات الخبيثة، من التنافس السياسى والاقتصادى والتجاري، وذلك قد يكون مقبولًا و طبيعيًا، كما نراه  فى العلاقات الإنسانية، أما غير المقبول ما قد يكون وراءه من هدف الإضرار بمصالح الغير.

فمثلًا وجود قناة السويس كممر مائى عالمى حيوى ومهم يتحكم فى حركة التجارة العالمية، دائمًا ما يثير حقد البعض ممن نعرفهم جيدًا! وبين حين وآخر يحاولون ايجاد ممر بديل للقناة، ولأن ما يحكمهم هو منطق المؤامرة فدائمًا ايضًا ما يفشلون بعدما يثبت استحالة تنفيذ أفكارهم على أرض الواقع وعدم جدواها الاقتصادية.

وعلى ذات الخط، وايضًا للتأثير على مبادرة الحزام والطريق الصينية، ومصر جزء منها، تم بقمة مجموعة العشرين مؤخرًا الكشف عن مشروع»الممر الكبير» لربط الهند ودول بالمنطقة وأوروبا من خلال خطوط السكك الحديدية والنقل البحري.

وقال مستشار الأمن القومى الأمريكي «جون فاينر» إن اتفاق ذلك المشروع جاء بعد أشهر من الدبلوماسية الحذرة!

أخيرًا.. هذه الأفكار وتلك المحاولات لن تنتهى وإذا كان الهدف خدمة حركة التجارة العالمية وتيسيرها اقتصاديا وزمنيًا، فهذا امر جيد ومبرر، لانه يصب فى خدمة الشعوب، اما اذا كان الهدف فقط التأثير السلبى على مصالح دول ومستقبل شعوبها فهذا غير مقبول.

وكثيرا ما سمعنا عن أفكار ومشروعات ظهرت فى عهود سابقة لتهديد قناة السويس، ثم خفتت.

ولا شك ان قناة السويس تعتبر أهم ممر ملاحى بالعالم نظرًا لموقعها الاستراتيجى الذى يربط بين الشرق الأدنى والشرق الأوسط، بالإضافة إلى أن التجارة العالمية تنظر لقناة السويس بعين اقتصادية،فتكلفة المرور من القناة أقل بكثير من الاتجاه لممرات بديلة تنبع من هنا وهناك، ومع ذلك يجب الاستعداد لكافة الاحتمالات، ونحن قادرون على المنافسة، وبجدارة ولن يكون أول أو آخر اختبار لصلابة وذكاء الإرادة المصرية.