رٌكن الحواديت

جودة المقاومة

زكريا عبدالجواد
زكريا عبدالجواد

تسببت المقاومة الفلسطينية الباسلة فى مقاطعة «شعبية» عربية رائعة ضد البضائع التى تدعم شركاتها الكيان الصهيونى المجرم، وكبدتها خسائر فادحة.

ولعبت وسائل التواصل الاجتماعى دورًا كبيرًا - دون قصد - فى تسويق المقاطعة، رغم تقييد فيسبوك وتويتر وغيرهما لأى منشور يؤيد نضال المقاومة بأى شكل.  

وفى مصر تحولت دفة الطلب على المنتجات المحلية، وعرف جمهور المستهلكين أسماءَ سلعٍ مصريةٍ لأول مرة، دهسها قطار المنافسة مع مثيلتها الأجنبية قبل عمليات المقاومة، وبعدها أصبحت غير قادرة على تلبية احتياجات المستهلكين، دون جهد منها، أو حتى إعلان واحد، وهى تجربة تذكرنا بأن «ملك الملوك إذا وهب، فلا تسألن عن السبب».

ما لفت انتباهى بيان لشركة مياه غازية مصرية - لم يكن على منتجها أى إقبال قبل المقاطعة- أكدت فيه أنها ستلتزم بــ«تجويد» منتجها بعد إقبال المستهلكين عليه!

والسؤال هنا: هل هذه الشركات - التى يفترض أنها كبيرة- كانت تحتاج لعمليات المقاومة حتى تُحسن جودة منتجها؟ وأين قسم مراقبة الجودة والتخطيط للتنافسية مع المنتجات الأجنبية فى أى وقت بعيدا عن الحروب؟

ورغم استيائى أرى أن المقاومة لم تجعل الشركات المصرية فقط تحسن جودتها، بل حسنت من جودة النفوس، وبدلت اهتمامات الشعوب - خاصة على مواقع التواصل - وشحنت بطارية القومية العربية، وأكدت أن القضية الفلسطينية ستظل فى قلب كل حر، أما المطبعون والمحبِطون فبالطبع يمتنعون.