«أسعار مرتفعة وموارد منعدمة».. الحرب تزيد مآسي أهالي غزة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في سياق ندرة الموارد الأساسية في قطاع غزة، ونتيجة للحصار الإسرائيلي المستمر لمدة 68 يومًا، يواجه السكان تحديات يومية صعبة في تأمين احتياجاتهم الأساسية كزيت الطهي والسكر والملح وكذلك المواد الغذائية المعلبة وحتى الغاز، حتى أصبح العثور على هذه المستلزمات الضرورية مُهمةً شاقة في ظل ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ عما كان قبل الحرب.

اقرأ أيضًا: «الهجرة للبرتغال».. هل تدفع حرب غزة الإسرائيليين للهرب؟

وتشهد مناطق جنوب قطاع غزة التي لم تتأثر أسواقها بالقصف الإسرائيلي، ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار السلع الأساسية في حال توفرها، وفيما يتعلق بالمناطق الجنوبية مثل خان يونس ورفح، فإن ندرة السلع في هذه الأماكن تجعل حياة الغزيين أكثر تعقيدا.

وفيما يتعلق بالمناطق الشمالية من القطاع، فإنها فقدت تمامًا أسواقها التجارية ومخابزها بسبب استمرار القصف المكثف الذي طال جميع البنية التحتية في تلك المناطق.

وحيال الأوضاع المأساوية، يزداد خطر المجاعة بشكل متسارع في مختلف أرجاء القطاع، مما ينذر بكارثة إنسانية لا تحتمل، في ظل عدم توفر الطعام والماء وكذلك الوقود والكهرباء لمعظم السكان بسبب الحصار الإسرائيلي في قطاع يضم نحو 2 مليون فرد من أطفالِ صغار ونساء ورجال يواجهون هذا الوضع الصعب ويعانون من تأثيراته الجسيمة.


طوابير الغزيون للحصول على الطعام والماء والغاز



ومع استمرار الحرب على غزة، يعيش أهالي القطاع تحت وطأة حصار يفرضه الاحتلال الإسرائيلي، يشمل ذلك انقطاع المياه والكهرباء والغاز، بالإضافة إلى نقص حاد في الطعام والدواء، مما يفرض على أهالي غزة معاناة يومية لا تعد ولا تحصى تتجلى في الانتظار بطوابير لساعات قد تمتد من الليل إلى النهار، وحتى لعدة أيام، أملًا في الحصول على لقمة عيش أو قطرة ماء أو حتى أنابيب الغاز من مراكز الأونروا التابعة لوكالة الأمم المتحدة التي تمثل لهم اللجوء الأخير في هذه الظروف.

وقبل بداية الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر، كانت مدينة خان يونس جنوب غزة تضم أقل من 500 ألف نسمة، ومع استمرار الصراع وتصاعد وتيرة القصف في شمال القطاع، قامت مئات العائلات بالتوجه جنوبًا في عمليات نزوح قاسية.

ومع توافد النازحين إلى خان يونس في جنوب قطاع غزة، ازدادت معاناة السكان بشكل حاد، وباتت السلع قليلة ورفوف المحلات أصبحت خالية، حتى إن السلع الأساسية والشائعة التي يعتمد عليها الكثيرون أصبحت نادرة، وانعدمت خيارات الشراء أمام الكثيرين، في ظل نقص الإمدادات واستمرار إسرائيل في فرض الحصار على غزة، فتزايدت التحديات التي يواجهها السكان والتي طرأت على الحياة الاجتماعية والاقتصادية في هذا الجزء المنكوب من القطاع خاصةً حتى باتت أرفف المحلات التجارية تعاني من ألم الجوع والفقر قبل أن يطالها القصف الإسرائيلي الغاشم.

«مجاعة» تمتد من شمال القطاع لجنوبه


وفي ذات السياق، أكد برنامج الأغذية العالمي إن 97% من سكان شمال غزة لا يستهلكون ما يكفي من الغذاء، وإن نحو 83% من الأسر في جنوب القطاع يعتمدون على استراتيجيات استهلاكية قاسية من أجل البقاء. 

وأشار البرنامج إلى أن حوالي 90% من الأهالي يعيشون يومًا كاملًا بدون أي طعام، لتنذر هذه الأزمة بكارثة انسانية حادة حيث تتجلى في صورة مأساوية لمجاعة تمتد من شمال القطاع إلى جنوبه.


 تصاعد في أسعار السلع الضرورية

وكشف تقرير الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني يوم أمس الأربعاء، عن أن ارتفاع الأسعار في القطاع نتج عن زيادة في تكلفة العديد من المنتجات الأساسية.

ووفقًا للإحصاء الفلسطيني، ارتفعت أسعار البطاطا بنسبة 26.29%، وكذلك ارتفعت أسعار البيض بنسبة 26.20%، وأسعار الطحين بنسبة 8.41%، أما أسعار الزيوت النباتية فقد ارتفعت بنسبة 7.31%، حسبما أفادت "وفا" الفلسطينية.

وتأتي هذه الزيادة في الأسعار كنتيجة لارتفاع تكاليف الإنتاج والعوامل الاقتصادية الأخرى، وكان لارتفاع أسعار بعض السلع الأساسية تأثيرًا كبيرًا في ارتفاع مؤشر غلاء المعيشة في فلسطين، حيث ارتفعت بشكل ملحوظ أسعار البطاطا والبيض والطحين وزيت الزيتون والدجاج ولحم العجل.

وبمقارنة أسعار السلع خلال شهر نوفمبر 2023 ونفس الشهر من العام السابق 2022، يظهر البيان الصادر عن الجهاز المركزي للإحصاء ارتفاعًا بنسبة 11.36% في مؤشر أسعار المستهلك في فلسطين.

وسجل قطاع غزة ارتفاعًا للأسعار بنسبة 36.39%، في حين ارتفعت الأسعار في القدس بنسبة 4.89%، وفي الضفة الغربية بنسبة 4.78%.