بسبب الغيرة .. العم ذبح ابن أخيه بمساعدة زوجته وأولاده

المتهمين
المتهمين

آمال‭ ‬فؤاد‭ ‬

  ليس هناك  مبررًا لقتل وإزهاق روح انسان مهما كانت الأسباب، لكن للأسف كثير من مرتكبي الجرائم يوجدون لأنفسهم مبررات ودوافع لارتكاب جرائمهم في حق أبرياء سواء كان هؤلاء الأشخاص تربط بينهم صلة قرابة، أو لا تعنيهم هذه الصلة، مثلما حدث في هذه الجريمة؛ القتلة كتيبة إعدام عائلية، أربعة متهمين تربطهم بالمجني عليه صلة دم من الدرجة الاولي، اثنان من اعمام المجني عليه وزوجة أحدهما وابنه ملأ الحقد والغيرة قلوبهم دفعهم لإنهاء حياة ابن  شقيقهم عقب جلسة صلح بدأت بالمعاتبة وتحولت لمشاجرة انتهت بطعن المجني عليه 8 طعنات في جسده وإصابة والشروع في قتل والده، كيف دارت الاحداث؟، وما الخلافات وهذا الغل العائلي الذي يحول الدم إلى ميه، يجعلهم ينتقمون ويقتلون هذا الشاب بمنتهى الوحشية والجبروت على مرأى ومسمع من الجميع بالمنطقة؟، الكواليس يكشفها لنا والد المجني عليه ولكن قبلها نسرد تفاصيل الجريمة البشعة التي شهد احداثها حي عين شمس.

في هذه الواقعة المجني عليه يدعى «حسين جودة» 25 سنة وشهرته «الخواجة»، شاب في عمر الزهور، وهبه الله ملامح بريئة وووجه بشوش، متزوج ولديه طفل عمره عامين، يعيش في  شقته داخل بيت العائلة مع أسرته المكونة من اب وأم وثلاث شقيقات بشارع السد العالي بحي عين شمس، معروف عنه الطيبة وحسن الخلق، لم يكن له أي عداوات مع أحد هو الشاب الوحيد على ثلاث بنات، لم يكن يومًا مدللا مثل كثير من الشباب في مثل سنه كما قال لنا والده  بل قرر أن يرتدي عباءة المسئولية بالكد والعمل؛ لكسب لقمة العيش بالحلال، وبمجهوده اصبح صاحب كافيه يساند والده في نفقات المعيشة، لم يتخيل أو يخطر بباله أن نهايته تكون قتلا على يد عمه وزوجته وابنائه دون ذنب؛ بسبب حقدهم وغيرتهم من نجاحه وقدرته على امتلاك «كافيه» في هذا العمر الصغير ومساندة والده؛ افتعلوا الكثير من المشكلات مع والده، لكن الشاب دافع عن اسرته عندما رأى عمه وباقي المتهمين يشرعون في قتل والده بسبب خلافات عائلية قديمة أو لنقل بسبب حقد أعمى أبصارهم وبصيرتهم.

حلم الجد

 «بيت العيلة» يعني لم الشمل والعزوة خاصة في المناطق  الشعبية والريفية رغم علم الجميع  بالمشكلات والخلافات الكثيرة التي يجلبها العم بين الحين والآخر؛ لكن بدأت القصة عندما قرر الجد قبل 25 سنة بلم شمل أفراد ابنائه السبعة وابنته الوحيدة وأزواجهم داخل عقار واحد يكون بيتًا للعائلة وعصبة واحدة،كل أخ يعاون يساند الآخر ويساعده في مواجهة صعوبات الحياة يشدون من أزر بعض ولا يتفرقون، بالفعل حقق الجد حلمه؛ اشترى بناية مكونة من 8 طوابق بشارع السد بمنطقة عين شمس وعاش الاب وأبناؤه في سعادة وترابط لسنوات، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن «تبدد حلم الجد بعدما تزوج الأبناء السبعة وبدأت الخلافات والمشكلات تدب بين الاشقاء وزوجاتهم فيما بينهم، تشتت شمل الاشقاء وبدأت تطفو على السطح حتى تفاقمت لدرجة أن ثلاثة من الاشقاء لم يتحملوا المشكلات القائمة واستأجروا شققا وتركوا  العقار بمن فيه اتقاءً للمشكلات، إلى مناطق اخرى، وباقي الأشقاء ظلوا مقيمين  داخل  بيت العائلة، بمرور الأيام بدأ أحد الأشقاء وزوجته وأولاده في افتعال المشكلات مع شقيقه؛ بسبب  الغيرة وعدم قدرتهم على تحقيق ما قام بتحقيقه المجني عليه ووالده من نجاحات استطاعوا من خلالها تحسين مستواهم المادي.

الجريمة

 بدا اليوم طبيعيًا حتى منتصفه تحديدا الخامسة بعدالعصر،المجني عليه يباشر عمله داخل الكافيه المملوك له أسفل العقار، وأثناء ذلك سمع أصوات مشاجرة في الشارع، فخرج ليفاجأ بمشادة كلامية بين والده وعمه الذي يضمر لهم الكراهية لكن لم يتصور أنها سوف تتطور إلى جريمة قتل، ظن أنه مجرد نقاش أو خلاف كالمعتاد وسوف ينتهي، وما هي إلا بضع دقائق وتحولت المشادة إلى مشاجرة دموية بينهما بين الشقيقين الكبار، فأسرع وتدخل مدافعًا عن والده؛ ليتلقى الابن عدة طعنات من عمه وزوجته وأبنائها في الرقبة وانحاء متفرقة بجسده، حتى سقط جثة هامدة وسط بركة من الدماء في منتصف الشارع.

لم تكن الخلافات والمناوشات وليدة اللحظة بل سبقتها عدة سنوات بين والد المجني عليه وأحد اعمامه حتى وصل الامر بينهما إلى تعديهما على بعض بالضرب في كثير من المرات، وتحرير محاضر رسمية بين الشقيقين وكان كبار أهالي المنطقة يتدخلون للصلح بين الاخوين، وفي يوم الحادث قام المتهم وأولاده بالتعدي اللفظي على صهر والد المجني عليه أثناء جلسة صلح بينهما ولكن احتدم النقاش فتدخل والد المجني عليه لتهدئة الأمور بينهما، فتعدى عليه شقيقه وأحد أبنائه الذي كان دائم الشجار معه وأصابه بجرح قطعي بالرأس؛ حيث تلقى 38 غرزة بالوجه والجسد واثناء ذلك تدخل المجني عليه لمحاولة إنقاذ والده من بين ايدي عمه وابنائه وزوجته،صرخ فيهم بأعلى صوته،»ياعم خالد ما ينفعش إلا انت بتعمله واولادك ده أحنا أهل»،ولكن بدلا من ان يعود العم وزوجته وابنائه إلى صوابهم، طعنوا حسين 8 طعنات بالأسلحة البيضاء ليسقط غارقا في دمائه.

بلاغ

 تلقى مأمور قسم شرطة عين شمس بلاغا من أهالي منطقة السد بعين شمس، في الوقت الذي تلقى فيه رئيس المباحث بلاغًا من مستشفى هليوبوليس بمصر الجديدة؛ بوصول شاب جثة هامدة غارق في دمائه ووالده مصاب بطعنات قطعية وجروح بأنحاء جسده، وتم إسعاف الاب وبمناقشة الأهالي الذين نقلوا المجني عليه ووالده الى المستشفى؛ قالوا إن مشاجرة نشبت بين نسيب وشقيق والد المجني عليه فتدخل والد المجني عليه لفض الخلاف بينهما، فلم يقبلوا فاعتدى شقيقه وزوجته وأولاده عليه بالضرب على رأسه، وأثناء تدخل ابنه للدفاع عن والده ضرب شقيقه نجله على رأسه و طعنته زوجته في رقبته، وهي تردد هاقتلك واحرق قلب ابوك عليك، بعدها انتقل فريق البحث الى موقع الحادث وعقب نصب الاكمنة تمكن فريق البحث من إلقاء القبض على المتهمين الأربعة، وبتفريغ الكاميرات المحيطة بموقع الحادث اتضحت الأمور بقيام الجناه بقتل الابن والشروع في قتل والده.

وجهت النيابة للمتهمين الاربعة وهم «خالد.م»55 سنة عاطل،وجاد. م 58 سنة،و»عزيرة» وحسام. ج 15 سنة؛ تهمة القتل العمد، زاعمين ان هناك مشكلات كثيرة بينهم ومحاضر قديمة، وعقب ذلك امرت النيابة بحبس المتهمين أربعة أيام على ذمة التحقيقات.

غيرة

كنا في موقع الحادث والتقينا بوالد المجني عليه، كان في حالة يرثى لها من الحزن على ابنه الوحيد، لم يتوقف عن البكاء لفقدانه في غمضة عين، قال الأب جودة محمد 57سنة»مش قادر انسى اني شوفت ابني وهو بيتقتل قدام عيني، وعلى يد من اخويا وزوجته وابنائه، وكأنهم كلاب ينهشون في لحمه دون رحمه، وكل ده حصل لخلافات قديمة بسبب غيرة مرات أخويا من زوجتي وأبنائي، دائما كانت تشتم زوجتي وتفتعل الخناقات والمشكلات معها، وكنت أقول لنفسي ماينفعش نخسر بعض كإخوات علشان خناقات الستات، لكن مع الأسف أخويا مكنش بيفكر بنفس الطريقة، حتى زادت الخلافات وتسببت في قطع العلاقات بيننا تماما، وقبل الحادثة بشهرين كان فيه مجموعة من الاطفال بيلعبوا فوق عربيتي وكان من ضمن هؤلاء الأطفال ابن اخويا، طلبت منهم ان يبتعدوا عن السيارة ولكن اخي لم يعجبه هذا وتشاجر معي بزعم أنني ضربت ابنه وهذا لم يحدث وحصل خصام بيني وبينه وتدخل شقيقي الأكبر وتم الصلح دون أن اعلم أن هناك ضغائن في القلوب، صحيح اشقائي نصحوني امشي واسيب البيت بسبب الخلافات بس عمري ما كنت أتصور ان اخويا ومراته وعياله يعملوا فيّ وفي ابني، ذبحوه قدام عنيي، ويتموا طفل عمره سنتين، حسبنا الله ونعم الوكيل، واثق أن القضاء سوف يقتص لي من الجناه».

                                                                                                                                                                                                                            الضحية‭ ‬مع‭ ‬والده

اقرأ أيضا : القصة الكاملة لمقتل «روان» على يد زوجها بالمحلة بعد قصة حب وزواج| صور                                                                                                                                                                                                      

;