«الأخبار» ترصد أنين ضحايا القصف

إحدى المصابات خلال نقلها لتلقى العلاج
إحدى المصابات خلال نقلها لتلقى العلاج

زاد أنين الجرحى الفلسطينيين فى غرف وأروقة وطرقات المستشفيات التى تستقبل المصابين جراء القصف وقذائف المدفعية على قطاع غزة.. حيث اكتظت بمئات جرحى المجازر التى ارتكبها الجيش الإسرائيلى بحق المدنيين الأبرياء خاصة الأطفال منهم. هذا ما أكده عدد من الفلسطينيين الذين تواصلت «الأخبار» معهم بعد تمكنهم من دخول القطاع عبر معبر رفح خلال فترة الهدنة.. أكد الفلسطينيون أن المستشفيات أصبحت تستقبل ضعف طاقتها وربما يتكرر فيها سيناريو مستشفى الشفاء، فى ظل نقص حاد فى المستلزمات الطبية للتعامل مع الجرحى.

وقالت الجمال، ناشطة فلسطينية، دخلت غزة أيام الهدنة عن طريق معبر رفح البرى، إن عائلات غزاوية، بكت فقدان أحباءها وأقاربها فى مستشفى ناصر بخان يونس، والذى استقبل عددًا من الجرحى والشهداء نتيجة تعرض خان يونس لواحدة من أقصى حملات القصف الجوى العنيف من الطيران والمدفعية منذ اندلاع الحرب على غزة.

اقرأ أيضاً| «الضفة على نار».. اعتقال 42 شخصًا وإصابة العشرات

ولفتت الجمال إلى أن هناك العشرات من الأطفال والنساء وكبار السن الأبرياء راحوا ضحية الغدر الإسرائيلى، بعد قيام الطيران بقصف منزل بجوار إحدى المدارس بخان يونس لتؤكد إسرائيل أن أفعالها أبلغ من أقوالها.

وأشارت الجمال إلى أنه لابد من تغيير المشهد بالكامل بوقف فورى ودائم لإطلاق النار، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والأدوية عن طريق معبر رفح البرى، وضرورة تصعيد الضغط من جانب المنظمات الدولية.

وتصف حال فتاة فى العشرين من عمرها تبكى بعد وفاة أمها وتقول: راحت الغالية.. مش هعرف أعيش من غيرك يا أعز الناس على قلبى.

أما أبو فارس من خان يونس يبحث عن نجله الذى أصيب بسبب تفجير منزله وقد خرج من تحت الركام ووجه مغبرًا بالتراب وبينما يهرول الأب بين طرقات مستشفى ناصر بخان يونس بحثًا عن ابنه، يتم إبلاغه بالعثور على نجله حيًا.. وقد وجده داخل غرفة العمليات لإجراء عملية جراحية عاجلة لاستخراج شظايا من جسده، وعلاج ساقه التى لحقت بها كسور مضاعفة.

يقول الأب إن مصر سمحت بدخول الجرحى للعلاج فى المستشفيات والمعاهد المصرية وأتمنى ان يتم نقل الأطفال وابنى منهم لتلقى العلاج بسبب وجود نقص حاد فى المستلزمات الطبية فى قطاع غزة، وليس غريبا على الرئيس السيسى ان يسمح بنقل مئات الجرحى الفلسطينيين المصابين فى أحداث غزة عن طريق معبر رفح البرى للعلاج خارج القطاع.

وتحكى إحدى الأمهات «فتحية» كيف أنها حاولت النجاة برضيعها 3 أشهر من القصف عندما قصفت إسرائيل عددًا من المنازل بمنطقة دير البلح فبدأت تهرب مع غيرها من سكان المنطقة، وقد أخذت طفلها وهربت ولكن القصف طاله فاستشهد وتم تكفينه ودفنه فى مقابر جماعية.. وجلست تبكى وهى تردد: راح فلذة كبدى الطفل الرضيع ما ذنبه فيما يحدث ما ذنبه يموت.. مات بدم بارد.

ظلت السيدة فتحية لساعات.. عينها شاردة وهى تتذكر رضيعها الذى طالما حلمت بأن يكون لها ولدًا وسندًا عندما يكبر بعد أن استشهد والده قبل أسبوعين.. ولكن حلمها ضاع وأصبحت وحيدة.

أما الطفل أمجد فقد نجا من قصف المدفعية بمنطقة شارع صلاح الدين بالقرب من خان يونس.. وقال الحمد لله ربنا سلمنا فقد قصفوا المسجد الذى يقع بالقرب من منزلى، وها أنا فى الشارع خرجت مسرعًا بعد أن تسببت عملية القصف فى إصابة والدى وأمى وأشقائى وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقى العلاج وإجراء العمليات الجراحية اللازمة لتضميد جراحهم وجبر الكسور التى أصابتهم.

وقال أبو محمود إن القصف والغارات عادا بوتيرة أكثر وحشية عقب انتهاء الهدنة، ما أنتج مجاز جديدة أبرزها مجازر حى الشجاعية، ومنطقة الفالوجة فى مخيم جباليا، ومنطقة خان يونس ودير البلح وتل الزعتر.. حيث يصعب حصر عشرات العالقين تحت الأنقاض والمقدرين بالمئات لينضموا إلى آلاف الذين بات حصرهم أمرًا مستحيلًا فى ظل زخات القصف المكثفة.