الوحدة والعزلة الاجتماعية أبرز أسباب الوفاة المبكرة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 

كشفت العديد من الدراسات أن الوحدة أو العزلة الاجتماعية تؤدي إلى ارتفاع خطر الوفاة المبكرة بنسبة 39% وغيرها من المشكلات الصحية، وأجريت دراسة جديدة حول كيفية اعتماد هذه الارتباطات على التأثير المشترك لأنواع مختلفة من التفاعل الاجتماعي.

في هذه الدراسة، تم فحص نوعين مختلفين من الوحدة وثلاثة أنواع مختلفة من العزلة الاجتماعية، واكتشف أن كلاً منها كان مرتبطًا بارتفاع خطر الوفاة.

وجرى قياس الشعور بالوحدة عن طريق عاملين، عدد المرات التي شعر فيها المشاركون أن بإمكانهم الوثوق بشخص قريب منهم، وأيضا عدد المرات التي شعروا فيها بالوحدة، وقد تم قياس العزلة الاجتماعية للمشاركين من خلال عدد المرات التي زارهم فيها الأصدقاء أو العائلة، وعدد المرات التي شاركوا فيها في أنشطة جماعية أسبوعية، وما إذا كانوا يعيشون بمفردهم.

ووجد الباحثون أن تجربة الافتقار إلى أي من أنواع التواصل الاجتماعي الخمسة المذكورة في الدراسة، كانت مرتبطة بارتفاع خطر الوفاة المبكرة لأي سبب.

وتابعت الدراسة النتائج الصحية لأكثر من 500 ألف شخص في منتصف العمر تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عامًا، لمدة 10 سنوات.

في بداية الدراسة، كان أعمار المشاركين في المتوسط ​​حوالي 56 عامًا، بين عامي 2006 و2010، وقد أجابوا على استبيان حول حياتهم الاجتماعي.

ثم تابع الباحثون في الدراسة المشاركين بعد فترة حوالي 12 عامًا، واكتشفوا أنه بالمقارنة مع الأشخاص الذين تواصلوا مع أسرهم وأصدقاؤهم يوميًا، فإن خطر الوفاة المبكرة أقل بالنسبة لأولئك الذين عاشوا بمفردهم بنسبة 39%، مما يشير إلى أن التواصل مع الأصدقاء أو العائلة قد يكون أكثر قيمة من التفاعلات المحتملة على المستوى السطحي.

وقال الباحثون إن هذه الاتصالات الوثيقة قدمت المزيد من الدعم العملي أو من المرجح أنها ساعدت في  الحد من التدهور الدقيق في صحة الفرد ورفاهيته.

وتعتبر هذه الدراسة مهمة جدا، إذ توفر النتائج أساسًا تجريبيًا للبحث حول ما إذا كان تعزيز أنواع معينة من التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى فوائد صحية للمجموعات الأكثر عزلة.

ورغم ذلك، مازال هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد أسباب نتائج الدراسة وما إذا كان المشاركون قد تأثروا أيضًا بعوامل الصحة العقلية أو الجسدية الأخرى.

ووفقا للدراسة، تم ربط الانفصال الاجتماعي بضعف وظائف المناعة، ومشاكل القلب والأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم وضعف النمو العصبي، وقد يكون أيضًا شكلاً من أشكال التوتر، والذي يمكن أن يؤثر سلبًا على الجسم.

واكتشفت الدراسة أن أولئك الذين أبلغوا عن أي درجة من الانفصال الاجتماعي كانوا أكثر عرضة لارتفاع مؤشر كتلة الجسم، وذلك بالتزامن مع ظروف صحية معينة، واتباع عادات غير صحية مثل التدخين أو شرب الكحول بكثرة أو عدم ممارسة النشاط البدني الكافي. ومن الممكن أيضًا أن يؤدي أي من هذه العوامل إلى الشعور بالوحدة أو العزلة الاجتماعية وليس نتيجة لها، وفقًا للدراسة.

الجدير بالذكر أن المؤلفين لم يكن لديهم معلومات عن نوعية العلاقات مع الأشخاص الذين عاشوا معهم، وهي تفاصيل قد تفسر كيف أن مشاركة المنزل مع شخص ما قد لا تكون بالضرورة كافية لتقليل التأثير السلبي للوحدة أو العزلة.

في النهاية، أشارت الدراسة إلى ضرورة الحفاظ على العلاقات الاجتماعية مع الأصدقاء والأقارب، بالإضافة إلى ضرورة الانضمام إلى أنشطة جماعية أخرى، فكلا الطريقتين يساعدا على الشعور بمزيد من التواصل.

اقرأ أيضا|للجنس الناعم.. خطوات سحرية للحصول علي بشرة مشرقة في الشتاء