«على الشاطئ».. قصة قصيرة للكاتب عمرو صلاح الغندقلي

كاتب عمرو صلاح الغندقلي
كاتب عمرو صلاح الغندقلي

افترش رمل الشاطئ، التحف بأشعة، تنفذ أشعتها مسام جسدي المنهك، أغمض عيني استجدي النوم، أريد أن أنعم ببعض دقائق، انفصل بها عن العالم في نومٍ عميق.

صخب المصطافين يذهب بعيداً رويداً رويداً حتى لم يبق سوى صوت موج البحر وهواء يقذفه البحر كل حين يخمش في جسمي العاري، يحتك بالزغب مما يجعلني انتعش، ينتابني أحيانا إحساس بالقشعريرة ، أذهب في رحلة عبر مركب بنفسجي، إلى مدينة النوم في بطئ وهدوء، حتى وصلت إلى هناك، تاركاً كل شيء يدور كما يجب أو كما اُعد له ، وجدتني أجدف بيدي وأنا أعتلي ذلك المركب وحدي، والشمس توشك أن ترحل، ولا شيء حولي علي مدد الشوف، سوى البحر من كل جانب، أسمع صوت ضرب المجداف وهو  يشرخ البحر شرخا يدفعني إلى حيث مكاني، لا شيء يتحرك سوى الموج الهادئ وضرب المجداف في البحر ، وموج التفكير الذي يحتل عقلي، يسيل كشلال في تعجب أسأل لماذا لا شيء يتحرك ؟ ،لماذا أمشي في مكاني ؟ لماذا لا أراني أتقدم ؟ هل هناك أحد ما يراني ؟

أنا لم أر أحد ولا أشعر بوجود سوايا، هل أنا في حلم ؟ أم هذا حديث نفس ، أم هي أفكار تدور في خلدي!

هل أنا حي ؟

أم أنى مت وهذه هي النهاية ؟

نهايتي أن أكون محلك سر !

مازلت أجدف بالمجداف، ومازال صوت البحر يحيطني ممزوج بتلك الأسئلة .

متي ينتهي هذا الحلم إذا كان حلماً ؟

مازلت أجدف ولا أعلم إلى أين سيذهب بى هذا التجديف !

ما أصعب ذاك الشعور، حين تدرك مرارة السعي بلا وصول !

أن تمشى فقط لأنك رأيت الناس تمشى، أن تفعل الشيء فقط لأن الناس قد فعلوه

هل أنا أقود ذاتي ؟

أم أنى أفعل مثل ما يفعله الناس وحسب ، أم أن هناك قوى خفية تفعل بي وبالناس كل شيء ، أو بعض الشئ،!

تسحب الشمس أشعتها ببطء وقد كست المجال بلون برتقالي يميل إلى الحُمرة.

أنظر حولي ولا شيء، العطش طرح شباكه في حلقي ،  ريم أبيض مملح حول شفتاي ، ألعق بلساني حول شفتاي ، أتحسس طعم الملح ، أنظر إلى سمائي، أرها تموج بألوان عدة ، أخفض رأسي حيث أرى البحر شاحب اللون ما هذا، أتساءل ماذا بعد ؟