الاحتلال يواصل الخروقات وبحريته تقصف سواحل غزة

بلينكن: الهدنة أثبتت نجاحها ونريدها أن تستمر

الأسيرة عهد التميمى مع والدتها بعد الإفراج عنها
الأسيرة عهد التميمى مع والدتها بعد الإفراج عنها

غزة- وكالات الأنباء

قبل اللحظات الأخيرة من انتهاء الهدنة فى غزة، نجحت الجهود الدولية فى التوصل لاتفاق لتمديد الهدنة الإنسانية بين حركة حماس وإسرائيل ليوم إضافى من شانه السماح بالإفراج عن رهائن فى مقابل معتقلين فلسطينيين فى السجون الإسرائيلية. ومع بدء الساعات الأولى من الهدنة، لم يلتزم الاحتلال ببنود اتفاق الهدنة، وحلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية فى سماء محافظات غزة، مع سماع دوى إطلاق النيران غربى غزة، فى الوقت نفسه تسابق قوات الدفاع المدنى فى مدينة غزة، الزمن لانتشال أكبر عدد من الجثث المتحللة تحت وفوق الأنقاض، تحسبًا لاندلاع الاشتباكات مجددًا بانتهاء الهدنة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى إنه فى ضوء جهود الوسطاء لمواصلة عملية إطلاق سراح المختطفين، وبموجب بنود الاتفاق، فإن الهدنة ستستمر. وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى أن القائمة الجديدة من الأسرى التى ستفرج عنهم حماس تشمل النساء والأطفال وفق الاتفاق، وبالتالى فإن الهدنة ستستمر. وكشف موقع «واينت» الإسرائيلى أمس عن تقديرات فى إسرائيل تشير بأن يكون اليوم الجمعة آخر يوم هدنة فى قطاع غزة، وأن يتم استئناف القتال بحلول الغد. وقال «واينت» إنه من المتوقع أن تكون المفاوضات حول هذا الموضوع صعبة ومدمرة للأعصاب، فيما يبدو أن القتال سيستأنف بعد ذلك مباشرة. وأشار «واينت» إلى أن الأمريكيين والقطريين والمصريين يضغطون لتمديد وقف إطلاق النار، لكنهم يدركون أنه بمجرد استنفاد قائمة الرهائن، فلن يكون من الممكن تمديدها دون اتفاق جديد. ولذلك، فإن الأمريكيين يريدون أن يسمعوا من إسرائيل عن خططها الحربية فى جنوب قطاع غزة، وكيف سيتم تقليل الضرر الذى يلحق بالمدنيين إلى الحد الأدنى.

وقبل ساعات من إعلان تمديد الهندية، أشارت «القناة 12» الإسرائيلية إلى أن مجلس الحرب الإسرائيلى غير راضٍ عن قائمة المحتجزين التى أرسلتها حماس لتمديد الهدنة، وأن المجلس يرى أن القائمة «لا تلبى المعايير الإسرائيلية». كما كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن هناك خلافًا بين إسرائيل وحماس على قائمة المحتجزين الذين سيطلق سراحهم لتمديد الهدنة الحالية. وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل تصر على أن تضم قائمة المحتجزين المطلوب الإفراج عنهم نساء وأطفالًا، وفقاً لما تم الاتفاق عليه فى البداية.. 

وبدورها، أعلنت حركة حماس أنه تم الاتفاق أمس على تمديد الهدنة لليوم السابع. وقبل ساعات من الإعلان كشفت حركة حماس فى تصريح صحفى مقتضب عن رفض الاحتلال تسلم سبعة من المحتجزين من النساء والأطفال وجثامين ثلاثة من ذات الفئة من المحتجزين ممن قتلوا بسبب القصف الصهيونى على غزة، فى مقابل تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة بنفس متطلبات الأيام الست الماضية. وكانت كتائب القسام قد طلبت قبل الاتفاق على تمديد الهدنة من قواتها العاملة البقاء على جاهزية قتالية عالية فى الساعات الأخيرة من التهدئة تحسبًا لتجدد القتال فى حال عدم تجديدها والبقاء على ذلك ما لم يصدر بيان رسمى يؤكد تمديد التهدئة.

من جهتها، أعلنت الخارجية القطرية فى بيان أن تكثيف الجهود مستمر بهدف الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار فى قطاع غزة. يأتى ذلك رغم بعض العقبات التى واجهت الوسطاء فى التوصل إلى اتفاق بين حركة حماس وإسرائيل لتمديد الهدنة التى أسفرت حتى الآن، بعد 6 أيام عن تبادل عشرات الأسرى بين الطرفين. 

من جانبه، أكد وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن أمس أن التهدئة الموقتة بين إسرائيل وحماس «تؤتى ثمارها» ويحب أن تستمر. وقال بلينكن خلال اجتماع مع الرئيس الإسرائيلى إسحق هرتسوج فى تل أبيب: «شهدنا خلال الأسبوع الماضى تطورات إيجابية للغاية فيما يتعلق بعودة الرهائن والتئام شملهم مع عائلاتهم». وكتب بلينكن على منصة «إكس»: «أسعدنى أن أرى وجود أمريكيًا آخر بين الرهائن المحررين فى غزة». 

وكان بلينكن الذى يزور الشرق الأوسط للمرة الثالثة منذ بدء الحرب قال قبل وصوله إلى المنطقة إن جولته ستركز على تمديد الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس لضمان إطلاق سراح مزيد من الرهائن ومواصلة وصول المساعدات إلى قطاع غزة.

من جهه أخرى، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن امتنانها لحماس بعد إطلاق سراح رهينتين روسيتين وقالت إنها تعمل على إطلاق سراح المواطنين الروس الآخرين الذين تحتجزهم الحركة الفلسطينية فى غزة. وجاء البيان بعد يوم من إطلاق حماس سراح روسيتين قالت إنها خطوة «تقديرًا» للرئيس فلاديمير بوتين.

وفى رسالة بمناسبة اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطيني، شدد الرئيس الصينى شى جين بينج على ضرورة استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية فى أسرع وقت ممكن، ويجب تطبيق حقوق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته والبقاء والعودة فى أسرع وقت ممكن.

وفى غزة، أطلقت قوات الاحتلال قذائفها على حى النصر وأطراف حى الشيخ رضوان، بمدينة غزة. وكثف طيران الاحتلال تحليقه فى خان يونس والمنطقة الوسطى، وكذلك تنفيذ عمليات إطلاق نار من أبراج المراقبة العسكرية على طول الحدود الشرقية لخان يونس تجاه منازل المواطنين.ومن بين الخروقات أيضا أن البحرية الإسرائيلية أطلقت قذائفها باتجاه ساحل مدينة خانيونس والمنطقة الوسطى، إضافة إلى اصطفاف العشرات من الآليات العسكرية الإسرائيلية فى محيط حى الشيخ رضوان، وتوجيه قذائف نحو بعض منازل المواطنين.

من جانبه، قال محمود بصل المتحدث باسم الدفاع المدنى فى غزة  إن قوات الدفاع المدنى كانت ومازالت تبذل قصارى جهدها لإخراج آلاف الجثث والمفقودين أسفل الركام الناجم عن عمليات القصف الإسرائيلى على القطاع. وأضاف محمود بصل أن حجم الدمار فى القطاع كبير، سيما الطرق والمنازل، نتيجة الاستهدافات المتواصلة التى شهدها القطاع نحو الـ 50 يومًا الماضية، تاركة خلفها دمارًا هائلًا.