فى المناظرة الأولى أمام ترامب.. بايدن يخيب آمال الديمقراطيين

توابع متباينة لنتائج المناظرة الأولى بين الرئيس بايدن والمرشح الرئاسى ترامب
توابع متباينة لنتائج المناظرة الأولى بين الرئيس بايدن والمرشح الرئاسى ترامب

مروى حسن حسين

فى مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، إحدى الولايات التى يُرجح أن يكون لها تأثير فى الانتخابات، جرت أول مناظرة قد تُشكل منعطفا فى انتخابات 2024 الرئاسية، والتى يعتبرها الكثيرون انتخابات وجودية ستقرر بقاء الديمقراطية الأمريكية أم لا.

سعى الرئيس الديمقراطى جو بايدن وسلفه الجمهورى دونالد ترامب خلال المناظرة، لكسب دعم الناخبين المترددين وتعزيز مواقفهم أمام الجمهور الأمريكى.

اقرأ أيضًا | سقطت ورقة التوت عن أكذوبة «الجيش الأكثر أخلاقية».. صرخات الفلسطينيين تكشف إرهاب الاحتلال.. وشهادات مروعة توثق الانتهاكات

وبينما كان كل من بايدن «81 عاما» وترامب «78 عاما» يسعيان لإحراز نقطة للانطلاق منها والتقدم فى سباق تظهر استطلاعات الرأى منذ أشهر أنهما متقاربان تماما، تعرض الاثنان لضغوط لإظهار تمكنهما من التعامل مع مختلف القضايا وتجنب أى زلات فى الحديث.

اتسمت المناظرة الرئاسية الأمريكية التى جرت قبل أن يتم ترشيح كل منهما رسميًا - بالشراسة إلا أن تبادل الإهانات والشتائم كان سمة بارزة فى اللقاء الساخن، الذى استمر 90 دقيقة.

تجادل بايدن وترامب حول من يستطيع أن يقدم أداء أفضل للأمريكيين خلال السنوات الأربع المقبلة فى مجموعة واسعة من القضايا، من الاقتصاد إلى تغير المناخ إلى الهجرة والسياسة الخارجية. واتهم كل منهما الآخر مرارًا - بالكذب، وتبادلا الاتهامات والهجمات بشأن قضايا مثل الإجهاض، وطريقة إدارة الاقتصاد، والحرب فى أوكرانيا وغزة.

وبدا بايدن مترددا فى بعض الأحيان وتعثر فى الحديث أكثر من مرة، وكان أداؤه غير مستقر، وقدم نوع الخطاب الذى كان يخشاه الديمقراطيون، حيث افتقر للنشاط والقوة وبدا فى بعض الأحيان يفقد تسلسل أفكاره ويكافح من أجل تهدئة المخاوف بشأن عمره. فى المقابل، تمكن ترامب على نحو غير معهود، من الحفاظ على رباطة جأشه خلال عرض مليء بالإهانات والتناقضات السياسية. وتجنب ترامب تقديم إجابات مباشرة على الأسئلة المطروحة. وقد سمحت هذه المواجهة للخصمين بتسليط الضوء على نقاط ضعف كل منهما.

كانت المهمة الأكثر أهمية لبايدن ليلة الخميس هى تهدئة مخاوف الناخبين بشأن أكبر نقاط ضعفه - عمره - وتحويل الانتخابات لاستفتاء على ترامب، ولكنه فشل فى ذلك أمام المرشح الذى يهاجمه بانتظام بسبب عمره. ورأت صحيفة وول ستريت جورنال أن العمر يعد من أهم القضايا التى تشغل أذهان العديد من الناخبين، حيث بدا بايدن أكبر سنًا فى العرض الذى قدمه خلال أمسية مرهقة أمام جمهور تليفزيونى كبير.

إلى جانب عيوب بايدن الجسدية والصوت الذى خذله، لم يكن من الواضح ما هى الأهداف التى دخل المناظرة لتحقيقها فكانت رسالته مشوشة على عكس لقائهما الأول قبل أربع سنوات، عندما وضع بايدن سجل ترامب تحت المجهر وقدم رؤية أكثر تفاؤلاً للبلاد.

طوال المناظرة، كانت استراتيجية بايدن الهجومية تتمثل فى اتهام ترمب بالكذب. وكان بايدن حريصًا على تناول أحداث 6 يناير 2021، ولم يتطرق ترامب للرد بشكل مباشر، بل وصف كيف كانت البلاد، فى ذلك الوقت «تتمتع بحدود عظيمة»، وأننا «كنا مستقلين فى مجال الطاقة»، وأن الولايات المتحدة كانت تتمتع «بأدنى الضرائب على الإطلاق».

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن ترامب شن هجمات عدوانية ومضللة بشكل متكرر ضد الرئيس المهتز بايدن. وأشارت إلى أن أداء بايدن كان ضبابيًا ومفككا، حيث تحدث بسرعة وبدا فى بعض الأحيان وكأنه يتمتم بكلماته. استغل ترامب اهتزاز بايدن وعثراته المبكرة للتأكيد على تساؤلات الجمهوريين حول القدرة العقلية للرئيس.

ليس هناك شك فى أن ترامب سيتعامل مع الحرب فى غزة بشكل مختلف كثيرًا عن بايدن. لم يذكر ترامب ما إذا كان سيدعم إقامة دولة فلسطينية، لكنه أصر على أن هجوم حماس فى 7 أكتوبر داخل إسرائيل «لم يكن ليحدث أبدا» لو كان فى البيت الأبيض.

تعثر بايدن فى الإجابة عن مشكلة الهجرة، لكن ترامب لم يجب بشكل مباشر على سؤال حول شكل الحملة الصارمة التى وعد بها ضد الهجرة وبدلاً من ذلك، ركز على انتقاد بايدن، وقال إنه يتحمل اللوم عن الجرائم التى ارتكبها المهاجرون غير الشرعيين منذ توليه منصبه.

ركز ترامب على انتقاد سياسة بايدن الخارجية منها انسحابه الفاشل من أفغانستان، وتشجيعه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على غزو أوكرانيا، وإيران التى «أفلست» خلال رئاسته، أطلق بايدن سراحها لتشن حربا بالوكالة ضد إسرائيل.

كما حاول ترمب استقطاب الناخبين السود واللاتينيين الذين يعتمد عليهم بايدن وأبرزت صحيفة واشنطن بوست.

التناقض المذهل بين طاقة ترامب وحيويته وكفاح بايدن لتوصيل نقاطه بطريقة موجزة ومفهومة. فى حين تهرب ترامب من العديد من الأسئلة المباشرة وأطلق سلسلة من الأكاذيب التى لم يتم التحقق منها من قبل المشرفين على المناظرة.

كان أنصار بايدن يأملون أن تؤدى المناظرة لتبديد المخاوف من عمر بايدن لكن صوته وأداؤه المتردد ضد منافسه الجمهورى دونالد ترامب فعل العكس، فقد كانت ليلة سيئة بالنسبة لبايدن. ووفقا لاستطلاع أجرته شبكة «سى إن إن» الأمريكية، جاءت نسبة المراقبين الذين أشاروا إلى أن أداء ترامب كان أفضل حوالى 67% مقابل 33% قالوا إن أداء بايدن كان أفضل وبدأ بعض الديمقراطيين مطالبة بايدن بالتنحى حتى يتمكن الحزب من ترشيح مرشح آخر أمام ترامب. ووفقا لشبكة «إيه بى سى نيوز» الأمريكية، فإن خيارات التبديل محدودة، فإذا لم يختر بايدن المغادرة بمحض إرادته، سيتعين أن يكون هناك ثورة بين مندوبى المؤتمر الوطنى الديمقراطى، الذين تم انتخاب الغالبية العظمى منهم بناء على تعهدهم بترشيح بايدن.

لم يتقدم أى منافس ديمقراطى لخوض الانتخابات ضد بايدن، وفى هذه المرحلة من الحملة سيتعين عليه أن يقرر التنحى إذا اختار الديمقراطيون مرشحًا آخر. كما أثيرت تساؤلات حول مدى أهلية ترامب للمنصب بعد إدانته الشهر الماضى فى نيويورك بتهمة التستر على مدفوعات مالية لنجمة إباحية، وجهوده لإلغاء انتخابات 2020، وفترة ولايته الفوضوية فى منصبه. ومن المقرر أن يصدر الحكم عليه فى 11 يوليو، قبل أيام فقط من اجتماع حزبه لترشيحه رسميا. ولا يزال يواجه ثلاث لوائح اتهام جنائية أخرى، على الرغم من أنه من غير المرجح أن يصل أى منها إلى المحاكمة قبل نوفمبر.