من أهالى غزة للمصريين:نُشهد الله أن مصر لم تُقصّر

نأمل فى وقف دائم لإطلاق النار.. وحرب الانتقام أنهكت الإنسانية

الأطباء المصريون فى معبر رفح يستقبلون الجرحى
الأطباء المصريون فى معبر رفح يستقبلون الجرحى

راحة نفسية بعد تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة.. حيث اختفى الطيران..ولم يعد هناك شهداء.. لكن الخوف من القادم يظل دفينا بداخلهم تلك هى مشاعر الفلسطينيين الذين قدموا الشكر لمصر وقطر على جهودهما كوسطاء فى تحقيق تمديد الهدنة يومين اضافيين لتصبح 6 ايام بنفس الشروط، وربما يكون هناك زيادة فى الايام القادمة، كلهم امل فى أن تحقق جهود الوساطة والتوصل إلى وقف إطلاق النار بعد كل هذا الدمار والمجازر التى اوقعت الاف الضحايا ما بين شهيد وجريح.


من أمام معبر رفح البرى فى الجانب المصرى، وقف العشرات فى انتظار دورهم للدخول إلى قطاع غزة حيث استطلعت «الاخبار» اراءهم فى العودة إلى ديارهم، كما تواصلت مع آخرين ممن تمكنوا من الوصول إلى ديارهم بعد الدخول عن طريق معبر رفح البرى.


المسن ابو شادى 70عاما من دير البلح قال نحن لا نملك الا الصبر على المحن والشدائد التى المت بالفلسطينيين بعد عدة حروب مرت بنا، كان آخرها أشد وطأة ووحشية..نسأل الله السلامة ولجهود الوساطة التى تقوم بها مصر السداد والتوفيق.
ووصف ابو عادل من خان يونس والذى كان عالقا فى مصر عقب عودته إلى اسرته، ان الوضع صعب جدا فى قطاع غزة لا شيء يمكن الحصول عليه بسهولة ويسر.. انها أصعب حرب مرت على قطاع غزة.. هى حرب انتقام وانتهاكات لحقوق الإنسان.
وقال إن الكل هنا يتسارع فى توفير الأغطية للوقاية من برد الشتاء فى ظل ندرتها بسبب إغلاق المعابر، وان ما تم إدخاله من مساعدات قد ساهم فى سد جزء من الاحتياجات، لكن هناك التزامات واحتياجات تتطلبها الأسر النازحة لاتكفى المدة التى سيقضونها فى الخيام جنوب غزة.


الكل يأمل فى توقف المعركة والتى كانت مدمرة على اهالى غزة..وعودة المواطنين فى مخيمات الشمال ويعيشون على أمل أن تواصل مصر جهودها من أجل تحقيق امنيات الشعب الفلسطينى وذلك بوقف فورى ودائم لاطلاق النار.. أمامنا وقت طويل حتى نعيد ما دمره الاحتلال، ونشهد الله أن مصر والمصريين لم يقصروا معنا فى شيء ونشكر القائد الرئيس عبد الفتاح السيسى على استقبالنا وتلقى الجرحى اهتماما ورعاية طبية فائقة.


وقالت أم داود من مخيم البريج، والتى كانت عالقة فى الاراضى المصرية، أن عددا كبيرا من الفلسطينيين النازحين القوا النظرة الأخيرة على اطلال منازلهم للحصول على ملابس لاطفالهم واغطية تقيهم برد الشتاء، حيث عادوا مرة أخرى للنزوح إلى الخيام جنوب غزة، مع اقتراب انتهاء مدة الهدنة بعد تمديدها، حيث استمدوا الأمل فى الحياة بعد زيارة اطلال منازلهم، بينما فضل اخرون نصب خيام أمام منازلهم او الاحتماء بالجدران التى تهدم جزء منها، فلم يعد هناك شىء يخافون عليه، بعد ضياع حصاد السنين، وقدمت الشكر للرئيس السيسى على جهوده المستمرة من أجل تحقيق الهدنة والأمل فى استمرارها ووقف إطلاق النار حتى لا يقع ضحايا آخرون بين المدنيين.
ولفت أبو هنية عقب دخوله من مصر إلى خان يونس بقطاع غزة، أنه لم يعد هناك طاقة ولا تحمل.. نتمنى ان تنتهى المعركة عن قريب الناس مخنوقة.. تحركت للشراء، لتوفير

لا نملك إلا الصبر.. ونستمد الأمل فى الحياة من أطلال المنازل

جزء من احتياجات الأسرة لكن الخوف يلاحقنا والهواجس تلازمنا خوفا من تجدد الحرب. وقال إن هناك أسرا تفقدت منازلهم فى مناطق شمال غزة المستهدفة، لكنهم عادوا مرة اخرى إلى مناطق النزوح، فى مخيم جباليا وتل الهوى والان نسعى إلى إقامة مأوى متواضع باستخدام الأخشاب، ليقينا من البرد القارص والامطار ،وذلك فى محيط منطقة معهد ناصر الطبى خاصة بعد نزوح السكان من المنطقة الشرقية لخان يونس. وقالت أم هانى، والتى تمكنت من العودة من مصر إلى قطاع غزة انها وجدت منزلها مدمرا بسبب عمليات القصف وقد نزحت اسرتها من شرق خان يونس بعيدا عن مرمى القصف وقد شاهدت عشرات الأسر التى عادت إلى منازلهم حيث قام البعض بإزالة الركام من على الدولاب والتقاط قطع الملابس التى أجبروا على تركها وراءهم عندما نزحوا إلى أماكن اخرى هربا من جحيم الحرب، وقالت نتمنى أن تضغط مصر على الأطراف المعنية بعدم استهداف المدنيين بعد أن ضاع جيل بأكمله تقريبا من الأطفال والسيدات ممن ليس لهم ذنب فيما يحدث فى الصراع الدائر فى المنطقة.


ام زياد، جاءت مرافقة لابنها الذى اصيب بكسور بسبب انهيار المنزل قالت تم تحويلى من مستشفى ناصر الطبى إلى مصر..وقدم الأطباء فى العريش الرعاية الطبية، وتقول ان ايام الهدنة سمحت بتجديد الاتصالات، حيث تمكنت من التواصل مع باقى أفراد أسرتى وتضيف بصوت مخنوق فقدنا منزلنا وهم يقيمون الان فى خيام النازحين، وبصوت مخنوق قالت، كفانا حزنا على ماراح من ضحايا.. وفى نفس السياق.. تم ادخال 7 شاحنات وقود جديدة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح منها 3 سولار، و4 شاحنات غاز للطهى ،كما تم ادخال 200 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والأدوية والمستلزمات الطبية.


وقد ارسلت سلطنة عمان مساعدات إنسانية وإغاثية إلى الشعب الفلسطينى تضامنا معه فى الأزمة التى يمر بها بسبب الحرب على قطاع غزة.والتى سيتم تسليمها عن طريق الهلال الأحمر المصرى إلى نظيره الفلسطينى. وقال الدكتور خالد زايد رئيس فرع الهلال الأحمر المصرى بشمال سيناء ان المساعدات تتضمن نحو 100 طن من المواد الغذائية المتنوعة والتى تم نقلها عن طريق 5 طائرات ،عبر الجسر الجوى إلى مطار العريش الدولى وتقدم الهيئة العمانية للأعمال الخيرية هذه المساعدات إلى الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، والتى سيتم إدخالها عبر معبر رفح البرى، وتسليمها للهلال الاحمر الفلسطينى لتوزيع المساعدات على مراكز الايواء. وتعد الطائرات الخمس هى الدفعة الأولى من المساعدات الإغاثية العمانية الإنسانية وسوف تليها دفعات أخرى، وتشكر الهيئة جميع من ساهم فى هذا العمل الإنسانى الخير ودعمهم الدائم للأشقاء فى فلسطين.