مدير مكتب وكالة «وفا» بالقاهرة: مجهودات مصر في إدخال المساعدات والهدنة مدعاة للفخر

علي وهيب
علي وهيب

اعتبر الإعلامي علي وهيب، مدير مكتب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بالقاهرة، أن مجهودات الدولة المصرية مدعاة للفخر ليس فقط في إدخال المساعدات بل أيضًا في التفاصيل الدقيقة للتوصل للهدنة والتوسط بين كافة الأطراف ثم ضمان تماسكها واستمراريتها في وقت دقيق للغاية.

وأكد وهيب أن الدولة المصرية كانت محل ثقة من جميع الأطراف وتواصلت مع الجميع وكانت الضمانة الحقيقية إنجاح تلك الهدنة ولولاها لإنهارت في يومها الثاني بعد تأزم المفاوضات وتلويح تل أبيب بالعودة للقصف مجددًا. 

وأشار وهيب إلى أنه بمساع مصرية استطاعت أكثر من 100 شاحنة مساعدات مصرية أن تدخل بلوحات مصرية إلى شمال قطاع غزة بشكل مباشر دون الانتظار في الجنوب، مضيفًا: "وهذا أعتبره إنجازًا إضافيًا تحققه الجهود والمساعي المصرية".

وقال وهيب: "مصر تسعى خلال الفترة المقبلة إلى إجراء مباحثات مع الطرفين بهدف مد أيام الهدنة والإفراج عن مزيد من الأسرى والرهائن وهناك مؤشرات إيجابية للغاية تحدث الآن"، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني يعول على الدبلوماسية المصرية التي تعد صمام الأمان الآن للفلسطينيين.

ويتواصل اتفاق الهدنة الإنسانية الموقع بين حركة "حماس" والحكومة الإسرائيلية، وذلك لمدة أربعة أيام تنتهي مع انقضاء يوم غدٍ الاثنين، ضمن صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي.

وجرى يوم الجمعة أول عملية تبادل للأسرى ضمن صفقة المقاومة مع الاحتلال الإسرائيلي، حيث جرى مبادلة 39 أسيرًا فلسطينيًا من الأطفال والنساء مقابل 24 محتجزًا ضمن الرهائن لدى كتائب القسام، بينهم 13 إسرائيليًا و11 عاملًا تايلانديًا.

وبدأت عملية سريان الهدنة الإنسانية في قطاع غزة، والتي تم الاتفاق عليها بين الحكومة الإسرائيلية وحركة "حماس"، وذلك بعد ما يقرب من 50 يومًا من العدوان الإسرائيلي على غزة في أعقاب عملية "طوفان الأقصى"، التي شنتها المقاومة الفلسطينية في الداخل الإسرائيلي المحتل.

وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، يوم الأربعاء الماضي، أنه بعد مفاوضات صعبة ومعقّدة لأيَّام طويلة، توصّلت إلى إتفاق هدنة إنسانية لوقف إطلاق نار مؤقت  لمدة أربعة أيام، بجهود قطرية ومصرية حثيثة ومقدّرة.

ونصت بنود اتفاق الهدنة على وقف إطلاق النار من الطرفين، ووقف كل الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال في كافة مناطق قطاع غزة، ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة في قطاع غزة، وإدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية و الوقود، إلى كل مناطق قطاع غزة، بلا استثناء شمالًا وجنوبًا.

كما نصت على إطلاق سراح  50 من محتجزي الاحتلال من النساء والأطفال دون سن 19 عام، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال من أبناء الشعب الفلسطيني من  سجونه الاحتلال دون سن 19 عامًا وذلك كله حسب الأقدمية.

كما جرى الاتفاق على وقف حركة الطيران في (الجنوب)على مدار الأربعة  أيام، ووقف حركة الطيران في (الشمال)  لمدة 6 ساعات يوميا من الساعة 10:00 صباحا حتى الساعة  4:00 مساء، وخلال فترة الهدنة يلتزم الاحتلال بعدم التعرض لأحد أو اعتقال أحد في كل مناطق قطاع غزة، إلى جانب ضمان حرية حركة الناس ( من الشمال إلى الجنوب ) على طول شارع صلاح الدين.

وقالت حركة "حماس" في بيانها، "إنَّ بنود هذا الاتفاق قد صيغت وفق رؤية المقاومة ومحدداتها التي تهدف إلى خدمة شعبنا وتعزيز صموده في مواجهة العدوان، وعينُها دوماً على تضحيَّاته ومعاناته وهمومه، وأدارت تلك المفاوضات من موقع الثبات والقوة في الميدان، رغم محاولات الاحتلال تطويل أمد المفاوضات والمماطلة فيها".

وشددت قائلةً: "إننا  في الوقت الذي نعلن فيه  التوصل لاتفاق الهدنة، فإننا نؤكد أن أيدينا ستبقى على الزناد، وكتائبنا المظفرة ستبقى بالمرصاد للدفاع عن شعبنا ودحر الاحتلال والعدوان".