حريات

البطل

رفعت رشاد
رفعت رشاد

من يصنع التاريخ؟ إنهم الأبطال. ما دور البطل؟ ينقذ الأمة ويخرجها من أزماتها، هو الفارس المغوار الذى يتقدم الصفوف ويقهر الأعداء. إن البطل يصبح بطلا لأنه يبطل العظائم ويزيلها بشجاعته ويجعلها باطلا زائفا. إنه بطل لأن الأشداء يبطلون أمامه ولا يساوون عنده شيئا. 

إن البطولة معنى من المعانى الجليلة العظيمة التى يتعذر تحديد تعريف لها، لكن لو ذكرت أمام أى منا كلمة «بطل» لبرقت ولمعت معانيها فى عقله، كذلك لو ذكرت كلمة حرية أو كلمة ديمقراطية، مثل هذه الكلمات تحدث فى العقل تأثيرا غير تقليدى فهى تعبر عن معان يدركها من يسمعها، فتتوالى الصور فى عقله مجسدة المعانى التى يذهب إليها خياله. 

قديمًا كان البطل من يقتل الأعداء ويسفك الدماء ويقضى على الخصوم ويبرع فى استخدام السيف وكل أنواع الأسلحة. فى العصور الوسطى انضم إلى من يوصفون بالأبطال رجال الدين والفكر والفلاسفة عندما تطورت الحياة وصارت هناك نهضة واسعة. فى العصر الحديث صار من الأبطال رجال العلم ورجال الدولة والحكام. ولكل أمة ما يناسبها من الأبطال، ففى بادية العرب وجد عنترة العبسى وفى سهول آسيا كان من الطبيعى ظهور جنكيز خان، وفى ألمانيا يوجد كانط وهيجل وماركس ونيتشه. والبطل يظهر عندما تحتاج إليه الأمة عندما تمر بظروف صعبة، فهو ابن الظروف، ولو تأخرت ولادة الشخص البطل قليلا لما صار بطلا ولو تقدمت ولادته قليلا لما صار بطلا فهو صنيعة الظروف التى تظهر معادن الرجال فيخرج من بينهم البطل. 

إن البطولة كل موقف رائع فذ من مواقف الحياة سببته غاية نبيلة جليلة. والبطل نفحة من روح القدر أرسلها لتحقق للعالم خطوات للأمام وتحسن ما هو موجود، لذلك لا يموت الأبطال، قد تفنى أجسادهم، لكنهم يحيون بأعمالهم وأفكارهم.