"أبو الاقتصاد المصري" .. طلعت حرب يكره السكير والمقامر

 الاقتصاد المصري طلعت حرب
الاقتصاد المصري طلعت حرب

 كتب موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب كلمات مقتضبة عن رائد الاقتصاد المصري طلعت حرب لكنها كلمات حملت الكثير.

وبحسب ما نشرته مجلة آخر ساعة عام 1944 فكتب محمد عبدالوهاب قائلا: طلعت حرب مجموعة غريبة من المتناقضات.. له جلد عظيم على العمل.. له شخصية قوية.. يميل إلى الموسيقى القديمة.

وأضاف: طلعت حرب أيضًا له إرادة قوية.. كل الناس عنده سواء.. يمقت الكذب ويكره كل كاذب.. يكره السكير والمقامر.. لم يكن من السهل على أي إنسان أن يورطه في عمل من الأعمال».

إقرأ أيضاً|صاحب «ثلاجة الموتى»:الجوائز لا تصنع مبدعًا

 

ومحمد طلعت بن حسن محمد حرب اقتصادي ومفكر مصري، كان عضوًا بمجلس الشيوخ المصري، وهو مؤسس بنك مصر ومجموعة الشركات التابعة له.

ويعد أحد أهم أعلام الاقتصاد في تاريخ مصر ولقب بـ«أبو الاقتصاد المصري» فقد عمل على تحرير الاقتصاد المصري من التبعية الأجنبية، وساهم في تأسيس بنك مصر والعديد من الشركات العملاقة التي تحمل اسم مصر مثل شركة مصر للغزل والنسيج ومصر للطيران ومصر للتأمين ومصر للمناجم والمحاجر ومصر لصناعة وتكرير البترول ومصر للسياحة وستديو مصر وغيرها.

وشارك طلعت حرب في ثورة 1919 وبدأت بعدها تتبلور فكرة بنك وطني للمصريين للتحرر من الاحتكار المصرفي الأجنبي، وساهم في إنشاء شركة التعاون المالي بهدف الإقراض المالي للمصريين، ومع انتشار دعوته التف حوله الكثيرون ونجحوا في تأسيس بنك مصر.

وفي عام 1920، وتوالت العديد من المشروعات الاقتصادية الكبرى داخل وخارج مصر، قبل أن يتوفي طلعت حرب عام 1941 في قرية تابعة لفارسكور بدمياط

ولد طلعت حرب في 25 نوفمبر 1867 بمنطقة قصر الشوق في حي الجمالية، وكان والده موظفاً بمصلحة السكك الحديدية الحكومية، وينتمي إلى عائلة حرب بناحية ميت أبو علي من قرى منيا القمح بمحافظة الشرقية.

تخرج طلعت حرب من مدرسة الحقوق عام 1889 والتحق للعمل كمترجم بالقسم القضائي "بالدائرة السنية" ثم أصبح رئيسا لإدارة المحاسبات ثم مديراً لمكتب المنازعات حتى أصبح مديراً لقلم القضايا.

وفي عام 1905 انتقل ليعمل مديراً لشركة كوم إمبو بمركزها الرئيسي بالقاهرة، واستقال منها عام 1909.

وأسندت له إدارة الشركة العقارية المصرية التي عمل على تمصيرها حتى أصبحت غالبية أسهمها في يد المصريين، وفي عام 1905 حصل طلعت حرب على لقب البكوية.

وتقدمت الشركة المالكة لقناة السويس (القنال) في عام 1910، بطلب للحكومة المصرية بتمديد فترة امتياز شركة قناة السويس التي كانت ستنتهي في17 نوفمبر 1968 لمدة 40 سنة أخرى تنتهي سنة 2008.

ووقفت الحكومة البريطانية وسلطة الاحتلال موقف المؤيد لمد الامتياز “خصوصا وقد بدأت الحركة الملاحية بالقناة تتضاعف ضعف ما كانت عليه، إلا أن الحركة الوطنية المصرية بقيادة محمد فريد قادت هجوما كاسحا على طلب المد و قلبت الرأي العام ضده، حتى أن إبراهيم الورداني الذي قام باغتيال رئيس الوزراء بطرس غالي باشا سنة 1910 صرح من ضمن اعترافاته أنه أقدم على فعلته لعدة أسباب منها ما ذكره من سعي بطرس غالي باشا لمد امتياز القناة.

كما ساهم طلعت حرب في حشد الرأي العام لرفض ومعارضة هذا المقترح وأصدر كتابه "مصر وقناة السويس"، مما أدى لقيام مجلس النواب برفض هذا المقترح، وبقي الامتياز قائما بشروطه حتى جاء التأميم 1956 قبل نهاية الامتياز بـ 12 سنة.

المصدر مركز معلومات أخبار اليوم