إنها مصر

الدولة القويـة

كرم جبر
كرم جبر

وضغط الرئيس على كل محاور إحياء القوة:
فلن يحترمك أحد، إلا إذا كان جيشك قوياً وصلباً وعلى أحدث نظم التسليح والتدريب فى العالم، وشهد الجميع فى الداخل والخارج، بأننا نمتلك واحداً من أقوى الجيوش فى العالم وأكثرها تنظيماً وتدريباً.
انهيار الدول يبدأ بانهيار جيوشها الوطنية، وانظروا حولكم شرقاً وغرباً، وكان الجيش المصرى العظيم هو الصخرة التى تحطمت عليها رياح الجحيم العربى.
القوة التى أيقظها الرئيس - أيضاً - هى تعظيم شأن الدول الوطنية، بعناصرها المصرية ذات السمات المميزة، وأهمها الشعب الذى وقف فى ظهر الرئيس أثناء عملية تحرير الوطن، وفى مختلف الأزمات والتحديات.
ويحرص الرئيس على تفعيل منظومة الإبداع: المرأة والشباب، والمرأة بالذات لها فى قلب وعقل الرئيس رصيد لا ينفد من التقدير والاحترام، ويرد لها دائماً الجميل ويدفعها لمقدمة الصفوف، وإذا أردت أن تقيس مدى تقدم دولة، انظر لأحوال نسائها.
القوة حكمة وليست استعراض عضلات، وبغير القوة لا يصل الانسان إلى شيء، والقوة لا تحصل عليها إلا بالقوة، والقوة أن تقف مرفوع الهامة والقامة أمام من يتوقع سقوطك.
"القوة" هى كلمة السر لاسترداد مصر، التى يحترمها الجميع ويعلمون قدرها ويحترمون إرادتها، وبقدر قوتها تعمل الدول لك حساب، ففى دنيا السياسة لا حب ولا كراهية، وإنما أعمل لك حساب أو لا أعمل.
لم يكن ممكناً وقف النزيف إبان أحداث يناير إلا إذا شعر الجميع فى الداخل والخارج، بأن الوطن لن يسقط رغم أن الاشرار ينتظرون السقوط، ولكن اشتد العود وضعف المتربصون.
الرئيس القوى تسرى عزيمته فى كل أرجاء الوطن، ومصر بالذات لا تكون قوية ومتعافية ونافذة، إلا إذا جلس على كرسى حكمها رئيس فيه ملامح عظمتها ومكوناتها المنفردة.
ولم تكتسب مصر قوتها طول سنوات حكم الرئيس من المشروعات والإنجازات فقط، وإنما بإعادة إحياء الأمل، واستدعاء عناصر الخلود والكرامة والكبرياء فى نفوس الناس.
لم تكن الجملة التى يقولها الرئيس فى كل مناسبة "تحيا مصر" مجرد شعار، ولكن تذكير وإلحاح مستمر، بأننا نحيا فى هذا الوطن ويحيا بنا، "نحن" و"هو" معادلة الحياة التى هى اسمها "مصر".
كنا نستيقظ صباحاً على أزمات وننام على كوارث، فى الأمن والاستقرار ومتطلبات الحياة ولم يكن فى جسد البلاد شبر إلا وفيه ضربات وأوجاع.
وكان مقدراً وفقاً لمخططات الشياطين، الوصول بالمصريين إلى حالة الجوع حتى يثوروا، فابتكروا أزمات تلو أزمات فى كل شيء، ابتداء من رغيف العيش حتى الدواء والبوتاجاز وألبان الأطفال واللحوم والدواجن، ولم يتركوا سلعة إلا وتلاعبوا بها.
وكانت مخططات الشياطين تستهدف إسقاط هيبة الدولة، والإقلال من شأنها فى الداخل والخارج، فمرة يتحدثون عن تردى الأمن وعدم قدرة الدولة على حماية الناس، وأخرى عن فقد مكانة مصر خارجياً، ولم يكن ذلك بحسن نية أو لتصحيح الاخطاء، ولكن لضرب الروح الوطنية الأصيلة.
لم يتسلم الرئيس مصر متعافية، ولكن كان فى كل شيء فيها آلام وأوجاع.. مرافق منهارة، ومياه وكهرباء وصرف صحى فى أسوأ الحالات، وخدمات متدنية، والأكثر خطورة ضرب مؤسسات الدولة وأهمها الأمن، والحكم خارج أطر دولة القانون.
وما حدث يشبه المعجزة.

والمجتمعات لا ترقى ولا تسمو ولا تتقدم، إن لم يُزرع فى أبنائها كل معانى الاحترام والأصالة.. واحترامك لنفسك تسرى عدواه فى احترام الآخرين لك.
لم يزرع الرئيس سوى خير، وكان ضرورياً أن يأتى وقت حصاد الخير.