سطور جريئة

نعم هذا الطفل عبقري.. ولكن

رفعت فياض
رفعت فياض

تناولت فى الأسبوع الماضى قضية طفل دمياط العبقرى المقيد حاليا بالصف السادس الابتدائى والذى وافق مجلس الوزراء على التحاقه إما بكلية علوم دمياط أو منحة بجامعة زويل، بعد اجتيازه اختبارات الذكاء، وأكدت أن هذا لايجوز قانونا ـ وأن هناك فرقا بين الذكاء واستيعاب الدراسة التراكمية فى مختلف المواد، وأكدت أنه لابد من تعديل قوانين التعليم العالى والتعليم العام أولا حتى يتم ذلك لكن يمكن التحاق الطفل بالجامعة على الورق فقط وأن نسجل له أى درجات فى أى مواد يجتازها لحين اجتياز مراحل التعليم بعد تعديل القانون وإتاحة الفرصة لمثل هؤلاء الأطفال أن نسرع لهم حصولهم على الشهادات المختلفة من إعدادية وثانوية عامة فى سنوات أقل ثم يتم التحاقه بالجامعة بعد ذلك ووقتها نحتسب له الدرجات التى تم تسجيلها له قبل ذلك فى الكلية التى التحق بها على الورق.
وقد تلقيت رسالة من صديقى د. السيد دعدور رئيس جامعة دمياط السابق حول هذا الموضوع  يقول فيها :
كعادتكم أستاذ رفعت فتحت باب سمينار الفكر التربوى لتداول موضوع الطفل الدمياطى العبقرى، وليس تحيزا منى كدمياطى أراه بالفعل نابغة ويستحق التوقف عنده كحالة فريدة لطفل يسبق فى ذكائه وقدراته الطائفية أقرانه، وفى الوقت ذاته أؤيد رأيكم بشدة بصعوبة إلحاقه بالجامعة حرصا على عدم مخالفة القانون وللحفاظ على النظام التعليمى فى مصر الذى لا يسمح بالالتحاق بالجامعة دون الحصول على الثانوية العامة أو ما يعادلها، مع مراعاة أن من يعادل شهادة الثانوية العامة وزارة التربية و التعليم وليست أية جامعة تابعة لوزارة التعليم العالى. ومن ثم يستحيل أن تقبل جامعة دمياط أو غيرها من الجامعات ملف الطالب الذى يخلو من شهادة الثانوية أو من أية شهادة أخرى فى المرحلة قبل الجامعية.
وأقترح أن يتم إعداد برنامج موازى لأحد تخصصات كلية العلوم يرغب الطفل فى دراسته ويدرس له نفس عدد الساعات والمحتوى العلمى فى مواعيد تلائم دراسته بالمدرسة أى بعد انتهاء اليوم الدراسى له وفى العطلات المختلفة، وإذا نجح فى اختبارات نهاية المستوى الأول ينتقل للمستوى الثانى وهكذا، على ألا يمنح شهادة البكالوريوس ولكن يمنح شهادة إتمام البرنامج الدراسى من مركز الخدمة العامة بكلية العلوم، وبذلك نكون حافظنا على النظام التعليمى فى مصر وفتحنا الباب لأقرانه ممن يمتلكون نفس مستوى ذكائه وقدراته الطائفية، وفى الوقت ذاته منعنا رفع دعاوى بالمحاكم من أولياء أمور يطلبون معاملة بالمثل لأبنائهم الذين يرون فيهم أيضا النبوغ والعبقرية. ومن الجائز أيضا دراسة كيفية طرح شهادات تعادل شهادة الثانوية العامة للعباقرة وإن كنت شخصيا أرى صعوبة ضمان عدم استغلال نفوذ البعض فى مساواة أبنائهم بالعباقرة الحقيقيين.
كان هذا رأى رئيس جامعة دمياط السابق ـ لكن رئيسها الحالى د. حمدان ربيع أكد لى فور أن تواصلت معه بشأن هذه الحالة أننا فى جامعة دمياط وافقنا على الفور على إلحاق الطفل بالجامعة إذا رغب فى ذلك تنفيذا للتعليمات الواردة من مجلس الوزراء ،  وأكد لى رئيس الجامعة أنه عرض الأمر على المستشسار القانونى للجامعة فأجاز له ذلك ـ وأنا لا أعرف على أى قانون استند رئيس الجامعة ليحلل هذا لأن المهم عنده تنفيذ التعليمات فقط ـ وعندما طلبت منه أن يرسل لى رأى هذا المستشار القانونى وافقنى فى البداية لكنه لم يرسله لى حتى الآن بعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع ـ عجبى على رؤساء مثل هذه الجامعات.