غارات هستيرية على غزة قبل الهدنة

الاحتلال يطالب بإخلاء المستشفى الإندونيسى بالكامل تمهيدًا لاقتحامه

نازحون فلسطينيون يتجهون إلى الجنوب
نازحون فلسطينيون يتجهون إلى الجنوب

اعتقال مدير مجمع الشفاء.. ووقف التنسيق مع «الصحة العالمية»

غزة - وكالات الأنباء

كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلى أمس لليوم الـ 48 على التوالى محرقتها الدامية فى قطاع غزة، بشن المزيد من الغارات الهستيرية والأحزمة النارية، وتواصل قصف المنازل على رءوس ساكنيها، وتنفيذ جرائم الإبادة الجماعية، قبيل دخول الهدنة المؤقتة حيز التنفيذ.

ويركّز الاحتلال عدوانه الوحشى على مستشفيات شمالى قطاع غزة، وقال المدير العام لوزارة الصحة فى القطاع منير البرش إن جيش الاحتلال يواصل قصف محيط المستشفى الإندونيسى ويطالب بإخلائه بالكامل خلال 4 ساعات.

وأضاف البرش أن سيارات الإسعاف المحدودة غير قادرة على نقل نحو 200 جريح ما زالوا موجودين فى المستشفى خلال هذا الزمن القياسي، مشيرا إلى أن الطواقم الطبية تضطر لوضع أكثر من 7 جرحى ومرضى فى السيارة الواحدة. كما أوضح أن عملية إخلاء المستشفى بدأت أمس بالفعل، لكن نحو 200 جريح بقوا فى المستشفى لاحتياجهم إلى عناية طبية كبيرة.

وأكد على خطورة تحرك الطواقم الطبية لتنفيذ عملية الإخلاء الكامل. ووصف البرش الوضع فى داخل المستشفى ومحيطه بالكارثى والصعب للغاية، لافتا إلى وجود عشرات الجثث التى يتعذر دفنها بفعل إطلاق النار المتواصل.

جاء ذلك بعدما هدد الجيش الإسرائيلى فجر أمس باقتحام المستشفى الإندونيسى فى بيت لاهيا شمال قطاع غزة خلال ساعات بدعوى احتوائه على «نشاطات عسكرية».

وحذرت إدارة المستشفى الإندونيسى من تكرار سيناريو مجمع الشفاء الطبى فى مدينة غزة، الذى اقتحمته القوات الإسرائيلية الأسبوع الماضي، وأخلت معظم من فيه من مرضى ومرافقين ونازحين.

فى الوقت نفسه، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة فى غزة الدكتور أشرف القدرة أن قوات الاحتلال اعتقلت مدير مجمع الشفاء الطبى الدكتور محمد أبو سلمية وعددا من الأطباء.

وقال الهلال الأحمر الفلسطينى إن جيش الاحتلال أعاق قافلة إجلاء الجرحى من مستشفى الشفاء عند حاجز يفصل شمال غزة عن جنوبها. من جانبها، أدانت حركة حماس بشدة اعتقال مدير مجمع الشفاء، مطالبة الجهات الدولية بما فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية بالعمل على إطلاق سراحه فورًا.

وأعلنت وزارة الصحة بغزة وقف التنسيق بالكامل مع منظمة الصحة العالمية فى مسألة إجلاء باقى الجرحى والطواقم الطبية المتواجدين فى مشفى الشفاء، حتى إشعار آخر.

 فى غضون ذلك، طالب جيش الاحتلال سكان غزة وتحديدا أحياء البلدة القديمة جباليا والشجاعية بإخلاء مساكنهم، والتوجه جنوبًا. وادعى أن «حماس فقدت سيطرتها على منطقة شمال القطاع وتحاول منع المواطنين من الانتقال جنوبا».

ورغم دعوات التوجه جنوبًا، قصفت إسرائيل منزلا فى بنى سهيلا بشرق خان يونس جنوب القطاع مما أسفر عن استشهاد 14 شخصًا وإصابة 13 على الأقل من عائلة واحدة. وأكد سكان المربع السكنى الذى استهدفه القصف أنهم لم يسمعوا صوت أى انفجارات ولكن وجدوا أنفسهم فجأة وسط الدمار.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن ليلة أمس الأول كانت الأعنف منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على غزة فى السابع من أكتوبر الماضى بعدما قصفت إسرائيل أحياء سكنية فى العديد من المناطق فى قطاع غزة مما أوقع عشرات الشهداء والجرحى.

من جهة أخرى، قالت مديرة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) كاثرين راسل إن قطاع غزة بات «المكان الأخطر فى العالم بالنسبة إلى الأطفال».

وأوضحت راسل أمام مجلس الأمن الدولى بعد زيارتها جنوب قطاع غزة أن أكثر من 5300 طفل استشهدوا فى 46 يومًا فقط، أى 115 طفلًا يوميًا خلال أسابيع مشيرة إلى فقدان 1200 طفل، بعضهم على الأرجح لا يزال تحت الأنقاض التى خلفها القصف.