تعد زيارة أورسولا فون دير لاين رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبى لمصر يوم السبت الماضى 18 نوفمبر واستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى لها بالقاهرة بحضور سامح شكرى وزير الخارجية وكبار مسئولى المفوضية الأوروبية من أبرز الأحداث التى مرت بها المنطقة فى الفترة الأخيرة ..
وكالعادة أكد الرئيس السيسى على موقف مصر بضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار فى غزة وحماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات الإغاثية لأهلنا فى القطاع الذين يتعرضون لمعاناة إنسانية هائلة ، وشدد الرئيس على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولى بمسئولياته وتنفيذ قرارى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة فى هذا الشأن ، وركز الرئيس مع رئيسة المفوضية الأوروبية على مستجدات التصعيد العسكرى الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية مستعرضاً الجهود التى تقوم بها مصر فى ذلك السياق إلى جانب استقبال المصابين الفلسطينيين وإجلاء الرعايا الأجانب ..
ومن جانبها عرضت رئيسة المفوضية الأوروبية تقييمها لتطورات الأوضاع فى غزة ، وأكدت تقدير الاتحاد الأوروبى البالغ للدور الجوهرى الذى تقوم به مصر فى هذا الصدد ..
وشدد الرئيس السيسى فى اللقاء على رفض مصر القاطع تهجير الفلسطينيين سواء بالنزوح داخلياً أو بالتهجير خارج أراضيهم لاسيما إلى الأراضى المصرية فى سيناء ، وهو ما اتفقت عليه رئيسة المفوضية الأوروبية ، مؤكدة أن الموقف الأوروبى هو رفض التهجير ..
وأكد الجانبان أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية يكمن فى تحقيق السلام الشامل والعادل على أساس حل الدولتين وفقاً للمرجعيات الدولية المعتمدة ..
وقد قامت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية عقب لقائها الرئيس السيسى بزيارة العريش لتسليم المساعدات التى أقرتها المفوضية الأوروبية لأهالى القطاع ، وقالت أورسولا فون لاين : « نشكر مصر على جميع المجهودات الإنسانية من استقبال الجرحى وعلاجهم بمصر مؤكدة أن مصر تقوم بدور كبير لوقف الصراع الحادث فى غزة ، وأنا سعيدة كونى قادرة على تسليم المساعدات ونطالب بوقف التصعيد فى قطاع غزة ومصر شريك رئيسى فى تلك الجهود ، موضحة أنه تم تجميع 50 طناً من المساعدات للجانب الفلسطينى ولابد من زيادة حجم المساعدات « .
وجدير بالذكر أنه كان باستقبال رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبى بمطار العريش وفد رفيع المستوى برئاسة اللواء الدكتور محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء ..
وفى نفس السياق تلقى الرئيس السيسى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى إطار التشاور المستمر بين الجانبين المصرى والفرنسى بشأن التصعيد فى قطاع غزة .. وتبادل الرئيسان وجهات النظر بشأن التطورات الأخيرة ..
واستعرض الرئيس السيسى رؤية مصر الثابتة بشأن ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار والتوسع فى إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع مستعرضاً أيضا الجهود المصرية لاستقبال المصابين الفلسطينيين وإجلاء الرعايا الأجانب ..
وقد اتفق الطرفان على أهمية إيجاد حلول عاجلة للأزمة الحالية والتحرك لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية ، مع تأكيد أهمية البدء فى عملية سياسية شاملة بهدف الوصول إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين ، كما استقبل الرئيس وزير القوات المسلحة الفرنسى يوم السبت الماضى بالقاهرة فى حضور الفريق أول محمد زكى وزير الدفاع والإنتاج الحربى ، وجاء اللقاء فى إطار حرص الجانب الفرنسى على إطلاع الرئيس على نتائج جولته الإقليمية خلال الأيام الماضية ، وذلك فى ضوء المساعى الدولية لتهدئة الأوضاع فى المنطقة ، وإهتمام الجانب الفرنسى بالتنسيق مع مصر فى هذا الصدد نظراً للعلاقات الوثيقة بين البلدين والدور المحورى لمصر على المسارين السياسى والإنسانى لحقن دماء الأشقاء الفلسطينيين فى قطاع غزة والتوصل لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين وإنفاذ المساعدات الإنسانية لأهالى غزة ..
ومن ناحية أخرى أكد كريستوف ديلوار الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود فى حوار مع صحيفة « موندو « الإسبانية أنه لم ير قط مقتل هذا العدد الكبير من الصحفيين خلال فترة قصيرة كهذه مثلما يحدث فى الحرب بين إسرائيل وحماس .. وكانت مراسلون بلا حدود قد أعلنت أنها رفعت فى 31 أكتوبر الماضى دعوى أمام المحكمة الجنائية الدولية بشأن ارتكاب « جرائم حرب « بحق صحفيين خلال الحرب بين حماس وإسرائيل منذ 7 أكتوبر .. وأوضحت المنظمة أن الدعوى تتعلق بثمانية صحفيين فلسطينيين قتلوا فى قصف إسرائيلى على مناطق مدنية فى غزة ، وصحفى إسرائيلى قُتل يوم 7 أكتوبر كما تشير الدعوى أيضا إلى التدمير المتعمد الكلى أو الجزئى لمكاتب أكثر من 50 وسيلة إعلامية فى غزة ..
