فى الصميم

نتنياهو يقتل الإسرائيليين أيضًا!!

جلال عارف
جلال عارف

رغم المجازر غير المسبوقة التى تواصل الصهيونية النازية ارتكابها ضد شعب فلسطين بدعم أمريكا ودول الغرب، فإن كابوس ما جرى فى ٧ أكتوبر الماضى سيظل يطارد إسرائيل مهما ذبحت من أطفال، ومهما دمرت فى غزة والضفة، ومهما ارتكبت من جرائم حرب سيأتى يوم الحساب عليها حتمًا.


تحاول إسرائيل بجرائمها النازية أن تتجاوز فضيحة ٧ أكتوبر فتغرق فى بحر من الفضائح وهى تقتحم المستشفيات وتقاتل الأطفال الرضع وتقتلهم. وتحاول إسرائيل أن تتجاوز الفشل السياسى والعسكرى والمخابراتى فى ٧ أكتوبر، فتنتقل من فشل إلى فشل رغم كل ما تتلقاه من دعم أمريكى وأوربى غير مسبوق يصر حتى الآن على استكمال المجازر ضد الشعب الفلسطينى، ويحول الغرب إلى شريك كامل فى الجريمة.


ورغم أن محاسبة المسئولين الإسرائيليين عن الفشل المريع فى ٧ أكتوبر مؤجلة، حتى نهاية الحرب، إلا أن التحقيقات فى الفضيحة لم تتأجل، والنتائج بدأت تتسرب للإعلام لتزيد من حجم الفضيحة، وتجعل من سقوط نتنياهو وزعماء عصابات الارهاب فى حكومته وباقى القيادات العسكرية والمخابراتية أمرًا حتميًا، ولن تستطيع المجازر التى يقومون بارتكابها الآن ضد الشعب الفلسطينى أن تعفيهم من هذا المصير.


ما نشرته صحيفة «هآرتس» بالأمس عن تحقيقات الشرطة فى أحداث ٧ أكتوبر يؤكد أن الفشل الإسرائيلى كان أكبر من كل التصورات. قالت الصحيفة إن عددًا كبيرًا من القتلى الإسرائيليين الذين كانوا يشاركون فى مهرجان فنى قد قتلتهم طائرة إسرائيلية بالخطأ، وأن مقاتلى حماس لم يكن عندهم علم بهذا المهرجان وأن التحركات العسكرية الإسرائيلية هى التى قادتهم إليه!!.. وقد سبق لصحيفة «يديعون أحرونوت» أن أشارت إلى هذه الوقائع، وقالت إن الجثث المتفحمة التى عثر عليها لم تكن ضحية «حماس» بل ضحية قصف خاطئ بأسلحة لا توجد عند المقاومة. لكن الجديد هنا أن «هآرتس» قالت إن الشرطة أكدت وجود الطائرة أو الطائرات الإسرائيلية فى مكان الحادث وفى نفس التوقيت، وهو ما كانت تنفيه المصادر الرسمية تهربًا من المسئولية.
الجديد أيضًا أن مكتب نتنياهو سارع للتحرك خوفًا من زيادة الغضب الشعبى ومن تحميله هو وباقى القيادات العسكرية والسياسية المسئولية عن تضخم عدد الضحايا الإسرائيليين فى ٧ أكتوبر، وعن تفحم ٢٠٠ جثة بقنابل طائرات إسرائيل (ولو عن طريق الخطأ).. سارع مكتب نتنياهو للتصريح بأنهم اكتشفوا فجأة - وبعد نشر نتائج تحقيقات الشرطة - أنهم أخطأوا حين قالوا إن عدد القتلى الإسرائيليين فى ٧ أكتوبر كان ١٤٠٠، بينما الحقيقة - كما اكتشفها أخيرًا مكتب نتنياهو - أن العدد هو ١٢٠٠ فقط.. لأن الجثث المتفحمة التى بلغ عددها ٢٠٠ جثة هى - وفقًا للاكتشاف الجديد - ليست لإسرائيليين، وإنما لمن يسميهم مكتب نتنياهو «مخربين من حماس»!!


نتنياهو انتهى سياسيًا فى ٧ أكتوبر، لكنه مازال يحكم، ويقتل، ويكذب، ويقود المنطقة كلها إلى الانفجار..  لأن هناك فى واشنطن من يعتمد كل أكاذيبه على أنها الحقائق التى اعتمدتها مخابرات أمريكا وصدق عليها البيت الأبيض!!