رسائل المثقفين العرب إلى غزة

د. زاهى حواس .. عالم آثار مصرى يكتب :أنتم الغالبون

زاهى حواس
زاهى حواس

أهلنا في غزة، لقد روت دماؤكم ودماؤنا تلك الأرض منذ أكثر من سبعة عقود ولا تزال، ولم يستطع عدوكم وعدونا أن يرفع لنفسه راية عليها رغم كل تلك القوة الغاشمة التي يمتلكها. سيذكر التاريخ أنه لم يستطع أن يطأ بقدمه أرضكم إلا بعد أن قذف بيوتكم ومساجدكم وكنائسكم ومدارسكم ومستشفياتكم بآلاف الأطنان من المتفجرات والقنابل الحارقة والأسلحة المحرمة، وقبل كل هذا كان في حاجة إلى بوارج حربية وحاملات طائرات وغواصات نووية تأتيه لتسانده وتدعمه ضدكم وأنتم الشعب الأعزل! لقد كشفت دماء شهدائنا في غزة مدى ضعف وجبن وخسة هذا العدو الصهيوني. لقد أسقطت الدماء البريئة الطاهرة آخر ورقة توت كان يتستَّر خلفها عالم مزيف يرفع شعارات أكثر زيفًا منه؛ طالما صدعنا بالحريات والحقوق الإنسانية والديموقراطية. سقطت كل الأقنعة وبقيتم أنتم عنواناً للصبر والثبات والعزة فأبشروا بنصر من الله وهو قريب بإذن الله.

كلنا في مصر على يقين وإيمان بأنكم أنتم الغالبون وبأن دماء الأطفال والنساء والشيوخ لن تكون بلا ثمن. 

أهلنا في غزة، كل الشعب المصري شعباً وقيادة معكم يساندكم ولن يقبل بأن تُطوى قضيتكم وتُغتصب أرضكم ويهنأ عدوكم وعدونا الذي مهما مر عليه من دروس التاريخ فلن يتعلم.. لقد تمادى في جهله وطغيانه فظن أن القوة تكون بقتل الأطفال والنساء والشيوخ بل والمرضى في المستشفيات! فماذا يكون الضعف والجبن؟ أعماه جهله وهلعه وفزعه فظن أن إبادتكم هى الحل الوحيد الذي سيحقق له الأمن على أرض اغتصبها بوعد من إمبراطورية زالت عنها الشمس! فما باله هو نفسه يظن أنه باق!

أهلنا في غزة، تعجز الكلمات عن وصفكم وتخجل النفوس من صبركم وثباتكم .. كونوا على يقين بأننا لن ندخر جهداً في مساندتكم ودعمكم إلى أن تنكشف الغُمَّة وينكسر عدونا وننتصر لأرضنا ولشهدائنا، فمن قلب العتمة يولد النور ومن بعد الليل يأتي النهار ومن بعد العُسر يأتي اليسر.