أما قبل

مقال نتمنى عدم العودة له !

إبراهيم المنيسى
إبراهيم المنيسى

اليوم «الخميس ١٦ نوفمبر» يقص المنتخب الوطنى شريط تصفيات كأس العالم لكرة القدم فى نسختها المختلفة التى تقام صيف ٢٠٢٦ بثلاث دول: أمريكا وكندا والمكسيك وبمشاركة كبيرة لـ ٤٨ دولة وبنظام مختلف يجعل من هذه البطولة مهرجاناً كبيراً فيه فرص حقيقية لكثير من الدول للمشاركة فى هذه البطولة القيمة التى تحتفل بمئويتها فى النسخة التالية ٢٠٣٠.

أوكازيون المونديال منح فيه الفيفا القارة السمراء تسعة أماكن ونصف.. بمعنى ضمان تأهل الأول من كل مجموعة من المجموعات التسع بالتصفيات « تم تقسيم الدول الإفريقية الـ٥٤ إلى ٩ مجموعات بكل مجموعة ٦ دول » للنهائيات مباشرة ويدخل الفريق الأفضل بين أصحاب المركز الثانى بالمجموعات فى ملحق مع القارات الأخرى..

يعنى تسعة منتخبات توصل كأس العالم من إفريقيا دفعة واحدة وممكن منتخب مصر لا. يكون فيهم.. ده كان يبقى عيب الشوم !!.
ولأن منتخب مصر كان ضمن التصنيف الأول بالقارة، فقد جاء على رأس مجموعة من المجموعات التسع، وكان من الطبيعى أن يقع فى مجموعته فريق من كل مستوى من مستويات التصنيف الأقل تباعاً لذلك ضمت مجموعته: بوركينا فاسو وغينيا بيساو وإثيوبيا وجيبوتى وسيراليون ووفقاً لحسابات النقاط بعد اللعب ذهاباً وإياباً بين فرق المجموعة يتأهل الأول لكأس العالم. راجع أسماء المنافسين الخمسة لنا وقل لنا ينفع نغيب عن كأس العالم بذمتك.. ويصعد هذا أو ذاك؟!!!.

وفى الحقيقة، ووفقاً لدروس الكرة ومقالب المنتخب مع التصفيات وجب التحذير وبشدة مع قص شريط التصفيات فالخطر الأكبر على مصر فى هذه المجموعة هو هذا الفرز القائم على مجرد الأسماء دون النظر لحقيقة المستوى الفنى الحالى أو الانتظار لظروف اللقاء.. التحذير هنا مشدد.. وهذا المقال أتمنى ألا نحتاج العودة له.. نتمنى ألا نقول مع نهاية التصفيات فاكرين لما قلنا.. وكتبنا وحذرنا ونبهنا. وقتها لن ينفع الندم ولا يجدى البكاء على اللبن المسكوب.. ده حتى اللبن غالى أوى اليومين دول !!.

من يتذكر أن أحلامنا مع المونديال ياما تبخرت على أقدام مغمورة بالقارة الفقيرة: مرة مع ليبيريا وأخرى من الجابون وتوجو.. ودول كثيرة لم نكن نسمع عنها كروياً إلا وهى تغتال أحلامنا المونديالية.. ونرجع ننظم المندبة الإعلامية.. ونحل الاتحاد ويشكل سيادة الوزير لجنة لتقصى الحقائق.. مع أن الحقائق دائماً ما تكون واضحة وظاهرة: عدم احترام المنافسين. 

 أعرف أن البرتغالى روى فيتوريا حذر لاعبيه كثيراً من الاستهانة بالمنافسين وطالبهم بضربة بداية قوية أمام جيبوتى اليوم ونجمنا العالمى محمد صلاح قال وزاد على كلام مدربه الكثير والكثير.. وأعرف أيضاً جاهزية عدد كبير من لاعبينا المتميزين وتطلعهم جميعاً للظهور على المسرح المونديالى.. وأعرف أيضاً أن فيتوريا البرتغالى يحمل طموحاً جاداً مع منتخب مصر وقد رفض عروضاً خليجية مغرية من أجل تحقيق هدفه مع زملاء صلاح.. فماذا ينقصنا حتى نكون بين التسعة؟.

موازين القوى القارية اختلفت والمستويات تطورت.. ولا استبعد ظهور قوى مفاجئة بالمجموعة مستفيدة من الاحتراف المبكر للأفارقة بأوروبا.. وتحديدا يبدو منتخب بوركينا فاسو الأقرب للمنافسة بالمجموعة وربما إحراج الفراعنة.. وكما قال فيتوريا: لا نريد أن نقف عند نهاية التصفيات ونقول لماذا فقد نقطتين فى هذه المباراة أو تلك.. وآه لو كنا كسبنا..!.. كيف ننجو من هذه الآه؟.

 الجدية الكافية فى كل مباراة والتركيز الشديد فى تنفيذ المطلوب واحترام المنافسين جميعهم والسعى بقوة لتحقيق الفوز فى كل مباراة.. بره وجوه.. مع ضرورة تفاعل الجماهير وتسهيل فرص وأسعار التذاكر للمباريات ودعم المنتخب والالتفاف حوله..هذا ما يكفل لنا الفرحة إن شاء الله مع أخر مباراة فى هذه التصفيات.. أمام غينيا بيساو بالقاهرة.. عارفين يوم كام.. يوم ١١ أكتوبر ٢٠٢٥.. اللى يعيش !!.