«إطلالة نور»

قلمى الحزين !

محمد هنداوى
محمد هنداوى

لا أعرف من أين أبدأ مقالى هذا الأسبوع ، وكيف أكتب وأصف ما بداخلى من مشاعر حزن وألم ووجع شديد بسبب ما يتعرض له أطفال وأبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلى منذ عملية طوفان الأقصى فى 7 أكتوبر الماضى وحتى الآن ، أشعر بغصة فى قلبى لا تفارقنى يومياً و آلام الحزن تتملكنى ، لا أصدق ما أشاهده كل يوم عبر وسائل التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام المختلفة من جرائم القتل والحرب والإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل وسياسة تدمير الأخضر واليابس التى يقوم بها الجيش الإسرائيلى ضد أبناء القطاع .

أشعر وأنا أتابع عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى أننا نعيش كعرب ومسلمين فى كابوس بسبب ما يعيشه أبناء قطاع غزة ولا أعلم متى سينتهى ، وإذا كانت تلك مشاعرى وأنا لم أعش ما يعيشه أهالى غزة بعد أن حصد الجيش الإسرائيلى أرواح أكثر من 11 ألف شهيد فلسطينى بقطاع غزة بينهم ما يقرب من 5 آلاف طفل و3500 سيدة وأكثر من 28 مصابا بخلاف حوالى 3500 مفقود تحت الأنقاض وكل ذلك فى أقل من 40 يوماً.

ورغم حرب الإبادة التى يشنها الجيش الإسرائيلى والمجازر اليومية التى يقوم بها أمام دول العالم أجمع والتى بلغت حوالى 1142 مجزرة راح ضحيتها وأصيب الآلاف من المدنيين وأغلبهم من الأطفال والرضع والسيدات إلا أنه لم يحقق بعد ما يسعى إليه من أهداف معلنة بالقضاء على حركة حماس وجماعات المقاومة المسلحة فى قطاع غزة ، ولازال يتكبد خسائر فى صفوفه من الجنود والضباط ومعداته العسكرية وتتزايد مخاطر اتساع رقعة هذا الصراع إلى دول المنطقة كما حذر الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ اندلاع تلك الأزمة من مخاطر دخول قوى ودول إقليمية فى هذه الحرب مما يهدد سلامة وأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط بالكامل .

وعلى الرغم من التعاطف والتظاهرات والاحتجاجات العالمية فى مختلف دول العالم سواء الدول الأوروبية أو الأسيوية أو العربية والإسلامية للتضامن مع أهالى غزة ضد حرب الإبادة الإسرائيلية ووجود تحول فى الإنحياز الإعلامى الغربى إلا أن الأهم هو تغير مواقف بعض صناع القرار فى الدول الأوروبية والقوى الغربية بضرورة الضغط على مجرم الحرب رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو وإجباره على وقف إطلاق النار على المدنيين فى قطاع غزة والإفراج عن الرهائن لدى حماس بمساعدة الولايات المتحدة والجهود المصرية والعربية المستمرة منذ فترة فى هذا الشأن إلا أننى أشك فى أن ذلك سيحدث قبل تنفيذ المخطط الإسرائيلى بإخلاء شمال قطاع غزة من السكان وكل مظاهر الحياة تماماً والاستمرار فى دفعهم إلى جنوب غزة.

ويستمر السؤال الذى لا يعرف الجميع إجابته، من يستطيع إيقاف تلك الحرب وإنقاذ أرواح الملايين من الأبرياء فى غزة ، وهل ستدفع كل تلك الدماء الفلسطينية الإدارة الأمريكية لإجبار الإسرائيليين على التهدئة والإستماع إلى رؤية مصر ووقف العدوان بشكل عاجل وتقبل مسار السلام وإقامة دولة فلسطينية، إلا أننى أشك فى حدوث ذلك ، وأتذكر ما ذكره الإعلامى عمرو أديب فى برنامج «الحكاية « منذ ثلاثة أسابيع بأن أحد المتحدثين له من الجانب الفلسطينى أخبره بأن عدد شهداء غزة فى هذه الحرب سيصل إلى 20 ألف شهيد ولكن السؤال هل وقتها ستكتفى إسرائيل بهذا الرقم ؟!