فى الصميم

السقوط الأمريكى.. هو الأخطر!!

جلال عارف
جلال عارف

السقوط الأخلاقى لإسرائيل أكبر من السقوط السياسى والعسكرى.. وهذا طبيعى من كيان عنصرى قام - منذ بدايته- على الإرهاب، ولم يتخل عنه يومًا واحدًا على مدى 75 عامًا هى عمر هذا الكيان الذى أصبح نموذجًا لإرهاب الدولة الذى يغذى الإرهاب وينشر الكراهية فى المنطقة وفى العالم كله. المثير الآن هو هذا المدى من السقوط الأخلاقى والسياسى الذى تسجله دول كبرى عاشت طويلًا على أكذوبة أنها المدافعة عن حقوق الإنسان وحرية الشعوب فى تقرير مصيرها.

الرئيس الأمريكى لا يكتفى بتأييد إسرائيل أو التعاطف معها.. بل يفتح كل مخازن السلاح الأمريكى أمامها، ويرسل حاملات الطائرات والأساطيل الأمريكية لدعمها، ثم يستخدم النفوذ الأمريكى ليروج  للأكاذيب الإسرائيلية، وليقود دول الغرب وراءه فى منح تصاريح القتل والإبادة لإسرائيل تحت دعوى زائفة بأنها تدافع عن نفسها ضد بضعة آلاف من أنصار منظمة حماس.. بينما هى تقتل الأطفال والنساء وتهدم البيوت وتقصف المستشفيات والمدارس لأكثر من شهر سقط فيه ما يقرب من 15 ألف شهيد مازال أكثر من ثلاثة آلاف منهم تحت أنقاض البيوت المتهدمة!! الآن. تبلغ النازية الصهيونية المستوى الأكثر انحاطا فى جرائمها.. تحاصر دباباتها المستشفيات، وتقوم بقصفها بالطائرات والصواريخ، وتعرض حياة عشرات الألوف من الجرحى والمصابين والنازحين للموت. ومازال الرئيس الأمريكى -رغم كل ذلك- يرفض وقف إطلاق النار الدائم والفورى الذى تطالب به كل شعوب العالم والذى بدأت حكومات عديدة فى الغرب تراجع موقفها منه، كما فعل الرئيس الفرنسى ماكرون مؤخرًا بعد أن كان مؤيدًا لإسرائيل على طول الخط. وبدلا من تصحيح للموقف الأمريكى ينقذ ما تبقى من مصداقية للسياسة الأمريكية «وهو قليل للغاية!» يدعى الرئيس الأمريكى تحقيق إنجاز بأن يعلن نتنياهو عن «ممر آمن»، يفتح لأربع ساعات لتهجير الفلسطينيين من شمال غزة إلى جنوبها.. حيث يجدون نفس المذابح فى انتظارهم فى خان يونس ورفح»!!» والهدف واضح رغم كل التصريحات الأمريكية التى تدعى غير ذلك..

الهدف مازال هو دفع الفلسطينيين إلى الحدود المصرية. ولسنا فى حاجة لتكرار موقف مصر الحاسم من رفض التهجير، وهو نفسه موقف شعب فلسطين الصامد على أرضه، لكننا فى حاجة لتذكير أمريكا الرسمية بأن عليها أن تتحمل نتائج شراكتها الكاملة فى جرائم إسرائيل النازية، وبأنها إذا لم توقف فورًا حرب الإبادة التى يتعرض لها شعب فلسطين، ومؤامرات التهجير التى لن تمر فى كل الأحوال، فإن عليها ألا تبحث بعد ذلك عن إجابة جديدة للسؤال القديم: لماذا يكرهوننا؟! مجرمو الحرب فى إسرائيل ماضون فى حربهم النازية. أمريكا مازال لديها الخيار: إيقاف الحرب فورًا، أو السقوط الأخير!!