نموذج مصري رفيع المستوى: رحمة زين الإعلامية الأصيلة التى أعطت درساً قاسياً لمراسلة الـ« CNN»

رحمة زين
رحمة زين

تبدأ قصة رحمة زين عند معبر رفح عندما شاهدت مراسلة قناة «سى إن إن» حيث ذهبت إليها و حاولت أن تنقل صورة واقعية باللغة الإنجليزية حول ما يحصل فى غزة و استمر الحديث ست دقائق من النقاش الحاد بينهما.

 وقالت رحمة فى حديثها «أفهم أنك تمثلين حكومتك و سياساتها التى تدعى أنها تدعم حرية التعبير وحرية الرأى لكن أنتم تفهمون معنى الديمقراطية وفقاً  لمنظوركم فقط وتتعاملون مع المبادئ بازدواجية بما يتماشى مع مصالحكم فقط».

اقرأ أيضاً |وزير الأوقاف: إحلال وتجديد وصيانة 400 مسجد وتعيين 150 إماما في سيناء

 وتابعت كلامها قائلة: لا أريدك أن تحضرى كاميراتك لأتحدث لكن أعطنى إجابة لأسئلتى أريد أن أعرف منك كإنسانة لماذا تفعلين هذا... و أثار الفيديو تفاعل الملايين من المتابعين حول العالم و حقق انتشارا كبيرا جدا.

فمن هى رحمة زين؟

اسمها رحمة زين Rahma Zain تنتمى لأسرة إعلامية كبيرة فى مصر،  والدتها هى الإعلامية ميرفت محسن وجدها هو الصحفى الكبير محسن محمد رئيس تحرير مجلس وإدارة دار التحرير وجدتها الإعلامية الكبيرة هند أبوالسعود.

درست رحمة زين فى المدرسة البريطانية الدولية بالقاهرة، وتخرجت فى الثانوية العامة عام 7002 ، وتخرجت فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2010 ،  ودرست فيها علوم سياسية وقد عملت بعد التخرج فى التليفزيون المصرى،   وكمذيعة راديو لمدة عام ونصف وكانت تقدم برنامجا بعنوان مصر بعد 25 يناير على راديو «ماعت» التابع لمؤسسة «ماعت» للسلام والتنمية وحقوق الإنسان. كما عملت مراسلة «وبروديوسر» لبرامج تليفزيونية مثل «كلام مصرى» تقديم عمرو حمزاوى على قناة سى بى سى، وبرنامج مصر تنتخب الرئيس،  عملت كمستشارة فى رئاسة الجمهورية حيث كانت تساهم فى إدارة المؤتمرات الصحفية وإنتاج التقارير التليفزيونية والترجمة وإنتاج محتوى الحملات.

 واتجهت رحمة زين بعد ذلك مباشرة إلى مجال آخر، وتولت إدارة شئون الطلبة والأنشطة بجامعة دراية بمحافظة المنيا، وكان دورها متعلقا بأنشطة اتحاد الطلاب ومجلة الجامعة والأنشطة الطلابية الأخرى. كما عملت كمذيعة

أخبار ومراسلة بالتلفزيون المصرى، وشاركت فى تغطية الأحداث الرئيسية فى المنطقة مثل الثورة الليبية والثورة المصرية 2011، بالإضافة إلى إجراء مقابلات مع شخصيات دولية بارزة مثل القاضية الأمريكية روث جينسبيرغ. ومؤخرا اختارت مجالا جديدا، حيث عملت لعامين ونصف بشركة أوراسكوم للفنادق والتنمية ثم بعدها مديرة للعلاقات العامة بشركة «نيوسيتى» التصوير العقاري لعام ونصف. وتعمل حاليا «ستاند آب كوميديان» وشاركت فى العديد من الحفلات بصحبة آخرين، كما تقدم بودكاست (ته مربوطة) مع نهى كاتو،  وتتولى رئاسة تحرير موقع Scoop Empire منذ أبريل 2022 حتى الآن. تتحدث دائماً عن القضية الفلسطينية على صفحاتها الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعى، وتفضل ممارسة رياضة اليوجا والسباحة.

في رسالة قوية وصارمة، أعطت الإعلامية المصرية الشابة رحمة زين درسا قاسيا لمراسلة CNN الشهيرة «سارة سيدنر» بطلة واقعة التضليل الشهيرة، والتى ظهرت فى مقطع فيديو قبل أيام وهى تتلقى تعليمات من

المخرج لإبداء «الذعر» أثناء تغطية الأحداث الدائرة فى محيط قطاع غزة،  فى الأيام الأولى من طوفان الأقصى.

فقد قالت رحمة زين للمراسلة: أفهم أنك تمثلين حكومتك وسياساتك، التى تدعى أنها تدعم حرية التعبير وحرية الرأى، لكن أنتم تفهمون معنى الديمقراطية وفقا لما تريدونه فقط، وتتعاملون مع المبادئ بما يتماشى مع مصالحكم فقط.

وأضافت رحمة زين خلال الفيديو الذى تم تداوله «والآن نرى نتائج احتلالكم، ونشاهد نتائج صهيونيتكم ونشاهد نتائج سوء تعبيركم عن العرب نشاهد تعاملكم غير الإنسانى مع العرب ونظراتكم الدونية لهم.

وأشارت رحمة زين «لا أريدك أن تحضرى كاميراتك لأتحدث لكن أعطنى اجابة لأسألتى .. أريد أن أعرف منك كإنسانة لماذا تفعلى هذا وحقيقة أنك لا تعرفين تأثير ما تفعلين هو الكارثة الفعلية.

 ومما هو جدير بالذكر أن هذة ليست هى الواقعة الأولى التى عبرت فيها رحمة زين عن دعمها للقضية الفلسطينية ورفضها للاحتلال الإسرائيلى.

بل إنها قد شغلت فى السابق المصريين والعالم برمته منذ بدء الحرب على غزة فتعود الفتاة المصرية رحمة زين مدافعة عن غزة و هذه المرة بمقطع فيديو يدعو إلى توثيق ضحايا الحرب وعدم نسيانهم...

فقد عبّرت فى مقطع مصور نشرته عبر حسابها بإنستغرام عن تعاطفها الشديد مع أهالي الضحايا مؤكدة أن هؤلاء ليسوا مجرد أرقام بل بشر كانت لهم حياتهم يوماً ما وعائلات تسأل عنهم و تهتم لأمرهم...

واقترحت رحمة مبادرة لكتابة أسماء ضحايا حرب غزة على الأيدى لتذكرهم دائماً حيث قررت كتابة اسم إحدى الضحايا و تدعى ماجدة على يحيى،  واستذكرت كيف قام أهالى غزة بكتابة أسماء أطفالهم على أجسادهم للتعرف

عليهم فى حال مقتلهم مؤكدا فعل الشىء ذاته عبر وضع أسماء الضحايا لتذكرهم دائماً.

وأخيرا أود أن أقول أن الفتاة المصرية رحمة زين قد أصبحت نموذجا مشرفا يحتذى به فى حب الوطن ورمزا مضيئا من رموز حفظ الكرامة المصرية بل والعربية والحرية الإنسانية فقد حملت مبادئها على كتفها وحملت روحها على راحاتها من أجل الدفاع ودفع القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى الشقيق.

 فكل التحية والاعتزاز لمثل هذه النماذج النسائية المضيئة فى تاريخ وطننا الغالى..