الأب فى حالة ذهول : ابنى قتل بنتى

الضحية مع والدها
الضحية مع والدها

بورسعيد .. أيمن عبد الهادي

  هذه الاسرة المنكوبة أصابها خنجر ذو حدين وبدد شعورهم بالسعادة والسكينة للأبد، مصابهم الأول يتمثل في مقتل ابنتهم العروس قبل أسابيع من زفافها لتزف إلى القبر بدلا من عش الزوجية.

واكتملت المأساة بهوية القاتل الذي كان من المفترض أن يكون لها الامان والحماية وهو شقيقها.

وأصبحت الاسرة التي تلملم جراحها بعد مقتل ابنتهم مطالبة بمتابعة محاكمة قاتلها وهو ابنهم بمشاعر متناقضة.

هل يتمنون له أقصى عقوبة لتطفئ نارهم على ابنتهم أم يرجون له حكمًا مخففًا باعتباره في النهاية ابنهم.

دعونا نسترجع سويًا تفاصيل الجريمة التي وقعت في شهر سبتمبر الماضي قبل بدء أولى جلسات محاكمة المتهم في نوفمبر الجاري

في يوم 11 من شهر سبتمبر الماضي شهد حي المناخ بـ محافظة بورسعيد واقعة مؤلمة شهدها العشرات من أبناء محافظة بورسعيد، لفتاة سفكت دماؤها في منتصف الشارع أمام المارة، ولم يستطع أحد الزود عنها رغم محاولات الأهالي التصدي للقاتل، وحزن الأهالي عندما علموا أن القاتل هو شقيقها، وأن المقتولة كانت تُعد لزواجها وأنها مشهود لها بطيب الخلق بين الأهالي، وتمكن الأهالي وقتها من مطاردة القاتل بالحجارة والأخشاب حتى وصلت قوات الشرطة وألقت القبض عليه وضبطت الأسلحة التي كانت بحوزته، وظل الجميع يتساءل عن أسباب قتله لشقيقته بهذه الصورة البشعة، إلى أن حصلت «أخبار الحوادث» على صورة ضوئية من محضر التحقيق وقرار الإحالة لمحكمة الجنايات، لنكشف للجميع عن كواليس القضية، قبل أن تبدأ محكمة الجنايات في نظرها في 11 من شهر نوفمبر الجاري.

قرار إحالة

وتضمن قرار إحالة المتهم لمحكمة الجنايات، أنه في يوم 11 من شهر 9 عام 2023 قتل محمد نبيل السيد عثمان دحدح شقيقته فريدة عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، بأن بيت النية وعقد عقدًا قاطعًا على قتلها لما فاض به صدره من غيظ مفتري، وعقل قاده شيطانه، وجسد استجاب لفريتها، فأعد لذلك الغرض سكينًا وقصد إلى المكان والزمان الذي أيقن قدومها إليه وهو مسكنها ومكان راحتها، قابعًا منتظرًا قدومها وما أن أبصرها بعينه حتى باغتها من ورائها مستلًا سكينا، وما أن انتبهت لصوته حتى بادرها بنصل سلاحه مجزًا جيدُها ومسددا نصله إليها غير مرة، إلى أن خارت قواها فوالى تسديده لجسدها، إلى أن أغمد نصله بموضع فؤادها، وفاضت جروحها بالدماء محدثا بها الإصابات التي أودت بحياتها.

وكشفت أوراق تلك القضية أنه ثبت بمعاينة النيابة العامة لمسرح الجريمة أن الواقعة حدثت بالطريق العام وتواجد آثار لماده حمراء اللون يشبه أن تكون لدماء أمام مسكن المجني عليها مباشرة ووجود كاميرات مراقبة مثبتة بمحيط المسرح، وثبت بمحضر المشاهدة لمقطع مرئي لإحدى الكاميرات المتواجدة بمسرح الجريمة التقاطها لماديات الجريمة حال كون المتهم لها ومدة ترصده للمجني عليها حتى إتمام مقصده بركونه إلى الأفعال المادية الوارده تفصيلا.

اعترافات المتهم

وتضمن قرار الإحالة ملاحظات النيابة العامة، والتي أقر فيها المتهم بالتحقيقات من أنه على اثر تنمر المجني عليها الدائم عليه منذ الصغر والتعدي عليه بالألفاظ على نحو يحط من كرامته وعدم أخذ مشورته في أمور شخصية فرسخ في وجدانه الانتقام منها فأعد الأسلحة المستخدمة، وهي السكين والمطواة اشتراهما خصيصا لقتلها وما أن سنحت له الفرصة فقدم إلى محافظة بورسعيد قبل الواقعة بثلاثة أيام ليخطط فيهم كيفية إتمام مقصده.

وتابع قرار الإحالة: وما أن أحكم مخططه فرافق الشاهد الأول حتى بلغ المكان والزمان الذي أيقن قدوم شقيقته إليه وهو مسكنهم، واتخذ مكانًا له قبع فيه منتظرًا قدومها، وما أن أبصرها حتى باغتها من ورائها واستل سكينًا وجز جيدها وانهال عليها بسلاحه غير مرة تسديدًا وطعنًا في المواضع التي أيقن أنها قادرة على سرعة إنهاء حياتها قاصدًا قتلها حتى فاضت روحها.

وتضمنت الأوراق نص شهادة الشهود، حيث شهد نبيل السيد عثمان دحدح والد المجني عليها، بأنه علم بقتل المتهم نجله للمجني عليها نجلته، وعزا قصد المتهم إزهاق روح المجني عليها وبلوغه مقصده، وأضاف بأن المتهم ترك مسكن العيلة لما يقرب من عامين غير عابئ بأسرته، وأكد عدم وجود ثمة خلاف قائم فيما بين المتهم والمجني عليها.

وشهد محمد طارق محمد عبد الراضي ويبلغ من العمر 21 عامًا طالب بكلية الهندسة ومقيم ببورفؤاد، بأنه على إثر علاقة صداقة جمعته والمتهم علم بعمله في القاهرة منذ عامين، وتواصلهما خلال تلك المدة المارة بينهما، إلا أن المتهم أبلغه بقدومه إلى محافظة بورسعيد قبيل الواقعة بثلاثة أيام.

وبحسب شهادة صديق المتهم، في يوم الواقعة اتفق الأخير معه على أن يقصد مسكن ذويه، وما أن وطأت قدم المتهم ذلك المكان حتى اتخذ من مكان خفي موضعًا له ليتابع منه أشخاص المارة بالشارع، وقبع فيه قرابة النصف ساعة ويزيد، حتى أبصر المجني عليها قاصدة مسكنها فباغتها من ورائها مستوقفها بندائه عليها واستل سلاحا أبيض سكينتين.

وأكمل: سدده إلى عنقها فخارت قوتها وارتطمت أرضا واستكمل تسديد سلاحه لعنقها وجسدها، حتى فاضت روحها محدثًا بها الإصابات التي أودت بحياتها، وعزى قصد المتهم إزهاق روح المجني عليها وبلوغه مقصده، وشهدت ناديه عبد الفتاح محمود أحمد إحدى جيران المجني عليها بمضمون ما شهد به.

وشهد محمد أشرف فوزي رمضان ويبلغ من العمر 22 عاما طالب بمعهد رأس البر العالي للدراسات النوعيه والحاسب الآلي، بأنه حال قيادته للسيارة خاصته أبصر المتهم مشهرًا سلاحًا أبيض سكين متوعدًا المتواجدين بالطريق العام بالإيذاء للزود عنه وعدم ضبطه، وما أن دنا منه حتى خشي بطشه وقطع بسيارته إلى أن تمكن الأهالي من إحكام سيطرتهم عليه وضبطه.

وأضاف بأنه علم من الأهالي بقتل المتهم المجني عليها وتركه لجثمانها بالطريق العام، عقب أن استل الحياة منها، وما أن قصد إلى محل تواجده فوجد جثمانها طافيًا على دمائها المسفوكة وقد جز جيدها من الخلف، وشهد محمد محمود محمد حسن ويعمل جزارًا بمضمون ما شهد به الشاهد.

وشهد أحمد فتحي الجمل نقيب شرطة ومعاون مباحث قسم شرطة المناخ بأن تحرياته دلته على أنه أثر خلافات سابقه فيما بين المتهم وعائلة المجني عليها ترك مسكن العائلة بمحافظة القاهرة وذلك لما يقرب من العام والنصف ويزيد، ونسج وجدانه أن المجني عليها هي محراب تدميره فعقد العزم على أن يثأر لنفسه بقتلها وأعد لذلك الغرض أسلحة سكين ومطواة.

وواصل: وقدم إلى محافظة بورسعيد قبل الواقعة وقصد إلى المكان والزمان الذي أيقن تواجد المجني عليها في مسكنها، قابعًا لها من مكان مخفي منتظرًا قدومها وما أن ظفر بها حتى باغتها من ورائها بالسكين، مسددًا إياها إلى جسدها غير مرة إلى أن سقطت أرضًا، فاستكمل تسديد سلاحه بعنقها وجسدها وأغمد نصله في جسدها، قاصدا إزهاق روحها، وأضاف بتمكنه من ضبط المتهم متلبسًا بجريمته، وبمواجهته أقر بتصميمه المسبق على إزهاق روح المجني عليها، وإعداده السلاح الأبيض المضبوط لاستخدامها في قتلها، وترصده لها في المكان والزمان الذي أيقن بتواجدها فيه، منتظرًا قدومها لإتمام مقصده.

تقرير الطب الشرعي

تبين من تقرير الطب الشرعي والصفه التشريحية لفتاة بورسعيد فريدة نبيل السيد عثمان دحدح أن إصابتها هي جرح بطول 3 سم بالصدر، وجرح غائر بطول 15 سم بخلفية العنق ويمتد حتى عظام الفقرات العنقية، وجرحين بطول  6 سم و7 سم أسفل خلفيه العنق، هذا بجانب جرح قطع سطحي بطول نحو 5 سم يقع بأعلى الكتف الأيسر.

وتبين أن الإصابات الحيوية الحديثة المشاهدة والموصوفة بالجثمان عبارة عن إصابات قطعية وطعنية وذبحية تحدث من المصادمة والطعن بجسم أو أجسام صلبة ذات حافة حادة وسن مدبب كسكين أو ما شابه، وهي جائزة الحدوث من مثل السكين المضبوط، وتعزي الوفاة إلى الإصابة الطعنية الحيوية الحديثة المشاهدة والموصوفة بالصدر، وما أحدثته من قطع مستوى الحواف بالقلب وأيضا تعزى إلى الجرح الذبحي الغائر المشاهد والموصوف بخلفية العنق وما أحدثه من قطع بالأوعية الدموية الرئيسيه بالعنق، وما أدت اليه هذه الإصابات من أنزفة غزيرة، ويصح التنويه أن أي من هاتين الإصابتين كافي بإحداث الوفاة بمفرده دون الحاجة للآخر، والواقعة جائزة الحدوث على نحو التصوير المقال عنه بالتحقيقات من إقرار المتهم وشهادة الشهود.

وتنظر محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار جودت ميخائيل قديس القضية التي تحمل رقم 4818 لسنة 2023، والمقيدة برقم 1145 لسنة 2023 كلي بورسعيد، في يوم 11 من فبراير القادم.

اقرأ أيضا : «بسبب ركنة توك توك».. القبض على قاتل صاحب كشك في أكتوبر


 

;