..لعقود طويلة ظلت الآلة الإعلامية اليهودية تروج خرافة الجيش الذي لايقهر وتتباهى بانتصارات زائفة حققها الجيش الإسرائيلي على العرب في حروب هم يعلمون قبل غيرهم أنها لم تكن حروبا حقيقية بالمعنى المفهوم بقدر ما كانت ضربات خاطفة حققت لهم تفوقًا ميدانيًا على الارض دون أن يواجه الجندي الإسرائيلي اختبارًا حقيقيًا في ميدان القتال.
حدث هذا في حرب 1948 وتكرر في حرب 1967 ، وتعمدت العصابات الصهيونية بعدها ارتكاب مجازر بشعة في حق المدنيين العزل لإرهاب العرب وتخويفهم وتحطيم روحهم المعنوية.
فعلوها في بحر البقر وقانا وصابرا وشاتيلا وكرروها في غزة والضفة الغربية.
ولكن الاختبارات الحقيقية التي خاضها الجيش الذي لايقهر رسب فيها بامتياز واثبتت أنه نمر من ورق لا يستطيع أن يرفع يده ليحمي وجهه من الصفعات المتتالية التي يتلقاها.
انكشف الجيش الإسرائيلي في حرب اكتوبر وتهاوى كأوراق الخريف المهترئة أمام بسالة الجنود المصريين ولولا تدخل الامريكان بكل إمكانياتهم لكانت نهاية دولة إسرائيل للابد.
وهاهو التاريخ يعيد نفسه عندما وجد الجنود الصهاينة أنفسهم وجها لوجه أمام مقاتلي حماس.
ارتعدت فرائصهم وسقطوا كالدجاج المترنح في فضيحة مدوية كشفت أمام العالم أجمع انهم مجرد بالونه منتفخة لا تحتاج لأكثر من دبوس حاد لتنفجر وتفرغ من الهواء.
لهذا كان الانتقام الجنوني بالقصف المدمر لغزة في محاولة لمحو العار الذي لحق بهم في 7 اكتوبر ، ومحاولة الظهور بمظهر القوة أمام العالم دون أن يعبأوا بأي معايير أخلاقية أو انسانية.
قتلوا الاطفال والنساء والشيوخ وهدموا المستشفيات والمساجد والكنائس تحت حماية الولايات المتحدة والدول الغربية التي تحالفت ضد اطفال غزة واستخدموا الفيتو لمنع أي إدانة لجرائم الصهاينة.
وسقطت الأقنعة عن الغرب صاحب الموازين المختلة ، والذي انتفض دفاعا عن اوكرانيا ودعموها بالمال والسلاح والدعم الاعلامي غير المسبوق في مواجهة روسيا.
وعلى النقيض تماما غضوا الطرف عن مذابح اسرائيل في غزة ولم يجرؤ أحدهم على التفوه بكلمة وقف اطلاق النار ، واجهضوا كل القرارات التي تبناها مجلس الامن لوقف اطلاق النار وإدخال المساعدات الانسانية لاهالي غزة.
وتعمدوا حضور قمة القاهرة للسلام التي دعا اليها الرئيس السيسي حتى يضمنوا عدم اصدار القمة لبيان ختامي يدين الجرائم الصهيونية ويكفل وقف فوري لاطلاق النار.
على أية حال نحن لا ننتظر من الغرب ما يسر القلب ، ومنذ متى أصلا وهم ينصفونا في أي قضية؟
النصر آت من عند الله وأراه وشيكا ، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله وعلى الباغي تدور الدوائر.
الشعب الاسرائيلي لن يتحمل كثيرا مشهد التوابيت العائدة من المواجهات في غزة وارتفاع أعداد قتلاهم على أيدي المقاومة الفلسطينية ، وسيصبون غضبهم على رأس نتنياهو الذي فقد رصيده لدى الاسرائيليين واصبح رحيله مجرد وقت بعد أن عجز عن حمايتهم داخل المستوطنات وحتى في العاصمة تل ابيب نفسها ، كما عجز عن اعادة الاسرى من قبضة حماس رغم مرور ما يقرب من شهر تقريبا على احتجازهم.
وقريبا سيبحث نتنياهو عن خروج آمن لجنوده من غزة وتسوية عاجلة تحفظ ماء وجهه الذي أراقه الفلسطينيون حتى آخر قطرة.