عصير القلم

الجيش الإسرائيلى .. نمر من ورق

أحمد الإمام
أحمد الإمام

‭..‬لعقود‭ ‬طويلة‭ ‬ظلت‭ ‬الآلة‭ ‬الإعلامية‭ ‬اليهودية‭ ‬تروج‭ ‬خرافة‭ ‬الجيش‭ ‬الذي‭ ‬لايقهر‭ ‬وتتباهى‭ ‬بانتصارات‭ ‬زائفة‭ ‬حققها‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬حروب‭ ‬هم‭ ‬يعلمون‭ ‬قبل‭ ‬غيرهم‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬حروبا‭ ‬حقيقية‭ ‬بالمعنى‭ ‬المفهوم‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬ضربات‭ ‬خاطفة‭ ‬حققت‭ ‬لهم‭ ‬تفوقًا‭ ‬ميدانيًا‭ ‬على‭ ‬الارض‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يواجه‭ ‬الجندي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬اختبارًا‭ ‬حقيقيًا‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬القتال‭.‬

حدث‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬1948‭ ‬وتكرر‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬1967‭ ‬،‭ ‬وتعمدت‭ ‬العصابات‭ ‬الصهيونية‭ ‬بعدها‭ ‬ارتكاب‭ ‬مجازر‭ ‬بشعة‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬المدنيين‭ ‬العزل‭ ‬لإرهاب‭ ‬العرب‭ ‬وتخويفهم‭ ‬وتحطيم‭ ‬روحهم‭ ‬المعنوية‭.‬

فعلوها‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬البقر‭ ‬وقانا‭ ‬وصابرا‭ ‬وشاتيلا‭ ‬وكرروها‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭.‬

ولكن‭ ‬الاختبارات‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬خاضها‭ ‬الجيش‭ ‬الذي‭ ‬لايقهر‭ ‬رسب‭ ‬فيها‭ ‬بامتياز‭ ‬واثبتت‭ ‬أنه‭ ‬نمر‭ ‬من‭ ‬ورق‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يرفع‭ ‬يده‭ ‬ليحمي‭ ‬وجهه‭ ‬من‭ ‬الصفعات‭ ‬المتتالية‭ ‬التي‭ ‬يتلقاها‭.‬

انكشف‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬اكتوبر‭ ‬وتهاوى‭ ‬كأوراق‭ ‬الخريف‭ ‬المهترئة‭ ‬أمام‭ ‬بسالة‭ ‬الجنود‭ ‬المصريين‭ ‬ولولا‭ ‬تدخل‭ ‬الامريكان‭ ‬بكل‭ ‬إمكانياتهم‭ ‬لكانت‭ ‬نهاية‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل‭ ‬للابد‭.‬

وهاهو‭ ‬التاريخ‭ ‬يعيد‭ ‬نفسه‭ ‬عندما‭ ‬وجد‭ ‬الجنود‭ ‬الصهاينة‭ ‬أنفسهم‭ ‬وجها‭ ‬لوجه‭ ‬أمام‭ ‬مقاتلي‭ ‬حماس‭.‬

ارتعدت‭ ‬فرائصهم‭ ‬وسقطوا‭ ‬كالدجاج‭ ‬المترنح‭ ‬في‭ ‬فضيحة‭ ‬مدوية‭ ‬كشفت‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬انهم‭ ‬مجرد‭ ‬بالونه‭ ‬منتفخة‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬دبوس‭ ‬حاد‭ ‬لتنفجر‭ ‬وتفرغ‭ ‬من‭ ‬الهواء‭.‬

لهذا‭ ‬كان‭ ‬الانتقام‭ ‬الجنوني‭ ‬بالقصف‭ ‬المدمر‭ ‬لغزة‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لمحو‭ ‬العار‭ ‬الذي‭ ‬لحق‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬اكتوبر‭ ‬،‭ ‬ومحاولة‭ ‬الظهور‭ ‬بمظهر‭ ‬القوة‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعبأوا‭ ‬بأي‭ ‬معايير‭ ‬أخلاقية‭ ‬أو‭ ‬انسانية‭.‬

قتلوا‭ ‬الاطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والشيوخ‭ ‬وهدموا‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمساجد‭ ‬والكنائس‭ ‬تحت‭ ‬حماية‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والدول‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬تحالفت‭ ‬ضد‭ ‬اطفال‭ ‬غزة‭ ‬واستخدموا‭ ‬الفيتو‭ ‬لمنع‭ ‬أي‭ ‬إدانة‭ ‬لجرائم‭ ‬الصهاينة‭.‬

وسقطت‭ ‬الأقنعة‭ ‬عن‭ ‬الغرب‭ ‬صاحب‭ ‬الموازين‭ ‬المختلة‭ ‬،‭ ‬والذي‭ ‬انتفض‭ ‬دفاعا‭ ‬عن‭ ‬اوكرانيا‭ ‬ودعموها‭ ‬بالمال‭ ‬والسلاح‭ ‬والدعم‭ ‬الاعلامي‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬روسيا‭.‬

وعلى‭ ‬النقيض‭ ‬تماما‭ ‬غضوا‭ ‬الطرف‭ ‬عن‭ ‬مذابح‭ ‬اسرائيل‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ولم‭ ‬يجرؤ‭ ‬أحدهم‭ ‬على‭ ‬التفوه‭ ‬بكلمة‭ ‬وقف‭ ‬اطلاق‭ ‬النار‭ ‬،‭ ‬واجهضوا‭ ‬كل‭ ‬القرارات‭ ‬التي‭ ‬تبناها‭ ‬مجلس‭ ‬الامن‭ ‬لوقف‭ ‬اطلاق‭ ‬النار‭ ‬وإدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬الانسانية‭ ‬لاهالي‭ ‬غزة‭.‬

وتعمدوا‭ ‬حضور‭ ‬قمة‭ ‬القاهرة‭ ‬للسلام‭ ‬التي‭ ‬دعا‭ ‬اليها‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭ ‬حتى‭ ‬يضمنوا‭ ‬عدم‭ ‬اصدار‭ ‬القمة‭ ‬لبيان‭ ‬ختامي‭ ‬يدين‭ ‬الجرائم‭ ‬الصهيونية‭ ‬ويكفل‭ ‬وقف‭ ‬فوري‭ ‬لاطلاق‭ ‬النار‭.‬

على‭ ‬أية‭ ‬حال‭ ‬نحن‭ ‬لا‭ ‬ننتظر‭ ‬من‭ ‬الغرب‭ ‬ما‭ ‬يسر‭ ‬القلب‭ ‬،‭ ‬ومنذ‭ ‬متى‭ ‬أصلا‭ ‬وهم‭ ‬ينصفونا‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬قضية؟

النصر‭ ‬آت‭ ‬من‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬وأراه‭ ‬وشيكا‭ ‬،‭ ‬ويومئذ‭ ‬يفرح‭ ‬المؤمنون‭ ‬بنصر‭ ‬الله‭ ‬وعلى‭ ‬الباغي‭ ‬تدور‭ ‬الدوائر‭.‬

الشعب‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬لن‭ ‬يتحمل‭ ‬كثيرا‭ ‬مشهد‭ ‬التوابيت‭ ‬العائدة‭ ‬من‭ ‬المواجهات‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وارتفاع‭ ‬أعداد‭ ‬قتلاهم‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬،‭ ‬وسيصبون‭ ‬غضبهم‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬نتنياهو‭ ‬الذي‭ ‬فقد‭ ‬رصيده‭ ‬لدى‭ ‬الاسرائيليين‭ ‬واصبح‭ ‬رحيله‭ ‬مجرد‭ ‬وقت‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عجز‭ ‬عن‭ ‬حمايتهم‭ ‬داخل‭ ‬المستوطنات‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬تل‭ ‬ابيب‭ ‬نفسها‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬عجز‭ ‬عن‭ ‬اعادة‭ ‬الاسرى‭ ‬من‭ ‬قبضة‭ ‬حماس‭ ‬رغم‭ ‬مرور‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬تقريبا‭ ‬على‭ ‬احتجازهم‭.‬

وقريبا‭ ‬سيبحث‭ ‬نتنياهو‭ ‬عن‭ ‬خروج‭ ‬آمن‭ ‬لجنوده‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬وتسوية‭ ‬عاجلة‭ ‬تحفظ‭ ‬ماء‭ ‬وجهه‭ ‬الذي‭ ‬أراقه‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬حتى‭ ‬آخر‭ ‬قطرة‭.‬


 

;