الأب «المدمن» ينهى حياة ابنته بعد وصلة تعذيب

الأب المتهم
الأب المتهم

‭ ‬آمال‭ ‬فؤاد‭ ‬

 جريمة قتل أوجعت القلوب بين سكان حي السلام، فاقت كل الحدود؛ حين نزع أب قلبه من بين ضلوعه وقاده شيطانه؛ لقتل ابنته المراهقة 17 سنة بعد وصلة تعذيب «بعصا خشبية» في أنحاء جسدها، ولم يكتفِ بهذا وإنما ظل يخبط رأسها في الحائط حتى لفظت أنفاسها الأخيرة بين يديه بحجة تأديبها وتغيير سلوكها، أي سلوك هذا الذي يزعم الأب وكان مبررًا لقتل فلذة كبده؟!، كيف دارت الاحداث؟ وما هي طبيعة العلاقة بين الاب ونجلته المجني عليها؟ والأسباب التي دفعت هذا الاب مع الاعتذار لهذه الكلمة السامية التي تعني الحماية والظهر والسند والحنان  لارتكاب هذه الجريمة البشعة في حق ابنته؟!، وما الذي كشفه لنا ابن شقيق المجني عليه في هذا الحادث، تفاصيل كثيرة ومثيرة تحكيها السطور التالية.

 الاب المتهم يدعى «مرتضى فاروق»وشهرته مرعي رجل في بداية العقد الرابع من عمره  يقيم بمساكن «معا» المعروفة بمساكن «صبحي» بمنطقة السلام، تزوج مرتين لديه من الأولاد ابنته المجني عليها  تدعى «انجي»من زوجته الأولى، وأربعة أولاد من زوجته الثانية، يعمل في الخردة، معروف عنه بين الجميع أنه من أرباب السوابق؛ يتعاطى المواد المخدرة بعد تنفيذه حكم قضائي وخروجه من السجن، اتصلت به زوجته الاولى التي انفصلت عنه قبل 16 عاما وأنجبت منه ابنتها الوحيدة المجني عليها «انجي» وطلبت منه أن يذهب اليها في منزل اسرتها بمنطقة المنيب لكي يأخذ ابنته متحملًا مسئولية نفقاتها ورعايتها، وأن دورها انتهى عند هذا الحد بعد رعايتها لها طيلة كل هذه السنوات من نفقات ورعاية؛ على الفور توجه الاب الى طليقته وأخذ ابنته؛ لتقيم معه ومع زوجته الثانية وأشقائها الأربعة، وكان هذا قبل 7 أشهر، واثناء دردشة الاب مع ابنته اخبرته؛ أن أحد أقارب والدتها حاول هتك عرضها  هنا جن جنونه وانهال على ابنته بالضرب رغم أنها اباحت له بما كانت ستتعرض له، ومنعها من العودة مرة ثانية لوالدتها، وعليها أن تلتزم بتعليماته في بيته لكن ما جرى بعد ذلك كان أصعب من أن يتقبله انسان يحمل بين ضلوعه قلبا.

علقة موت

قبل الواقعة بخمسة عشر يوما، طلبت الفتاة من والدها الذهاب الى والدتها وقالت له:»إما يوافق على أن تذهب للاقامة مع والدتها أو يردها لعصمته وتعود الابنة تعيش بينهما كسابق عهدهما اسرة صغيرة»، لكن الاب رفض ذهابها اليها وبالتالي عودته لطليقته، وبلا ادنى شفقة ضربها «علقة موت»لاعتقاده قيام والدتها بتحريضها ضده؛ فتوجهت الفتاة إلى قسم الشرطة وحررت محضرًا ضد والدها اتهمته فيه بالتعدي عليها بالضرب ومنعها من الذهاب لوالدتها، وعادت الفتاة تفتعل المشكلات مع والدها وظلت طوال الوقت»تزن» على والدها لكي تذهب لوالدتها رغم انها تعلم ان والدتها لا تريدها وترفض رجوعها اليها.

يوم الواقعة

بدا اليوم طبيعيا من أوله في تمام الساعة الثامنة من صباح يوم الواقعة؛ استيقظت «انجي» من  نومها، أخبرت زوجة ابيها في رغبتها الذهاب لوالدتها، طلبت منها أن تتحدث مع والدها وتحاول إقناعه بالموافقة على ذلك، ورغم تحفظ زوجة الأب على طلبها هذا، واثناء ذلك سمع الاب الحديث الذي دار بين نجلته وزوجته؛ فخرج من غرفته وهو في حالة غضب شديد وانهال على ابنته ضربًا بعصا خشبية وبكلتا يديه، ولم يكتفِ بذلك بل أمسك رأسها وظل يخبطها في الحائط، صرخات الفتاة اخذت تدوي ووصل صراخها للجيران وحتى المارة في الشارع، إلى أن سقطت الفتاة بين الحياة والموت،استعانت زوجة الاب بإحدى جارتها تعمل ممرضة لعلها تستطيع إفاقتها، لكن الممرضة ارتابت في أن الوفاة طبيعية وبها شبهة جنائية خاصة وأن الدماء كانت تسيل من رأس الفتاة بغزارة؛ أخبرتهم أن الفتاة فارقت الحياة وخوفا من المسؤولية اخبرت الجارة الممرضة الجيران في العقار، وتجمع الأهالي وسألوا الاب الذي كذب مستخدمًا الشعوذة كحجة لعله يفلت من جريمته؛ أخبرهم «أن ابنته بها مس من الجان يجعلها تخبط راسها في الحائط»!،لكن الجيران امسكوا الاب بعد أن حاصروه داخل شقته، وتولى أحد الجيران إبلاغ الشرطة بالجريمة.

البلاغ

تلقى قسم شرطة السلام بلاغًا من أهالي منطقة مساكن «معا» بالسلام يفيد بمقتل فتاة مراهقة على يد والدها وعلى الفور انتقل فريق البحث الى المكان محل البلاغ وتبين صحته، وعقب المعاينة تبين؛ أن الجثة لفتاة في العقد الثاني من عمرها ترتدي كافة ملابسها على جسدها آثار تعذيب وكدمات وجروح بالرأس، وعقب التحريات تبين ان الفتاة كانت تقيم مع والدتها بمنطقة المنيب عقب انفصالها عن والدها قبل 16 سنة، تحرر محضر بالواقعة وأمرت النيابة بنقل الجثة الى مشرحة زينهم وتشريحها لمعرفة سبب الوفاة.

وجهت النيابة للمتهم»مرتضى. ف» تهمة قتل نجلته عقب وصلة تعذيب، في بداية الامر انكر المتهم وعقب تضييق الخناق عليه، أقر بتعديه عليها وضربها ومنعها من الذهاب لوالدته، مما جعله يعنفها وينهال عليها ضربًا وتعذيبًا للعدول عن فكرة العودة لأمها، لكن دون جدوى وأنه بعد أن سقطت ابنته على الأرض من أثر التعذيب، اسرع واحضر الطبيب الذي وجدها فارقت الحياة متأثرة بإصابتها، وانه ضربها بعصا خشبية مما أسفر عن إصابتها بارتجاج في المخ وتسبب في مقتلها ولكن لم يقصد قتلها، كما  استمعت النيابة لأقوال زوجة الاب بعد طلب حضورها لسماع أقوالها؛ حيث اكدت عدم  اشتراكها في قتل وتعذيب المجني عليها وكانت تدافع عنها عندما كان والدها يتعدى عليها بالضرب في مرات سابقة، وأن زوجها تعدى على ابنته بسبب تصرفاتها وخروجها من المنزل بدون إذنه، قررت النيابة حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، بعد أن استمعت الى أقوال شهود عيان الواقعة الذين اكدوا انه دائم التعدي عليها وانها أسرة مفككة.

الشهود

كنا في مسرح الجريمة لمعرفة أسباب وملابسات الحادث، وما الجرم الذي ارتكبته حتى ينهال الاب عليها بالضرب المبرح والتعذيب الذي يصل لحد القتل؟!

فور وصولنا لمكان الحادث كانت أجواء المكان توحي بالغضب وعدم الرضا مما فعله الأب في حق ابنته، في البداية ونظرًا للحزن الشديد الذي رأيناه في العيون، رفض الجيران الكلام ولكن ما هي الا لحظات حتى تحدثوا الينا، قال «ماهر. م»انا وباقي الجيران من اكتشفنا الواقعة  من صوت صرخات الفتاة التي كانت تدوي في ارجاء العمارة والشارع كله، عندها تجمعنا لنكتشف جريمة الأب البشعة في حق ابنته، حاول المتهم الهرب لكننا تحفظنا عليه حتى أتت الشرطه واقتادته الى القسم.

طرقنا الباب على زوجة المتهم التي بدأت تحكي قصصًا غريبة وكأنها تريد منا أن نصدق هذه الخرافات، زعمت»بأن المجني عليها كانت عليها جن وانها مش بتسمع كلام ابوها»!، واكتفت زوجة الأب بهذه الكلمات القليلة وآثرت الصمت بعدها.

كما قال آخر:ما فعلته الفتاة انها كانت تتمنى أن يعود والدها الى أمها وربما هددته بالرحيل والعودة الى أمها بعدما وجدت منه رفضًا.

   وتواصلنا مع ابن شقيق المتهم «فارس.م» قال: أن عمه من أرباب السوابق وكثير الزواج، وتصرفاته كانت سيئة، وهذا سبب ابتعاد اسرتي عنه، الجريمة وقعت الساعة 8 صباحا ولم نعلم عنها إلا الساعة 5 مساءً، وقال ايضًا:أن عمه يعمل في الخرده، ربما وكما قال في التحقيقات أنه لم يقصد قتلها لكنه في النهاية هو أب قاسي القلب، فكيف طاوعه قلبه أن ينهال عليها بالضرب بعصا على رأسها بهذا الشكل، ثم لم يكفه هذا وإنما يخبط راسها في الحائط؛ المشكلة الآن هي زوجته وأولاده الأربعة، من اين ينفقون؟! 

اقرأ أيضا : بسبب دفاعه عن «كلب».. صراع عائلي ينتهي بالدم


 

;