«مهادنون».. صمتوا مقابل البقاء بالمنصب

بان كي مون، كوفي عنان
بان كي مون، كوفي عنان

وضعت الولايات المتحدة قاعدة واضحة أمام أمناء الأمم المتحدة، وهي أن عدم المساس بأمن إسرائيل والصمت على جرائمها والتوقف عن إدانتها بشكل واضح، ضمانة أساسية للبقاء في المنصب والاستمرار فيه، لذا عندما يتعلق الموقف بإسرائيل تجد أن بعض أمناء الأمم المتحدة، اكتفوا بالشجب وإبداء القلق، بلا أي إدانة حقيقية لإسرائيل.

الطاعة العمياء تمثلت في اتخاذ الأمم المتحدة مواقف مائعة ضد العدوان الإسرائيلي المتكرر.

وقد عرف عدد من أمناء الأمم المتحدة باتباع الطاعة العمياء والامتثال للقرار الأمريكي، أمثال الميانماري يوثانت الذي تولى بين عامي 1961 و1971، الذي لم يتخذ أي مواقف إدانة إزاء جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في أحداث حرب 1967 وما بعدها، وهو ما تكرر مع البيروي خافيير بيريز دي كوييار (1982-1991)، الذي استجاب للضغوط الأمريكية بعد الاستجابة للمحاولات العربية لإخراج إسرائيل من الجمعية العامة للأمم المتحدة.

◄ اقرأ أيضًا | مفوض الأمم المتحدة السامي في ضيافة المنظمة العربية لحقوق الإنسان

أما سياسة الشجب وإبداء التخوف فقد تبناها كل من الغاني كوفي عنان (1997-2006)، والكوري الجنوبي بان كي مون (2007-2016)، فقد كان من الواضح أنهما فهما درس رأس بطرس غالي الطائرة من المؤسسة، فجاءت مواقفهما الرسمية دون المستوى تتوقف عند حد إبداء الاعتراض والشجب والإعراب عن القلق إزاء الجرائم الإسرائيلية المتكررة، بل بات من العادي أن الهجوم الإسرائيلي الوقح يتصاعد ضد أي منهما عند اتخاذ مجرد تصريح إعلامي بحق الفلسطينيين أو التلميح بضرورة توقف العدوان الإسرائيلي الذي يشكل انتهاكا للقوانين الدولية، حتى هذا النوع من الانتقاد الودي لم يعد مسموحا في ظل أمانة عنان وكي مون.