انتقادات واسعة لتجاهل المهرجان معاناة الشعب الفلسطينى

«قاتل مستأجر» يفتتح الدورة العشرين لـ«مراكش السينمائي»

جيسيكا شاستين رئيس لجنة التحكيم فى لقطة من فيلمها « ذاكرة»
جيسيكا شاستين رئيس لجنة التحكيم فى لقطة من فيلمها « ذاكرة»

كتب: رضوى الصالحي

بالرغم من المأساة الإنسانية التى تعيشها غزة والإبادة الجماعية التى يتعرض لها سكان القطاع على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي طيلة 30 يوماً هى الأكثر دموية، إلا أن إدارة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أعلنت عن إقامة الدورة العشرين من المهرجان فى موعدها خلال الفترة ما بين 24 نوفمبر الجارى و2 ديسمبر القادم، مما عرضها للعديد من الانتقادات من قبل رواد السوشيال ميديا عن كيفية إقامة مهرجان سينمائي وسط هذا الدمار الهائل والمجازر الدموية التى يعيشها أهالينا فى غزة ومعاناتهم ومع ذلك لم تشير إدارة المهرجان بأى مشاركة أو دعم معنوى لأبناء الشعب الفلسطيني وكأن كل أخ في واد ليصدق القول «أنا هايص وأخى لايص»،وكانت إدارة المهرجان الدولى للفيلم بمراكش.

أعلنت انطلاق الدورة العشرين خلال الفترة ما بين 24 نوفمبرالجاري و2 ديسمبر القادم، وذلك بمشاركة 75 فيلماً من 36 دولة تتنافس فيما بينها بمسابقات المهرجان المختلفة للفوز بالنجمة الذهبية، وأشارت إدارة المهرجان إلى أن لجنة تحكيم دورة هذه السنة، تتميز بانتماء أعضائها لثمانى دول مختلفة من القارات الخمسة، تعكس خصوصية المهرجان الدولى للفيلم بمراكش، كتظاهرة تحتفى بالإبداع السينمائى العالمي، وتتشكل لجان التحكيم من مجموعة من نجوم الفن العالميين.

وفى مقدمتهم الممثلة والمنتجة الأمريكية جيسيكا شاستين الحائزة على جائزة الأوسكار، والتي قالت: «إنه لشرف عظيم أن أحظى برئاسة لجنة تحكيم مهرجان مراكش فى دورته الـ20, يسعدني أن أعود مجدداً هذه السنة بعد مشاركتى الأخيرة فى دورة 2011،  واتطلع للاحتفاء بالمواهب الخلاقة فى السينما العالمية».

كما تضم اللجنة فى عضويتها كلاً من الممثلة الإيرانية زَر أمير، والممثلة الفرنسية كامى كوتان، والممثل والمخرج الأسترالى جويل إدجيرتون، والمخرجة البريطانية جوانا هوك، والمخرجة الأمريكية دى ريس، والمخرج السويدي - المصري طارق صالح، والممثل السويدي ألكسندر سكارسجارد، والكاتبة الفرنسية - المغربية ليلى سليماني، وسيتم افتتاح الدورة بفيلم «قاتل مستأجر»، وهو كوميديا بإيقاع سريع بطولة الممثل المتألق كلين باول، وإخراج ريتشارد لينكلاتر، ومن المقرر أن يمنح المهرجان «النجمة الذهبية» لواحدة من 14 فيلماً طويلاً، تعد أول أو ثاني عمل لمخرجيها، وتشارك فى المسابقة الدولية لهذه الدورة، المخصصة لاكتشاف سينمائيين من جميع أنحاء العالم، وتنقسم فروع مسابقات المهرجان إلى المسابقة الرسمية، والعروض الاحتفالية، والعروض الخاصة، والقارة الحادية عشرة، وبانوراما السينما المغربية، وعروض الأفلام للجمهور الناشئ، وعروض ساحة جامع الفنا، والأفلام التى سيتم تقديمها فى إطار التكريمات.

وأضافت إدارة المهرجان بأن مسابقة « الأفلام الطويلة الأولى والثانية « لمخرجيها تستهدف الكشف عن مواهب جديدة فى السينما العالمية، وقد تم اختيار 10 أفلام هى الأولى لمخرجيها، و8 أفلام من توقيع مخرجات سينمائيات،تمثل 13 دولة، تضم الولايات المتحدة، منغوليا، تركيا، وثلاثة أفلام من أميركا اللاتينية (البرازيل، تشيلى وكولومبيا) وثلاثة من أوروبا (البوسنة والهرسك، كوسوفو والمملكة المتحدة) وخمسة أفلام من منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا (مدغشقر، المغرب، السنغال، فلسطين)، وتضم «المسابقة الرسمية» هذه الأفلام «عصابات»، «عالمنا»، «الابن الآخر»، و «سجن فى جبال الأنديز»، «الهدير الصامت»، «الحصيلة»،«يوم الثلاثاء»، «باى باى طبريا، «مدينةالرياح»، «المهجع»، «نزهة»،«كذب أبيض»، أما «العروض الاحتفالية» تتضمن العرض الأول فى المنطقة لعدد من الأفلام العالمية هذه السنة، وسيرافق المخرج الإيطالى ماتيو كارونى فيلمه «أنا القبطان»، وهو ملحمة معاصرة تحكى الرحلة المغامرة لشابين سنغاليين يطمحان للوصول إلى أوروبا، كما سيقدم ميشيل فرانكو فيلم «ذاكرة»، وهو فيلم مؤثر تقدم فيه جيسيكا شاستين، رئيسة لجنة التحكيم، دوراً رائعاً كما سيكون الممثل الأسترالى سيمون بيكر حاضراً من خلال فيلم «ليمبو» للمخرج إيفان سين، وهو فيلم تشويق بالأبيض والأسود يلعب فيه الدور الرئيسى بطل مسلسل «الوسيط الروحى» فى شكل مغاير،و يعود ألكسندر باين، الذى سبق له أن نال النجمة الذهبية فى المهرجان الدولى للفيلم بمراكش بفيلم «عطلة الشتاء»، كوميديا يقودها بتأثر عميق ثلاثى متميز،وستختتم العروض الاحتفالية بفيلم «ميكينك أوف» لسيدريك خان، وهو فيلم كوميدى اجتماعى يعرض كواليس التصوير السينمائى من بطولة المتألق جوناتان كوهين.

ويشارك بمسابقة «العروض الخاصة» 16 فيلماً معاصراً، عدد مهم منها من إنجاز مخرجين مرموقين أمثال نيكولاى أرسيل، برتراند بونيلو، منية شكري، أنيسكا هولاند، لادج لى وأليس روهرواشر، كما يسلط هذا القسم الضوء على الموجة الجديدة للسينما العالمية من خلال فيلم «أنيماليا»، الذى تحكى فيه صوفيا علوى قصة خيالية شاعرية إنتاج مشترك «فرنسى مغربى قطرى»، و»أوروبا» لسودابة مرتضى، التى سبق لها الفوز بالنجمة الذهبية، و» شرح كل شيء» لجابور ريس، الفيلم المثير الذى يتناول موضوع التربية،  كما سترافق ممثلتان متألقتان أحدث أفلامهما، وهما إيزابيل هوبير مع «سيدونى فى اليابان» للمخرجة إليز جيرار، وميرفى ديزدار مع «عن الأعشاب الجافة» لنورى بيلج جيلان، والتى فازت بجائزة أفضل ممثلة فى الدورة الأخيرة لمهرجان كان، وفيلم «غير المرغوب فيهم «،و» الوحش برتران بونيلو «،»لا كيميرا أليس روهرواشر»،و»آيات أرضية على أصغري»، «وداعا جوليا «لمحمد كردفاني،»الحدود الخضراء «،و»ماشطات سونيا بن سلامة «،و»وراء الجبل»،و»أرض الميعاد»،و»سارافينا»،«ببساطة» .

أما بالنسبة لمسابقة «القارة الحادية عشرة»، التى تتكون من 13 فيلماً روائياً ووثائقياً إبداعياً، يفتح النقاش بين الأفلام المعاصرة والأعمال الكلاسيكية التى كانت من الأعمال الطلائعية فى السينما، ويقدم هذا القسم آخر أعمال المخرجين الذين أشاد بهم النقاد (كليبر ميندونسا فيلهو، وليساندرو ألونسو، ومنى عشاش) بالإضافة إلى أفلام جيل جديد من المؤلفين المفعمين بالجرأة (آلان كاساندا، روزين مباكام، فلاد بيترى وتيدى ويليامز) وهذه الأفلام هى «بين الثورات»، «أشباح بيروت»، «الدار البيضاء»، «جيل رأس جوز الهند»، «المخدوعون»،«يوريكا»،«قبل كل شيء ليلاً»،«الطفرة البشرية 3»،«فتاة صغيرة زرقاء»،»مامبار بيريت»،»العروس»،»ذهب الحياة»،»صور الأشباح»،

وفى قسم «بانوراما السينما المغربية» تشارك 6 أفلام روائية ووثائقية من آخر الإنتاجات السينمائية المغربية، اثنان منها تقدم فى عروض عالمية أولى: «موغا يوشكاد» لخالد زايرى و «مروكية حارة» لهشام العسري، وسيتم تقديم السينما المغربية، من خلال 15 فيلماً مبرمجاً فى مختلف أقسام المهرجان، ولرفع مستوى الوعى لدى جمهور الغد، يخصص قسم الجمهور الناشئ عروضه للأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 4 و18 سنة، من خلال 13 عرضاً سينمائياً خاصاً بهذه الفئة العمرية.